اخر مقبره فى العراق اطفال مع لعبهم
فريق أمريكي ينتشل جثث نساء وأطفال أكراد دفنوا مع لعبهم ومقتنياتهم
صدام تباهى أمام رئيس عربي زار العراق: دفنت بين الموصل وتكريت 17 ألف معارض
فريق من الخبراء وسط بطاقات شخصية وبقايا بشرية قرب المقبرة الجماعية في سحل عطاف قرب الموصل
هوية الطفل عبدالله ناصر عثر عليها في الموقع
أربيل: شمال رمضان
كشف الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لرئيس دولة عربية كان يزور العراق قبل حرب الخليج الثانية عام 1991 عن جانب من الأسلوب الذي يتبعه في التعامل مع العراقيين. فعندما كانت الطائرة المروحية التي تقلهما تمر بأجواء مناطق تمتد بين تكريت والموصل بوسط وشمال العراق، قال صدام متباهياً بالقبضة الحديدية التي يحكم بها: "هنا" مشيرا إلى منطقة تمتد على مسافة بضعة كيلومترات بتلك المناطق، "دفنت 17000 من الأكراد لم يكونوا مع السلطة كما ينبغي".
ومعظم العراقيين اليوم وخاصة الأكراد ليسوا بحاجة للتفكير بمدى صدقية صدام في ذلك أو للتشكيك للحظة بما نقل عن لسانه حول إعدام العراقيين ودفنهم في قبور جماعية لسبب بسيط وهو أن أعداد مواطنيهم ممن اعتقلوا واختفت آثارهم على مدى أعوام حكم صدام حسين للعراق تتجاوز المليون. والأكراد وحدهم فقدوا ما يعادل نسبة 10 % من إجمالي أعدادهم في العراق خلال تولي صدام الحكم ويقدرون ما بين 4-5 ملايين.
ولموقع " سحل عطاف" الواقع بمنطقة الجزيرة إلى الشمال من بلدة الحضر الأثرية والتي تبعد 100 كلم إلى الجنوب من مدينة الموصل و135 كلم إلى الشمال من تكريت علاقة وثيقة بالكلام المنسوب إلى صدام لأن تلك الأراضي مملوكة للدولة التي لا تستغلها للزراعة أو للتنقيب عن النفط أو أي ثروات أخرى سوى لسوق الآلاف من العراقيين إليها سرا وإعدامهم ودفنهم جماعيا في باطنها.
ومنتصف ليل 14 يوليو الجاري قام فريق أمريكي مختص بعلم الأمراض بالانتقال إلى موقع يقع بضواحي منطقة الحضر الأثرية جنوب الموصل لإخراج رفات أناس اعتقلتهم الأجهزة الأمنية العراقية في أعوام سابقة ويعتقد أنه جرى دفنهم بشكل جماعي هناك.
أحد السكان ممن كان موجوداً بالموقع قال إن "أسباب اختيار هذا المكان لدفن الناس به بعد إعدامهم، هو بسبب الولاء الشديد لسكانها للنظام السابق ولكون المنطقة غير مأهولة".
وبينما كان الصحافيون يتجمعون في المقبرة الجماعية، كانت عملية انتشال الجثث جارية من قبل الفريق الأمريكي الذي سحب بقايا جثث وأكوام من العظام والجماجم وخصلات شعر نسائية وبقايا ألبسة وبعض المقتنيات الشخصية بينها لعب أطفال دفنت مع أصحابها.
وتم إخراج أربع بطاقات أحوال شخصية إحداها لامرأة واثنتان لطفليها وكانت الصور واضحة لكن البيانات كانت غير مقروءة، باستثناء واحدة منها. البطاقة الأولى حملت الرقم 267766والمسجلة في مدينة السليمانية في عام 1985، واسم صاحبها ناصر عبدالله محمد المولود في العام 1978. أما الثانية فكانت لأمه واسمها عائشة عبدالله، والثالثة للابن الثاني ولم يكن اسمه واضحا عليها.
اختصاصي علم الأمراض الأمريكي بيل رادراجيويز الذي سبق له أن عمل على تحليل محتويات مقابر جماعية في يوغسلافيا السابقة، لم يتمكن من تحديد العدد الكلي للضحايا الذين أخرجت رفاتهم صباح الثلاثاء 15 يوليو، لكن فريقه قام بجمع ما تم إخراجه من بقايا الجثث في نحو ثلاثين كيساً بلاستيكياً، موضحا أن الكيس الواحد يضم رفات شخصين أو ثلاثة.
وقد دلت بقايا الملابس وخصلات الشعرالتي وجدت في المقبرة على أن الضحايا هم من النساء والأطفال ومن الأكراد تحديدا؛ حيث تتميز الأزياء التي ترتديها المرأة بالمناطق الكردية بتصميماتها وألوانها عن زي النساء في باقي المناطق العراقية.
وأكد الرجل الذي كشف عن موقع المقبرة والذي رفض ذكر اسمه خوفا من انتقام أزلام النظام السابق ل"الوطن" قيام جهاز الأمن الخاص في النظام السابق وبإشراف من ابن عم صدام علي حسن المجيد والذي يطلق العراقيون عليه لقب "علي الكيمياوي" بتنفيذ عمليات الإعدام ودفن الضحايا بموقع سحل عطاف ومواقع أخرى بالمنطقة.
وأضاف: "بدأوا بإعدام ودفن الأكراد من سكان الشمال في هذا الموقع وخمسة مواقع أخرى قريبة خلال الفترة 1983-1991، وبهذا الموقع اعدموا ودفنوا ثلاثة آلاف امرأة وطفل. وبمواقع أخرى قريبة جرى دفن سبعة آلاف آخرين من الرجال وبمختلف الأعمار. كانوا يقومون بفصل الرجال والصبيان عن عوائلهم وإعدامهم ودفنهم في مناطق منفصلة".
suora rz torbo
