أطالب بإلغاء حالات التسلل
ضرورة وضع قوانين جديدة للضربات الركنية
أخيراً كسر نجم هولندا وايه·سي· ميلان السابق ماركو فان باستن صمته الذي امتد لعدة سنوات منذ اعتزاله الكرة في عام 1993 ليحلل علل كرة القدم ويقترح الحلول المناسبة لعلاجها، وفي لقاء نادر مع ملحق ذا غيم الصادر عن صحيفة التايمز اللندنية قال فان باستن انه خلال مشاهدته لنهائيات كأس العالم 2002 في منزله بالقرب من مطار امستردام اصيب بالاحباط وخيبة أمل كبرى ازاء الحالة المزرية التي وصلت اليها كرة القدم العالمية، من أخطاء تحكيمية، ولجوء اللاعبين للخداع والحيلة والغش مما جعله يشعر بأن هناك خطأ جسيما اصاب اللعبة الجميلة، وانه لابد من إعادة صياغة وكتابة قوانين الكرة مجددا لعلاج هذه الظاهرة الخطيرة·
وفي بحث من 4 آلاف كلمة تم نشره في احدى الصحف المحلية الهولندية اشار فان باستن الى ضرورة استخدام الكاميرات وأجهزة الفيديو لكشف الأخطاء والألاعيب وجعل الكرة أكثر نظافة من الشوائب التي علقت بها·
وأعرب فان باستن خلال اللقاء عن امله في بدء حوار عاجل في الأوساط الكروية، وقدم العديد من المقترحات لتطوير الكرة في وثيقة بعنوان من أجل كرة قدم أكثر نظافة وأكثر جمالاً وروعة، وحينما يتحدث فان باستن فإنه سيجد الكثير من الأذان الصاغية، فالرجل معروف بقلة حديثه وابتعاده عن الأضواء أثناء قمة مجده وبعد الاعتزال على حد سواء، كما انه حريص على خصوصياته، بل قرر مقاطعة مشاهدة مباريات كرة القدم لعدة سنوات وبدأ في ممارسة لعبة الجولف التي تعتبر هوايته المفضلة الآن·
وفي معرض تعليقه الى نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا واليابان قال فان باستن ان كرة القدم لم تتقدم مع الزمن، وانها لم تتعرض مطلقا في تاريخها لمثل هذه المعاناة فيما يتعلق بالقوانين واللوائح التي أصبحت بالية وعفا عليها الدهر ولا تواكب التطورات والمتغيرات من ثورة في الاتصالات وتقنية المعلومات، واضاف انه اذا كانت كرة القدم لعبة شعبية اميركية لكانت قوانينها قد طالها التغيير منذ فترة طويلة مثلما حدث في مجال كرة السلة وهوكي الجليد·
وقال فان باستن انه اضطر لكسر صمته بعد أن شاهد عجز لاعبي الكرة السابقين عن القيام بأي جهد لاصلاح اللعبة، وعلى الرغم من ان العديد من المدربين طالبوا في السابق باستخدام الكاميرات الالكترونية لتحديد حالات التسلل وضربات الجزاء الا انهم كانوا يتحدثون فقط في لحظات انفعال عن تعرض فرقهم للهزيمة، إلا ان أحدا منهم لم يشر الى خطورة اعادة اللقطات عن طريق أشرطة الفيديو ومدى تأثيرها على إبطاء المباريات، لكن فان باستن يجادل بأن كرة القدم الحديثة أصبحت أكثر سرعة الأمر الذي اثر سلباً على اتخاذ بعض القرارات الفورية ودقتها، وانه قد لا يمكن للحكم ومساعديه تحديد صحة ضربة الجزاء بالعين المجردة مثلما حدث في نهائيات كأس العالم، والغاء عدد من الأهداف الصحيحة لبعض الفرق كايطاليا مثلا·
وقال فان باستن انه من الخطأ القاء اللوم على الحكام، بل ينبغي عوضا عن ذلك تقديم العون والمساعدة التي هم في أمس الحاجة اليها وذلك باستخدام الكاميرات الموجودة في الملاعب والتي يتراوح عددها من 13 الى ،25 كما يتعين ان يكون هناك ثلاثة قضاة في غرفة الانتاج يقومون بإعادة أشرطة الفيديو في الحالات المثيرة للجدل واتخاذ القرار المناسب وإفادة حكم المباراة بذلك من خلال سماعة الكترونية توضع في أذنه·
وأضاف بأن الفائدة الكبرى تكمن في ان الجماهير واللاعبين يمكنهم مشاهدة الحدث على شاشات ضخمة في الملعب والتأكد من صحة القرارات التي اتخذها القضاة الثلاثة، منعاً لأي احتجاجات أو أعمال شغب، وأشار الى ان ايقاف اللعب لحوالى 15 أو 30 ثانية كافٍ للتأكد من صحة أو خطأ قرار التحكيم، وحول مدى تأثير هذا الايقاف على سير المباريات وابطاء اللعبة بينما يقوم القضاة بدراسة الحالة، قال فان باستن ان رميات التماس تستغرق كل منها من 10 الى 20 ثانية، بينما يستغرق تنفيذ الضربات الحرة المباشرة من 30 الى 90 ثانية، وتنفيذ ضربات المرمى من 30 الى 60 ثانية مما يستهلك الكثير من وقت اللعب·
واضاف انه في هذه الحالة يسمح الحكم باستمرار اللعب لحين صدور قرار القضاة، وحول ما يقال بأن الأخطاء هي جزء من متعة كرة القدم قال فان باستن ان الأخطاء الجسيمة التي تؤدي الى الحاق الضرر ببعض الفرق واقصائها عن البطولة ليست فيها متعة البتة بل تؤدي الى الاحباط، وان متعة كرة القدم تكمن في روعتها وجمالها وليس في الغش والأخطاء التحكيمية·
ومضى فان باستن الى القول بأنه طالما ان الكاميرات تلتقط كل ما يحدث في داخل الملعب فإن اللاعبين الذين يرتكبون مخالفات من وراء الحكام يتعين محاسبتهم عن طريق أشرطة الفيديو وفرض عقوبات عليهم سواء بالبطاقة الصفراء أو الطرد بعد انتهاء المباراة مباشرة، والفائدة من ذلك كما يقول فان باستن هي ان اللاعبين سوف يتوخون الحذر في المباريات القادمة طالما ان عيون الكاميرات مسلطة عليهم تسجل كل حركة يقومون بها، كما يمكن ايضا الغاء البطاقات الصفراء أو الحمراء التي يكتشف ان الحكم أشهرها عن طريق الخطأ للاعب لم يرتكب خطأ يستوجب عقابه، اضافة لذلك فإن ذلك سوف يؤدي الى اختفاء ظاهرة اقدام اللاعبين على ادعاء الإصابة والتحايل للحصول على ضربات حرة مباشرة أو ضربات جزاء ظلماً·
وتضمنت بقية مقترحات فان باستن لتنظيف اللعبة من الشوائب ومعظمها مستوحاة من الرياضات الأميركية الشعبية التي تتطور قوانينها باستمرار ما يلي:
- لعب شوطين كل منهما لمدة 35 دقيقة من الوقت الحقيقي وتتم متابعة ذلك من الساعة الضخمة الموجودة في الاستاد والتي لا تتحرك إلا مع تحرك الكرة فقط داخل الملعب الأمر الذي يؤمن عدم اضاعة الوقت سدى واهداره بادعاء الإصابة وتأخير لعب الكرة من رميات التماس وضربات المرمى وعند تنفيذ الضربات الحرة المباشرة·
- منح كل مدرب وقتاً مستقطعاً لمدة دقيقة واحدة في كل مباراة حتى يقدم النصح والارشاد للاعبيه بدلاً من انتظار نهاية الشوط الأول من المباراة أو المباراة بأكملها·
- تحديد فرق الدرجة الأولى في كل دولة بستة عشر فريقاً فقط حتى تتاح الفرصة للاعبين المتميزين لنيل قسط من الراحة وإعدادهم بشكل جيد للمنافسات الاقليمية والقارية وكأس العالم·
- السماح لكل نادٍ بتسجيل 24 أو 26 لاعباً كحد أقصى في كشوفاته على ان يسبق ذلك اجراء دراسة وافية، فمن غير المعقول كما يقول فان باستن ان يتعاقد فريق مثل اجاكس امستردام مع 50 الى 60 لاعبا ولا يلعب منهم سوى قلة، بينما يستمتع الآخرون بالتدريبات والرواتب العالية، واشار فان باستن الى ان تحديد العدد سوف يؤدي الى تنشيط قطاع الناشئين في الأندية لتفريخ العديد من المواهب واتاحة الفرصة لهم للعب اذا تعرض عدد من نجوم الفريق الأول للاصابة أو الايقاف·
- مثلما في كرة السلة يتعين على لاعب الكرة الذي يرتكب 4 أو 5 مخالفات مغادرة الملعب، على ان يتم فقط استبدال اللاعبين الاثنين المطرودين أولاً·
- وضع قوانين جديدة للضربات الركنية تتضمن معاقبة المهاجمين الذين يرتكبون مخالفات ضد خصومهم وعدم الاكتفاء فقط باحتساب ضربة حرة مباشرة ضدهم وذلك للحد من ظاهرة العنف التي تحدث أمام المرمى عند تنفيذ الضربات الركنية·
كما اقترح فان باستن ان يدرس المسؤولون عن كرة القدم امكانية الغاء حالات التسلل جملة وتفصيلا لادخال المزيد من المتعة على اللعبة وزيادة حصيلة الأهداف في ضوء الخطط الدفاعية الصلبة التي بدأت تطبقها الفرق مما أفسد بهجة ومتعة اللعبة الجميلة، وعاب فان باستن على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم ويفا عدم التحرك لاصلاح القوانين وتطويرها وتنظيف اللعبة من الشوائب التي علقت بثوبها الجميل·
