-
هل سمعت بهذه المرأة من قبل ...؟؟!.
هل سمعت بهذه المرأة من قبل ...؟؟!.
سعاد نشأت مثل كل الفتيات ترغب في ظل زوج يحميها من سهام الناس المتكسرة على ظهور العوانس والمطلقات ، شقت طريقها في الحياة باذلة الجهد في تفوقها و نجاحها الدراسي إلى أن حازت على ما تتمناه ألا وهو لقب ( معلمة الأجيال ) كانت تلك هي الأمنية التي تسعى نحوها ، ولم يدر في خلدها أن هذا اللقب سيكون السبب في شقاءها وتعاستها في الحياة .
معلمة كلمة تطرب لها نفوس الأولياء ليجنوا من وراءها الأموال الطائلة لتزخر بها مدخراتهم الدنيوية ، لم تكن سعاد بأحسن حظا من أولئك المعلمات اللاتي وقعن في مأساة " راتب المعلمة واستيلاء الأب عليه " ولم تكن تلك هي ماساتها فقط أي استيلاء والدها على راتبها بل تجاوز إلى ما هو اشق من ذلك وانكى ألا وهو عضل الفتاة ومنع تزويجها خشية انقطاع تدفق راتبها بعد زواجها .
حدثتني قريبتي قائلة : كنت مع زميلاتي تلفت نظرنا تلك المدرسة ( سعاد ) وطريقة تعاملها وتقبليها لطالبات الابتدائي وكيف تحتضنهم وتضمهم إلى صدرها بصورة مثيرة وكانت زميلاتها من المعلمات يبررن موقفها ويزلن دهشة نظرنا بقول " ارحموها إنها فاقدة للحنان ".
وفي يوم من الأيام فقدت سعاد إحدى طالباتها المتميزات في المرحلة الثانوية فكثر تغيبها عن المدرسة ، وحين تقابلت معها سألتها عن أحوالها ، وما سبب كثرة غيابها فأجابت الطالبة : يا معلمتي كلها أيام قلائل وأودع المدرسة الوداع الأخير لأنتقل إلى عش الزوجية .
لم تتمالك المعلمة نفسها فأجهشت بالبكاء وهي تردد " أسعدك الله يا بنتي ، أسعدك الله يا بنتي ، أسعدك الله يا بنتي ........ ثم ذهبت وهي تواري دموعها عن الطالبات ..
سعاد تجاوزت الآن سن الأربعين ولم تتزوج إذ فآتها القطار كما يقال من كثرة رفض والدها زواجها وطرده الخطاب وهي البائسة بين مطرقة العنوسة و أحاديث الناس عنها ، وسندان العفاف والطهر والفضيلة . عزيزي القارئ : هناك الكثير أمثال سعاد في مجتمعنا وبين أظهرنا ممن يتجرعن غصص تعامل أوليائهن معهن ، وإنني أعجب في ظل هذه الأجواء المكلومة ، أعجب من صبر الفتاة وحرصها وتمسكها على عفافها والشهوات والفتن تتلقفها من كل حدب وصوب ! إنها شهوات تجعل الحليم حيرانا .
ومع ذلك تبقى سعاد ومنى وهدى وسارة وغيرهن صابرات رضين بالعفاف ولم ينحدرن في مستنقع الرذيلة إذ هو في متناول أيديهن لو رغبن عله يخفف شيئاً من لوعة الألم والعذاب وبئس الطريق ذاك لو سلكوه .
ولكن ! هل نمكث هكذا حتى يضيق بهن الحال وتظلم الدنيا في أعينهن ؟ أم ما هو واجبنا تجاه أختي وأختك وابنتي وابنتك وغيرهم كثير في زماننا هذا ؟ يا سؤالا لم أزل اكتم بالصمت جوابه .....
فيما يلي خطرات حرقى من الجنان أسعف بها أخواتي البائسات / السعيدات لعلها تسد بعض الفجوة ومن ذلك
# التنكر للعادات والتقاليد المزعومة التي تمنع النساء من عرض أمرهن على القاضي في المحكمة ، إن مما يؤلم هو امتناع كثير من الفتيات إيصال أمرهن إلى المحكمة لتنزع الولاية من غير الكفء سواء كان أخوها أو أبوها أو غير ذلك ، أم نصبر حتى تصل نسبة العوانس في بلادنا إلى أعداد غفيرة لنتنازل حينها ، ونرضى ولا نصم بالعار والشنار من ذهبت إلى المحكمة لتنتصر لحقها المفروض لها ألا وهو الزواج . لا بأس يريد البعض لكي يقتنع أن أقول له هناك شخص حجر وعضل سبع من أخواته ومنعهن من الزواج أصغرهن بلغت الثلاثين وأكبرهن تجاوزت الأربعين وهن حبيسات البيوت حجبهن الحياء المزعوم والعرف المعهود من رفع أمرهن إلى المحكمة .
# هناك الكثير ممن تجاوزن سن الزواج الطبيعي فلم إذا يمتنعن من زواج المسيار مثلا لكي تخف وطأة الشهوة قليلاً وتزيح عن كاهلها مرارة كلام الناس عنها بكونها عانس أو مطلقة ، و ليس الهدف من الزواج هو الشهوة فقط حتى لا نتهم بكوننا شهوانيون كلا الزواج مودة واستقرار ورخاء فأنى يحصل ذلك ؟
# إعادة النظر في الشروط المثالية للزوج المتقدم لخطية فتاة بلغت سن الثلاثين من منصب وراتب ووجاهة وأحيانا طلب استقامة مثالية ، فكيف يأمل بالصلاح وهو لم يسع إليه ولم يفتح بابه نحوه ليدخله ويأتيه فالعدل أن يتحرى المناسب وإذ لم يجد فيراعي اقل المفاسد ويتنازل قليلاً حتى لا تبقى المرأة حبيسة المنزل ، وكم من مستقيم انتكس وطالح استقامت حاله والهداية بيد المولى سبحانه لكن لا يتنازل عن أسس الدين كالصلاة والصيام وغيرها فهنا يتوقف ولا يشرع فليس التوفيق ثمة .
# تطبيق سنة الفاروق في عرضه ابنته على الصالحين من قومه وهنيئاً لمن رزقت بمثل ما وفقت له ابنة الفاروق رضي الله عنه .
# اتجاه المقتدرين نحو التعدد وكسر الحاجز أمام نسائنا ليرفضن بل ويشترطن عدم التعدد ، لمن نترك أختي وأختك وغدا لا قدر الله بنتي وبنتك والأيام حبلى بالحوادث . أتوقف هنا ليدلي القراء بدلوهم في الموضوع المطروح ولي عودة إليه قريباً بإذن الله تعالى .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى