يصل اليوم موسم كرة القدم الانجليزية الى مرحلته الاخيرة بالمباراة النهائية لكأس الاتحاد والتي يلتقي فيها فريقا الارسنال وساوثهامبتون وهو النهائي رقم 122 لتاريخ المسابقة الاعرق فى العالم ·
وستقام المباراة كما هو معروف بملعب الالفية ميلينيوم بمدينة كارديف عاصمة اقليم ويلز ثالث اكبر اقاليم المملكة المتحدة بعد انجلترا واسكتلندا·· والسبب معروف ايضا حتى يعاد بناء ملعب ويمبلى والذي سيتحول اسمه الى الاستاد الوطنى لانجلترا وان كان سيظل قائما فى منطقة ويمبلى بشمال غرب لندن والتي سمي الملعب القديم الاشهر فى العالم على اسمها·
ويعيد النهائي نوعا من المفاجأة الى المباريات النهائية للكأس لان ساوثهامبتون مهما كان ليس بقوة الارسنال لكن لا احد يعرف خاصة فى مباريات الكؤوس ماذا يحدث فى اية لحظة وقد يلمع فيها لاعب مغمور يسرق الاضواء ثم يختفى ثانية·
الأرسنال مرشح
ولكن يبقى على الورق الارسنال مرشحا بقوة للحفاظ على لقبه كحامل للكأس من الموسم الماضى عندما تغلب على جاره الجنوبى تشيلسى بهدفين نظيفين سجلهما السويدى فريدى ليونبيرج·· وسبق ان ادى الفريقان بروفة للنهائي الاسبوع الماضى وسحق فيها الارسنال ضيفه ساوثهامبتون بستة اهداف لهدف واحد وان كانت المباراة قد اقيمت بملعب هايبري بالارسنال·· ولكنها دلت على ماذا يمكن ان يقدم الفرنسيون بالفريق اللندنى ·· كما انه نظرا لخسارة الارسنال لقبه فى الدورى فقد يدفعه هذا ليفعل شيئا ويخرج ببطولة وقد يخرج صفر اليدين خاصة اذا لم يكن اليوم يومه ولعبت الكرة مع خصمه ·· مثلما حدث الاحد قبل الماضى عندما خسر الدورى بهزيمته فى مباراة ليدز يونايتد وحيث كانت كل كرة يصوبها لاعبو الفريق الضيف تعتبر خطرا على مرمى المخضرم ديفيد سيمان الحارس الذي يعيش اسوأ ايامه حاليا بعد قرار اعتزاله اللعب الدولى اثر استبعاده النهائي من المنتخب الوطنى الانجليزى والذي اعتبر اسوأ نهاية للحارس·
يقود الارسنال كما هو معروف المدرب الفرنسى ارسين فينجر احد افضل المدربين غير البريطانيين الذين عملوا فى هذه البلاد وهو يعتبر صاحب ثانى افضل اجر فى البطولة اذ يصل راتبه الاسبوعى الى 65 الف جنيه استرلينى (حوالى 107 آلاف دولار) وهذا حسب العقد الذي جدده الموسم الماضى مع النادي·
ورغم خسارته للدورى الا ان لاعبيه مازالوا فى اعلى معدلات لياقتهم البدنية والفنية وفى الاسبوع الماضى قدموا عرضا بديعا فى ساندرلاند بختام المسابقة وسحقوا اصحاب الارض والذين هبطوا منذ مدة وكانوا يريدون انهاء اخر مبارياتهم فى دورى الشهرة بفوز لكن نجوم الارسنال كانوا الاكثر تألقا وخاصة النشيط ليونبيرج احد اهم لاعبى الفريق بجانب الفرنسيين تيرى هنرى وروبير بيريز وسيلفيان ويلتورد والهولندى دينيس بيرخكامب والبرازيلى جيلبرتو سيلفا والانجليزيين الدوليين سول كاميل واشلى كول وهما مدافعان ··بينما يغيب كما هو معروف صانع اللعب الفرنسى الدولى باتريك فييرا بسبب اصابته الطويلة الامد فى الركبة·
ولو فاز الارسنال فى هذا النهائي فستكون المرة الثالثة خلال العشر سنوات الماضية التي ينال فيها اللقب مع العلم بانه صعد الى النهائي فى العامين الماضيين ايضا حيث كسب نهائي العام الماضى امام تشيلسى ولكنه خسر نهائي 2001 امام ليفربول فى النهائي الشهير الذي خطف فيه ليفربول الفوز باقدام المهاجم مايكل اوين فى آخر عشر دقائق من المباراة·
والطريف ان صعودهم الى النهائي جاء بعد عدة مفارقات غريبة من بينها فوزهم فى دور الستة عشر على مانشستر يونايتد فى اولد ترافورد بمانشستر وهى المباراة التي ادت الى انكشاف الحرب الخفية بين اليكس فيرجسون مدرب مانشستر وكابتن فريقه ديفيد بيكهام والاسلوب الذي يتبعه فيرجسون مع لاعبيه·
وحتى في دور الثمانية تعادلوا مع تشيلسى بهدفين لكل فى هايبرى وادرك الجميع انهم على وشك الخروج ولكن ملعب ستامفورد بريدج فى تشيلسى شهد عرضا رائعا لهم فى لقاء الاعادة توجوه بفوز عريض وبثلاثة اهداف لهدف واحد·
ولكن فى الدور قبل النهائي كانت هناك مشكلة كبرى ايضا حيث لعب مع شيفيلد يونايتد احد الاندية المتواضعة فى الدرجة الاولى ولكن كالعادة فان المشاكل تحدث من مثل هذه الفرق حيث قاتل لاعبوهم قتالا ضارا فى ملعب اولد ترافورد المحايد حيث اقيمت المباراة ولولا خبرة وبراعة لاعبى الارسنال فى استغلال انصاف الفرص لما خرجوا فائزين بتلك المباراة خاصة وان لاعبى شيفيلد يونايتد ومدربه احتجوا على ان الحكم جرايام بول سمح باستمرار اللعب برغم اصابة واحد من لاعبيهم وكان على الارض اى ان الفريق كان يلعب ناقصا بالاضافة الى ان الكرة كانت هجمة منظمة لهم لكنها خبطت فى الحكم وغيرت اتجاهها بسرعة لتؤدى الى الهدف الوحيد·· ويبدو ان اليوم لم يكن يوم هذا الحكم بأي حال من الاحوال·
ساوثهامبتونالمتحدي
ويدخل ساوثهامبتون اللقاء متسلحا بعدة اسلحة منها عنصر المفاجأة حيث اعتادت مباريات الكأس على صعوبة التكهن بها والكثير من هذه المباريات انتهت بما لم يتوقعه احد وهذه هى طبيعة الكؤوس باى مكان فى العالم ونظرا لان ساوثهامبتون هو احد الفرق المتواضعة فى الدورى فان لاعبيه يفترض ان يقاتلوا فى هذه المباراة عسى أن تأتي لهم عروض نهاية الموسم وأن يغيروا النادى·· حتى مدربهم الاسكتلندى الاشقر القصير جوردون ستراخان يعرف ذلك ولا يبدى اعتراضا واضحا مادام هو سيبقى فى مكانه··وحتى لو خسروا اللقاء فان ذلك لن يهمهم مطلقا فهم لم يصلوا الى هذا النهائي الا اربع مرات فقط منها هذا النهائي وتعود مرات وصولهم الى هذه المباراة لبداية القرن الماضى حيث وصلوا عامى 1900 ثم 1902 وفى عام 1976 حققوا مفاجأة من العيار الثقيل عندما وصلوا وهزموا مانشستر يونايتد بهدف بوبى ستوكس··ولكنهم غابوا بعد ذلك التاريخ نظرا لمستواهم المتذبذب حتى فى البطولات المحلية وفى الدورى يكون همهم الاول والاخير تفادى الهبوط كل موسم ولو لم يعجبهم الحال يتم تغيير المدرب وهو شيء طبيعى عند تلك الاندية· ويعرف ستراخان امكانات لاعبيه وناديه بكل امانة ولهذا فهو يلعب معتمدا عليها ولا يغالى فيها وسبب تعيينه فى منصبه يعود الى تكيفه مع ادارات الاندية التي عمل فيها من قبل وبامكانات متواضعة صنع نتائج ايجابية كثيرة·· ويعتمد هو بشكل رئيسى على مهاجمه الانجليزى الدولى جيمس بيتى والذي يعتبر حاليا من المهاجمين الجيدين كما يعتمد على خط وسطه وبالذات تحركات كريس ماردسين وهو لاعب انجليزى نرويجى وولد فى انجلترا بالاضافة الى وجود الحارس الفنلندى الدولى انتى نيمى· وكان مشوار ساوثهامبتون اسهل الى النهائي حيث واجه توتنهام العنيد فى الدور الاول ولكنه سحقه بالاربعة وواجه بعد ذلك فرقا متواضعة من الدرجة الاولى حيث وصل الى لقاء الدور قبل النهائي مع واتفورد فى الملعب المحايد فيلا بارك وفاز عليه بهدفين لهدف واحد
