يا جماعة أرجوكم لا ترجموني قبل أن تسمعوني..اقرؤوا المقالة للآخر..ثم ابدوا رأيكم
بكل هدوء..فأنا بكل صدق ترددت كثيرا قبل طرح هذا الموضوع..لأنني أخشى أن يُساء
تأويله..ويتم استباحة دمي..وعرض مبلغ مالي لمن يأتي بي حيا أو ميتا..
كم هي كثيرة المواضيع المحرمة والمسكوت عنها في مجتمعنا..كم هي المساحات المظلمة
التي يمنع السير فيها..كم هي المواضيع التي غلفناها بهالة مزيفة من القداسة..وجعلنا الخوض
فيها أقرب للكفر وأدعى للعقوبة..
كم يعيش بيننا من متعبين ومظلومين ومجروحين..تحولت حياتهم الى جحيم حقيقي ..
ولا يستطيعون حتى التعبير عن حجم معاناتهم..خوفا من التقاليد..ومن الآخرين..ومن الفضيحة
ومن اولئك الذين لا هم لهم الا التلويح بعصا الشرف مرة وبعصا الدين مرة أخرى وديننا السمح
منهم براء..كم يعيش بيننا من ضحايا الجهل بالقضايا الجنسية..من النساء خاصة..هؤلاء النسوة
اللآتي يجدن أنفسهن بين عشية وضحاها..بين براثن رجل له عليهن حق الطاعة العمياء..
رجل يعتبر ليلة الدخلة..ليلة اعلان الحرب..ليلة الأخذ بثأره من سنوات الحرمان الطويلة..
الليلة التي يجب أن يثبت فيها فحولته بأي ثمن وكيفما كانت الطريقة..وتجد فيها الفتاة نفسها
مضطرة..أن تجاري وتطيع..هي التي ليس لها أي فكرة عن الرجل وعن الجنس..ولا
حتى عن جسمها وعن كيفية التعامل مع اللحظة الكابوس..
بالنسبة للرجل ..لن يسعى في تلك الليلة الا لإرضاء غريزته..وغروره..لا يهتم باحساس
الطرف الآخر..ولا يكلف نفسه طرح أي سؤال عن مدى قدرة تلك المسكينة على تقبل
العلاقة الزوجية..وهي مازالت لم تسكن اليه ..وعن مدى قدرتها على تجاوز خجلها
وارتباكها..وخوفها امام هذا الرجل الذي مازال لا يربطها به الا ورقة مكتوبة..
الموضوع حساس..ولا أستطيع التفصيل أكثر.. أقول فقط أيها الرجال اتقوا الله..
في هذه المسكينة..وتجاوزوا هذه الهالة الوهمية التي أحاطوا بها ليلة الدخلة..فجعلوا منها
ليلة العمر..والليلة التي يجب على الرجل فيها أن يشبع غريزته ولو على حساب الطرف الآخر..
يجب الا ننسى نحن الرجال أبدا أننا أمام كائن بشري له أحاسيس وله ظروف خاصة..
وأن العلاقة الجنسية انما تقوم على المشاركة..التي لا تحصل الآ بالسكن والألفة والتعود..
وكسب المودة والرحمة..التي لا تحصل كلها بمجرد وجودنا مع المرأة وجها لوجه ليلة
الدخلة..انما تحصل بعد مدة معينة..فما ضرنا لو أجلنا اشباع غرائزنا تلك الليلة..
حتى لانجد أنفسنا أمام جسد بارد محطم..فنخسر المرأة للأبد..
ما ضرنا ان نكون متفهمين..متحضرين..مسيطرين على الحيوان فينا..ساعين الى
جعل الطرف الآخر قادرا على تمثل العلاقة الزوجية بكل هدوء واقتناع..محاولين
جعل لحظة الإلتقاء قائمة على المشاركة والحب والمتعة المتبادلة..
ولن نحتاج لنيل ما أحل الله لنا الا لشيء من التفهم ..وعندها لن نندم..وستترحمون علي..
اخوكم/الطيب الجوادي..تونس