إن دعوى التفريق بين الرجل والمرأة هي دعوى قديمة تأصلت مع بداية خلقتهما وطبيعة كل منهما، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتجاهل هذا التفريق ..

وإذا كانت اتجاهات معظم نساء الغرب في معيشتهن واعتقادهن بدورهن في المجتمع مناقضاً لطبيعتهن !! فإن سبب ذلك يعود إلى حالة الاضطهاد التي عاشوها لفترة طويلة وسط المسيحية المحرفة، والتي بدورها وضعت المرأة في مقام واحد مع .... الحيوان .

وبدلاً من أن تناضل الجماعة النشائية المضطهدة للحصول على اعتراف (ذكري) بحقوقها في سبيل العودة إلى طبيعتها .. ظلت تحارب الرجل في عقر داره في محاولد عجيبة (وبائسة) للسيطرة على المجتمع بدعوى القدرة على ذلك (؟).

ولا أدري ما الذي دفع بالمرأة العربيد كي توجه تفكيرها بنفس ذلك الاتجاه ؟؟ إلا أن الأمر المؤكد هو كون المرأة في جميع بقاع العالم تستمتع بتقليد احداهن الأخرى ومحاولة بعضهن التفوق على بعضهن الآخر.

إننا لا نشك أبداً بأن المرأة التي تأصلت فيها صفة الأنوثة، لا يمكنها أن تقف موقف المعارضة أمام (القوامية الرجالية عليها) .. لسبب بسيط أن هذا هو دور الرجل ورسالته الفطرية المرتبطة بطبيعة خلقته.

ولعل اعلان معظم الرجال الحرب ضد النساء هي في واقعها موجهة للمترجلات منهن فقط، فهي أيضاً في حقيقتها تعد محاولة منهم لاستعادة حقوقهم المنتهكة ودورهم المغتصب.

ويختلف تحديد المطالب في تلك الحرب من رجل لآخر، فبعضهم يبالغ كثيراً في تحديد مطالبه لدرجة الرغبة على السيطرة الكاملة على تصرفات المرأة حتى الطبيعية منها .. بينما نجد بالمقابل من تعد معركته حرباً شريفة، هدفها إعادة حقوق المرأة المشروعة والتي قامت على أساس الحرية الشرعية وبالتالي الحصول على حقوقه.

ويظل الشاذ من الرجال ممن أعد العدة لمحاربة المرأة المحافظة ... ذلك أن حربه المعلن هي ارضاء للشيطان في مقابل الشرع .. إنه حرب معاكس لطبيعته لتضامنه الفكري مع المرأة المترجلة في بحثها عن حقوقها (زعمت) وموافقته لأفكارها المخالفة للشرع والعقل والفطرة والطبيعة.

إن المرأة المترجلة في بحثها عن حقوقها قد وضعت الرجل مقياساً لها وجعلت من طبيعته مصدراً لايحاءها بتلك الحقوق .. ولأن طبيعة المرأة هي ما تحكمها، قصرت تقصيراً واضحاً في مناقشة إيجاد البديل أو إن صح التعبير (البديلة) .

وظلت تنادي بوجوب المساواة دون ادراك أن تلك المساواة ستجعل الكثير من الأدوار التي كانت تؤديه شاغرة.

ولم نلحظ ولو من باب الشذوذ إمرأة مترجلة نادت بوجوب قيام الرجل بأدوار المرأة مثل الحمل والرضاعة بل وحتى تدبير المنزل .. بل عد كل نداء قائم على أساسات مثل هذه نداءاً مخالفاً للطبيعة والفطرة، سواء في نظر الرجل أو في نظر المرأة أو حتى في نظر المجتمع ككل..

إن محاولة الإرضاء محاولة بائسة إذا قامت على أساس مخالف للشرع الذي لا يخالف الطبيعة الفطرية أو الخلقية والتي حددت دور الرجل في المجتمع ودور المرأة فيه، وارضاؤنا لأمهاتنا وأخواتنا وقريباتنا يعد في وجهة نظرنا تطبيقاً بما قد افتقدوه من دور في ابراز الآراء بما لا يخدش الحياء ولا تخرم المرؤة..