بسم الله وكفى وصلى الله على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اهتدى إلى يوم الدين أما بعد..
قرأت كما قرأتم وسمعت كما سمعتم بعد أحداث الرياض من أقوال وأراء في تقييم ومحاسبة ونقد الإرهابيين في عملياتهم بالرياض.. وقال العلماء وكفوا ووفوا..
ولكن لم أجد إلى الآن من يستطيع أن يجيبني عن سؤال بسيط جدان..وهو
لماذا؟
أتفق مع من قال بان الإرهابيين أخطئوا في ما عملوا وكان الأحرى بالمطلوب أن يسلم نفسه بدلاً من الفرار
وبالمفجر أن يظهر للناس موقفه السياسي قبل أن يفجر.
فما الفائدة من السيف إن لم يكن معه عقل يدبر به.!
إن المتمعن بالنظر في حال الجماعة الشيعية الجهادية في جنوب لبنان يتعجب من كون فئة صغيرة استطاعت أن تفعل الأفاعيل بإسرائيل. ولا أجد سبباً بعد توفيق الله وتقديره لتحقيق ما حققوه سوى موقفهم السياسي الواضح والتخطيط له..ثم استخدام السيف.
ولكن ما يحرق القلب هو دخول الإرهابيين في المعمعة من غير موقف سياسي واضح. حتى يكون له التمكين والقوه الشعبية وبعد هذا يستخدم سيفه.
فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يكسر الأصنام التي كانت مصفوفة حول الكعبة المشرفة حينما كان وحيداً, بل كسرها حينما كانت لديه القوه الشعبية والسياسية.
وأخطئوا اكبر الخطأ حينما اتهموا البعض بالكفر بسبب معصية عصوها. وأكثروا من عدد أعدائهم بدلاً من أن يكثروا مناصريهم.
وحتى حينما استخدموا القوة أخطئوا, فكان من الأحرى أن يتحروا أكثر وأن لا يقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق.
ولكن حتى الآن لم أجد إجابة لسؤالي وهو لماذا؟!
لماذا فعلوا ما فعلوه.
يجب أن نعترف وأن نكون صادقين مع أنفسنا أن موقفنا من هاؤلاء الإرهابيين كان خاطئاً. فليس هناك أي فائدة نرتجيها من معاداتهم إعلامياً وعسكرياً فالذي يؤمن بشي لن تجدي معه هذه الطريقة.
وياليتنا إستخدمنا هذه الطريقة في عداء إسرائيل لكانت إسرائيل الآن تاريخأً وأثراً بعد عين. ولكن في الوقت اللذي نهادن ونصالح ونطبع مع إسرائيل..نقوم بعداء وتقطيع أي صلة للتفاهم وأخذ الرأي الآخر .. والعمليات العسكرية الكبيرة على أخوان لنا ....أخطئوا
وأنا الآن اسئل سؤال بسيط جداً
فالنفرض أن كل الأرهابيين سلموا انفسهم طواعية للحاكم حتى يحكم فيهم بأمر الله..واعترفوا بخطأهم وندموا عليه..
هل إنتهت المشكله؟؟؟
إننا وللأسف دائماً ما نقول للناس ..حاسبوا أنفسكم..
حتى وصل البعض إلى درجة الـ (وسوسه) من كثر ما حاسب نفسه.
دائماً نضع اللوم علينا..وعلينا فقط
وحينما نأتي للوم الحاكم خرج علينا من خرج ليذكرنا بأحاديث تحرم الخروج على الوالي
وإن كان الخروج على الوالي هو أمر محرم
فقول كلمة الحق أمام الوالي الظالم هو أعظم الجهاد.
والحق أقول: أن ما فعله الإرهابيين من تفجير وقتل هو ردة فعل وليس الفعل الأساسي
أو بمعنى آخر..هو جزء من الصورة...
أما بقية الصوره فإن الإعلام المتحيز (اصلاً ما فيه غيره ينقل الوقائع عندنا)
اعماها عن الأنظار وحجبها
فلا أستطيع أن أصدق أنهم فعلوا ما فعلوه من تفجير فقط لإنهم يريدون إيذاء المسلمين وأهل الجزيرة.
وهذا الإسلوب يذكرني بإسلوب قصص سوبر مان والأشرار الذين يحاربون الناس فقط لإنهم (أشرار)
فلو كان هذا الكلام صحيحاً ..فلماذا يهاجم (المسلمين المساكين) الذين يعيشون في المجمعات (المترسة) فقط!
اليس من السهل أن يدخلوا على إحدى (عزب الهنود) التي لا تتمتع بأي حراسه كانت ويفجروا فيهم؟
بل لو كانت حكومتنا تصدق ما قالته في أن الإرهابيين يريدون قتلنا وإيذائنا فلماذا لا تحوط بيوتنا وتترسها بالجنود والمدرعات والحواجز كما تحوط به المجمعات التي يسكن فيها الأمريكان؟
أم أن الدم الأمريكي حتى في بلادنا هو أغلى بكثير من دماء المسلمين؟
إنهم حينما فجروا في المجمعات كان مبتغاهم هم الأمريكان
وهم بهذا يعتمدون على قاعدة قوية تكمن في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الصحيح الذي أمر به بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب)
والحديث صريح لا يقبل التأويل
فماذا يفعل النصارى هنا؟
وإن كان النصارى والأمريكان الموجودين معاهدين وقد أعطاهم الحاكم الأمان
فهل من صلاحيات الذمي أو المعاهد أن يقاتل المسلمين..
إذن فلماذا خرجت الطائرات الأمريكية من القواعد السعودية في الخرج والمنطقة الشرقية والحجاز لضرب العراق في كل الحروب التي دارت عليها!
والحق أقول : أن حكامنا وحكام معظم الدول العربية وخاصتان دول الطوق (التي تطوق إسرائيل) قد والوا النصاراى والأمريكان خير الولاية، والحق ما شهد به الأعداء..فدائماً كانت الحكومة الأمريكية تدافع عن التعاون السعودي في مجال مكافحة الإرهاب الذي هو في الحقيقة مكافحة (المسلمين). فقد خرجت الطائرات من قواعد أمريكية في السعودية..والمعلومات الإستخبارية حول بعض المطلوبين (من أبناء شعبها) سلمت للأمريكان بأيدي سعودية وكأنها تبيع أبناء شعبها مقابل شهادة أمريكية بتعاونهم في مجال مكافحة الإرهاب، بل أن الحكومة السعودية حينما أعلنت أمريكا حربها على أفغانستان وطالبان .. سارعت الحكومة على طرد سفير طالبان من السعودية وتقطيع كل العلاقات معهم.
وكالعادة..خرجت الطائرات الأمريكية من قواعدها في السعودية.
بل كلنا يذكر حينما غزى السوفييت الملاحدة ارض الأفغان قام المشائخ يدعون لنصرة المسلمين المستضعفين هناك ، (والحكومة ساندت كل من يريد الذهاب للقتال هناك) حتى أن المجاهدين كانوا يأخذون التذاكر إلى باكستان مخفضة عن قيمتها الاساسيه من قبل الحكومة السعوديه لكل من يريد الذهاب.
وكل هذا لإن أمريكا كانت راضية عن ما يحصل للإتحاد السوفييتي..
ولكن حينما غيرت أمريكا قرارها بشأن المجاهدين..
قامت الحكومة بتغيير سياستها 180 درجة فسجنت وعذبت كل من عاد من أفغانستان والبوسنة من دون أي سبب يذكر
وهذا أكبر دليل على أن الحكومة توالي الأمريكان موالاة تامه (ولو دخلوا جحر ضب لدخلوه).
أما دول الطوق فإن حكامها هم من أكبر أسباب استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ويكفيني أن أقول أن الجدار الفاصل الذي يبنى الآن لفصل ما يسمى بإسرائيل عن الأراضي الفلسطينية
والذي هو في الحقيقة سجن للفلسطينيين على نطاق أوسع هو في الحقيقة يبنى بمواد بناء تأتي من الأردن ومصر يومياً والأيدي العاملة هم فلسطينيين!!!!!!!
وكل ما ذكرته من موالاة للكفار وغدر بالمسلمين هو غيض من فيض ..(والخافي أعظم)
فمهما حاسبنا أنفسنا وتقصيرنا في بعض الأمور (وإن كنا مقصرين) ولكن المشكلة الأكبر تكمن في النفاق وموالاة الكفار وليس في الإرهاب بحد ذاته!
والموضوع قابل للنقاش والطرق والسحب
تركي
4/3/2004