بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين و لاعدوان إلا على الظالمين و أصلي و أسلم على أشرف الانبياء و المرسلين ..
أما بعد فهذه نبذة مختصرة عن الرافضة .. مؤسسها .. تاريخها .. معتقداتها ..
فوفقنا الله و إياكم إلى كل خير و صواب ..
أولاً : ..
(( مؤسس الرافضة ))
منذ أن ظهر نور الإسلام في أرض الجزيرة هوت كل أوثان الجاهلية و استحالت تراباً .. فاحترقت حسداً و حقداً جميع الطوائف الضالة و كان من بينهم أخبث طائفة على وجه الأرض ألا هم اليهود الذين لم يرضوا بدين غير دينهم و لا بأناس غيرهم ..
و كان من بينهم الخبيث المارق عبدالله بن سبأ الذي حاول تشكيك المسلمين في دينهم و الحيلولة دون انتشاره و توسعه ..
فقام بدس الدسائس و نشر الفتنة بين المسلمين ..
فتظاهر بالإسلام لأنه يعلم هو و أصحابه أنه لا يمكن مواجهة الإسلام وجهاً لوجه .. و إنما أراد أن يدخل متستراً ببرده الاسلام حتى يتمكن من الطعن في الخفاء ..
فخطط هو ويهود صنعاء خطة أرسل إثرها هو ورفقته إلى المدينة، مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ، وعاصمة الخلافة ، في عصر كان يحكم فيه صهر رسول الله ، وصاحبه ، ورضيه ، ذو النورين ، عثمان بن عفان (رضي الله عنه) فبدءوا يبسطون حبائلهم ، ويمدون أشواكهم ، منتظرين الفرص المواطئة ، ومترقبين المواقع الملائمة ، وجعلوا عليا ترسا لهم يتولونه ، ويتشيعون به ، ويتظاهرون بحبه وولائه ، (وعلي منهم بريء ) ويبثون في نفوس المسلمين سموم الفتنة والفساد،
قال البغدادي : (( السبئية أتباع عبدالله بن سبأ الذي غلا في علي - رضي الله عنه - وزعم أنه كان نبياً ثم غلا فيه حتى زعم أنه الله )).
وقال البغدادي كذلك : ((وكان ابن السوداء - أي ابن سبأ - في الأصل يهودياً من أهل الحيرة، فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصياً وأن علياً - رضي الله عنه - وصي محمد صلى الله عليه وسلم)).
وذكر الشهرستاني عن أبن سبأ أنه أول من ظهر القول بالنص بإمامة علي - رضي الله عنه - وذكر عن السبئية أنها أول فرقة قالت بالتوقف بالغيبة والرجعة ، ثم ورثت الشيعة فيما بعد، رغم اختلافها وتعدد فرقها، القول بإمامة علي وخلافته نصاً و وصية، وهي من مخلفات ابن سبأ وقد تعددت فيما بعد فرق الشيع وأقوالها إلى عشرات الفرق والأقوال.
و كان ابن سبأ يحرض على خليفة رسول الله ، عثمان - رضي الله عنه - الذي ساعد الإسلام والمسلمين بماله إلى ما لم يساعدهم أحد ، حتى قال له الرسول الناطق بالوحي عليه السلام حين تجهيزه جيش العسرة "ما ضر عثمان ، ما عمل بعد اليوم" (رواه أحمد والترمذي ) ، وبشره بالجنة مرات ، ومرات، وأخبره بالخلافة والشهادة.
وطفقت هذه الفئة تنشر في المسلمين عقائد تنافي عقائد الإسلام ، من أصلها، وأصولها، ولا تتفق مع دين محمد صلى الله عليه وسلم في شيء .
حتى ظهرت فرقة تزعم أنها محبة لعلي و موالية له و هي في حقيقتها مضرة للإسلام و محاربة لعلي .. و علي رضي الله عنها قد لعنها و تبرأ منها هو و أبناؤه من بعده ..
إلا أنه و للأسف بعد زمن استطاعت هذه الفرقة أن تنتشر و أن تتسع رقعة تواجدها حتى أصبح أتباعها كثير و ضلالتها منتشرة ..
وقد اعترف بهذا كبار الشيعة ومؤرخوهم ، فهذا هوالكشي (هو أبو عمرو بن عمر بن عبد العزيز الكشي - من علماء القرن الرابع للشيعة ، وذكروا أن داره كانت مرتعا للشيعة ) كبير علماء التراجم المتقدمين -عندهم -الذي قالوا فيه : إنه ثقة، عين ، بصير بالأخبار والرجال ، كثير العلم ، حسن الاعتقاد ، مستقيم ا لمذهب .
والذي قالوا في كتابه في التراجم : أهم الكتب في الرجال هي أربعة كتب ، عليها المعول ، وهي الأصول الأربعة في هذا الباب ، وأهمها ، وأقدمها ، هو"معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين المعروف برجال الكشي (انظر مقدمة "الرجال") .