ياهلا
لم يخطىء صيادوا المواهب حين صبوا اهتمامهم عليه فهو لاعب لا يشك احد بكفاءته ، له فلسفته في الحياة ولد ليحرز الاهداف التي تزعزع الخصوم وتحطمهم ، فاعل امام المرمى ويجيد استغلال الفرص التي تلوح امامه بذكاء وبضربات رأسية مؤثرة ، قال عنه المطرب البرتغالي روي فيلوزو في احدى اغانيه ( هل تود لقاء العصافير والطير مثل جارديل ) ، نعم جارديل يطير عندما يطلب منه ذلك ويتسمر عند الضرورة .
يعترف الجميع بأن لا احد يسجل في اوروبا مثل جارديل فهو يجد دائماً اللحظة المناسبة للإستفادة من جهود رفاقه او من اخطاء خصومه لترجمتها الى اهداف ، وبدون ان يتأثر من سرعة الخصم . وبصفته مهاجم في منطقة الجزاء فهو لا يتحرك إلا لخدمة الاهداف و الاهداف فقط .
يقول جارديل ( بالاضافة الى دور رفاقي ، اعتقد بأن وجودي لفترة طويلة في البرتغال ساعدني كثيراً على فهم اسرار الكرة هنا ، علماً اني لعبت منذ البداية في مركز الهجوم ، لذا اصبح تسجيل الاهداف عادة عندي ، هذا ما اجيده ولهذا اتقاضى راتبي ) .
ويضيف جارديل ( عندما اصبح في منطقة الخصم اشعر اني في منزلي ، وادرك بدقة كيف انظم تحركاتي ، لكن اسمحوا لي بأن احتفظ بهذا السر لي ) .
لكن جارديل اعترف بأن كفاءته تعود الى إغناء موهبته الفطرية بالعمل ، فهو يحرص على أداء التدريبات بأستمرار في حين تظل الاهداف هي محور حياته ( الهدف هاجسي دائماً ، لذا اعترف ان فوز الفريق بدون مساهمتي بالاهداف يحزنني ) .
احزر جارديل بطولة البرازيل مع نادي فاسكو دي جاما وبطولة كأس ليبرتادورس مع نادي جيرميو ، قبل ان يتخصص في احراز بطولة الدوري البرتغالي ، فقد فاز بها خمس مرات ، منها اربعة متتالية مع نادي بورتو و واحدة مع نادي سبورتنغ لشبونه الموسم الماضي ، كما احرز بطولة كأس البرتغال مرتين ، واحرز ايضاً في موسم 2000 – 2001 بطولة كأس السوبر الاوروبية وبطولة الدوري التركي مع نادي غلطة سراي .
وعلى مستوى الانجازات الشخصية ، احرز جارديل لقب هداف العالم موسم 98 – 99 ، ولقب هداف الدوري البرتغالي لاربع مواسم متتالية مع بورتو ، في حين احرز الموسم الماضي اللقب مع سبورتنغ لشبونه بعد ان اكتسح قائمة الهدافين برصيد 51 .
كما حطم جارديل الرقم القياسي كأفضل هداف اجنبي في البرتغال والذي سبق واحتفظ به لمدة 25 سنة الارجنتيني هكتور يازالدي برصيد 104 هدفاً ، اذ سجل جارديل مع بورتو فقط اكثر من 105 هدفاً .
وعلى الرغم من انجازاته الكبيرة مع الاندية يبقى جارديل بعيداً عن المنتخب البرازيلي ، فهو لم يلعب سوى ست مباريات دولة سجل فيها هدف واحد فقط ، فضل المدربون ابعاده وازدرائه كما عبر عن ذلك في وسائل الاعلام ، وهذا هو سر أعلانه عن قرب موعد اعتزاله الكلي على الرغم من انه يبلغ من العمر 28 عاماً .
هل انتهى ؟
تبقى هذه الفكرة مسيطرة على اذهان محبيه ، فبعد بطولة كأس العالم والتي توج فيها منتخب بلاده باللقب ساءت حالة جارديل النفسية ولم يعد يريد الاستمرار ، عاد مرة اخرى الى البرتغال و لكن ليس للأستعداد للموسم الجديد بل لأعلان بأنه اصبح في وضع يستحيل فيه العيش في البرتغال مرة اخرى ، تقول الصحف بأن سبب عدم البقاء هو انفصاله عن زوجته كارين بعد 7 سنوات من الزواج اثمر عن طفلين فيليو 5 سنوات وفكتوريا 3 سنوات .
بينما ذكرت صحف اخرى بأن هنالك عرض تقدم به نادي برشلونه الاسباني للتعاقد معه وعلى الرغم من نفيه لهذه الاخبار إلا ان مدرب برشلونه الجديد قال ( جارديل كان دائماًُ من اولى اهتماماتي ، حاولت في السابق التعاقد معه عندما كنت ادرب نادي اياكس ) .
ومع تزايد حدة الشائعات تبقى ماكينة الاهداف او سوبر ماريو كما تحب الجماهير ان تلقبه ، وحيداً منتظراً انتهاء هذه المسألة في حين مازلت جماهير البرتغال بأكملها تنتظر آمله ان يغير رأيه ويبقى من حلموا به كثيراً هدافاً يحمل لواء البرتغال .... وليس البرازيل .
تحياتي للجميع
