نظرا لما لقيته بعد كتابتي لتقرير جزيرة الكنز من اعجاب كبير من قبل الاعضاء لهذا الانمي
واسئلتهم المتكررة عن الرواية ,فضلت ان اقوم بسردها لهم, لذلك قمت بالبحث عن الرواية الاصلية
حتى وجدتها في مكتبة ابي القديمة , وها انا الان اقص عليكم الرواية الاصلية واللتي اخذتها من مجلد ضخم يحتوي
على اكثر من 388 صفحة , لأوفر الوقت والمال لاصدقائي .
ولأجعل الرواية تبدو اجمل , فضلت وضع صور ولقطات من المسلسل كي تضيف رونق خاص ونكهة رائعة للموضوع
مع اطيب الاوقات اتمناها لكم
اخوكم
][الحرباية][
روبرت لويس ستيفنسون
(1850_1894)
روائي وشاعر وكاتب مقالات اسكتلندي . ولد في أدنبرة وعاش طوال حيتنه مريضا بـــداء الســـل . قام
برحلات كثيرة بحثا عن المناخ الملائم لصحته , منها رحلة الى كاليفورنيا قام بها في العام 1879 وتزوج
خلالها السيدة أوسبورن . كتب كثيرا من المقالات والأشعار والقصص , منها : ((دراسات طريفة عن الكتب
والرجال )) (1882) , ((جزيرة الكنز)) (1883) , ((حديقة أشعار الطفل)) (1885) , و ((قضية الدكتور
جيكل والمستر هايد الغريبة )) (1886) . قام في العام 1889 بجولة واسعة النطاق في البحار الجنوبية , ثم
استقر في ساموا , حيث كتب روايته ((فاليما)) , ومات هناك.
الفصل الأول
(القبطان الغريب)
لـــن انـــســى اليـــوم الذي أتى فيـــــه ذلك البــــحار الاسمـــــر العجــــوز الى نزلنا , وخلفه صندوقه البحري
في عربة يدوية ؛ رجل طــــويـــل , قوي وبدين , ويرتدي معطفا ازرق وسخا .
كانت يداه صلبتين ومشققتين ؛ ويبدو على أحد خديه آثار جرح سيف عميق . كان ينظر الى الخيلج مغنيا اغنية
بحرية قديمة بصوت جهوري قوي :
((خمسة عشر رجلا من اجل صندوق الرجل الميت.
يو هو هو وقنينة رم ))
قرع الباب بعصا غليظة ، فرحب به والدي ، وحالما أصبح داخل النزل , طلب كأس رم بأسلوب وقح للغاية .
فأخذ يرشف ببطء متأملا الروابي والخليج , ثم أخذ ينظر الى لافتة النزل , وأخيرا بدأ الحديث : ((الخليج رائع
جدا. وموقـــــع هذا النزل جيد , اذ يقع بين البحر والروابي . هل يأتي العديد من الناس الى هنا ؟ ))
قال والدي : ((انه نزل منعزل , لايقصده الكثير من الناس , لسوء الحظ ))
وتابع العجوز الغليظ كلامه بسرور : ((حسنا اذا , هذا هو المكان الذي ابحث عنه ؛ اني أكره الأماكن المزدحمة .))
ثم نادى فجأة على الرجل الذي يجر العربة قائلا : (( الى هنا . أيها الشاب ادخل الصندوق . سوف أبقى
هنا لمدة من الوقت . )) ثم قال ملتفتا الى والدي : ((تستطيع مناداتي بالقبطان . وتستطيع اعلامي متى سأدفع
لك ثانية . )) ورمى بعض النقود الذهبية التي سقطت على الأرض وهي ترن .
وخلال اقامته في نزلنا , كان ساكنا في معظم الأحيان , ويمضي معظم ساعات نهاره متجولا عبر الخليج حاملا
منظاره البرونزي .
وفي المساء كان يجلس في ركن الغرفة قرب النار يشرب الرم والماء.
كان قليلا مايجيب عن أسئلتنا , لذا رأينا أن من الأفضل تركه وحيدا.
كان سؤاله المعتاد كلما عاد من الخليج : ((هل مر أي بحار من هذه الطريق ؟ )) وذات يوم وعدني باعطائي
قطعة نقود فضية في مطلع كل شهر ان راقبت بحارا ذا رجل واحـدة , واخبرته حالما يظهر.
وبقي العجوز المخيف في نزلنا اسبوعا بعد أسبوع ثم شهرا بعد شهر , حتى استنفد ماله كله . ولم يجرؤ والدي
على طلب المال ؛ لم تكن لديه الشجاعة الكافية لذلك .
لم يكن البحار يكتب ولا يتلقى رسائل , كما لم يكن يتكلم مع احد , ماعدا الجيران , ولم يكن يفعل ذلك الا عندما
يكون قد أفرط في شرب الرم . وبقي الصندوق الضخم مقفلا في الركن , فلم يستطع أحد منا أن يشاهد ماذا يحتوي .
وذات عصر , أتي الطبيب ليفساي لزيارة والدي . تناول بعض الطعام الذي قدمته له والدتي , ثم ذهب الى غرفة
الجلوس ليدخن غيلونة , منتظرا حصانه كي يجلب من القرية . جلست هناك أسترق النظرات متأملا الرجلين , الطبيب
بشعره المسرح والأبيض كالثلج , وعينيه السوداوين البراقتين , وأخلاقه الحميدة , وذلك القرصان الوسخ , البدين,
ذو العينين الحمراوين , وقد أفرط في شرب الرم . وفجأة وكالمعتاد , شرع يغني أغنيته المفضلة :
((خمسة عشر رجلا من أجل صندوق الرجل الميت . يو هو هو وقنينة رم
الشراب والشيطان تكفلا بالباقي
يو هو هو وقنينة رم . ))
في ذلك الحين لم يهتم أحد في النزل لتلك الأغنية , لكنها كانت جديدة بالنسبة للطبيب ليفساي , ذلك المساء فقط ,
الذي نظر بغضب لمدة من الوقت قبل أن يتابع حديثه مع الجنائي تايلور العجوز . حدق القبطان اليه بوقاحة , ثم
ضرب الطاولة بيده طالبا الصمت , ثم انفجر لاعنا : ((اصمت أنت هناك ........))
فسأله الطبيب مدهوشا : ((هل تكلمني , سيدي؟ ))
اجاب القبطان لاعنا مرة أخرى : ((أجل.))
قال الطبيب : ((اذن لدي شىء أقوله لك , سيدي ؛ ان تابعت الشرب , فسوف يتخلص العالم من مخلوق حقير وقبيح
وعديم المنفعة . ))
كان غضب القرصان رهيبا . قفز كالمجنون , واستل سكينا كبيرة , وحدق وكأنه سيقتل الطبيب .
بقي الطبيب مكانه , وتكلم اليه بغير اكتراث وباللهجة السابقة نفسها , لكن بصوت أعلى حتى يستطيع كل من في
الغرفة سماعه : ((ضع السكين جانبا في الحال ، أو أعدك بأنك ستشنق .))
أصبحت نظرات القبطان أكثر شراسة ، لكنه وضع السكين جانبا وجلس ثانية , وهو يزمجر ويتمتم كالكلب المهزوم.
غدا الفصل الثاني ((بلاك دوغ يظهر ويختفي))