احد قادة المقاومة العراقية يوضح هوية المقاومة ومرجعياتها
شبكة البصرة
www.albasrah.net
قال احد قادة الجناح العسكري للمقاومة العراقية في بغداد , ان المقاومة العراقية واثقة من تحقيق النصر على العدو الامريكي , وهي قادرة على ذلك بفعل تصميم رجالها على المقاومة , وعدالة القضية التي يعملون لها. ولان الرجل رفض الكشف عن هويته لاسباب امنيه , فقد عرف نفسه بابي المعتصم , وهو الاسم المتداول بين رفاقه في بغداد وخارجها . تردد ابو المعتصم في البداية في اعطاء اي تصريح صحفي, ولكنه وافق في النهاية لسببين.. الاول ان الشخص الذي كان واسطة التعارف طمأنه, والثاني عندما علم ان الحوار لمجلة فلسطينية, فقال بلغوا سلامنا جميعا للاهل في فلسطين, ونحن مازلنا على العهد . بغداد ـ الدار
تقف مذهولا وانت تتحدث مع شخص تعرف انه غير عادي, لكنك امام
" كنز" من المعلومات, وواحد من الرجال الذين خلط كل الاوراق في العالم .
في البداية, كان السؤال الذي تردد كثيرا بين العامة والنخبة حول تأثير اسر الرئيس صدام حسين على استمرارية المقاومة وتصاعدها.
اجاب ابو المعتصم. لاشك ان اسر الرئيس القائد صدام حسين شكل ضربة نفسية ومعنوية , ليس للمقاومين فقط , بل لكل ابناء الامة العربية الشرفاء , وهي حالة لايمكن لنا ان نتجاوزها او نقفز عنها بسهولة ,فالرئيس صدام حسين هو رمز المقاومة وقائدها , لكنه كان قد نبه رفاقه طيلة الشهور الماضية , حول احتمال استشهاده او اسره , لذلك فأن قيادة المقاومة لم تتفاجأ بعملية اسر الرئيس , وهي قد اعدت الخطط كاملة لتجاوز هذه القضية , ومن هنا بادرت الى اعلان تكليف السيد عزة الدوري بالقيام بمهام الرئيس , وان اهمية ذلك على المستوى السياسي والمعنوي والميداني ان المقاومة لها راس يديرها , وليست كما تدعي بعض الجهات المشبوهة , بانها عبارة عن جماعات لاربط بينها .
لقد راهن الاعداء على تراجع المقاومة بعد اسر الرئيس , ولكن وبعد مرور اكثر من اربعة اسابيع على ذلك , يتأكد للجميع ان المقاومة متصاعدة ومستمرة , وهي تسعى لتحرير الوطن والرئيس وكل المناضلين الاسرى .
* تتضارب الانباء حول الهوية السياسية للمقاومة العراقية, فهل لك ان تقدم لنا شرحا عن هذه الهوية ؟
ـ هوية المقاومة العراقية لا تحتاج الى شرح . فهي تمثل ابناء العراق وتعبر عن ضميرهم, وان الاعداء وحدهم هم الذين يسعون الى خلق مسميات قد يكون بعضها وهميا لهذه المقاومة .
لكن التاريخ سيذكر ان البعثيين هم الذين بدأوا هذه المقاومة , التي استمرت وتصاعدت بانضمام عناصر الجيش والحرس الجمهوري وفدائيي صدام وجيش القدس وعناصر الاجهزة الامنية اليها , وكل هذه المجموعات تملك رؤية مشتركة وموقفا سياسيا واضحا يعبر عنه حزب البعث العربي الاشتراكي , لكن من الانصاف ان نقول ان البعثيين لم يذهبوا الى الاستئثار بهذه المقاومة , او الادعاء بعدم وجود تيارات اخرى فيها . فهناك القوميون والوطنيون والاسلاميون والمتطوعون العرب الذي يشاركون بفعالية في هذه المقاومة الباسلة , التي يقودها ويديرها حزب البعث , كما يعرف ذلك الاعداء والاصدقاء .
* هل هناك حالة تنسيق واضحة بين هذه المجموعات ؟
ـ لا اعرف اذا كان هذا التنسيق موجودا في كل الارض العراقية, لكنني اؤكد وجوده في مدينتي الفلوجة وبعقوبة بحكم معرفتي بالاوضاع هناك .
القيادة السياسية الوحيدة المعروفة هي قيادة البعث , لكن الجماعات المقاومة الاخرى ما يزال بعضها محدود الانتشار , ولاتملك قاعدة شعبية عريضة , وقد تلقينا تعليمات واضحه من قيادة الحزب ان نسعى الى التنسيق ميدانيا مع كل هذه الجماعات , وان نوفر لها السلاح والحماية والمعلومات وكل وسائل الدعم التي تحتاجها , وكان من نتائج هذا التنسيق القيام بعمليات مشتركة في اكثر من مكان .
ولابد من القول ان تشكيل جبهة وطنية واسعة تضم كل الاطياف المناوئة للاحتلال والمنتميه للمقاومة , هي مطلب بعثي ومصلحة وطنية في الوقت نفسه , واعتقد ان الاتصالات في الجانب السياسي ماتزال مستمرة لتحقيق هذا المطلب الذي من شأنه ان يقوي من عزيمة المقاومة وادائها.
* ماذا تقول في تركز اعمال المقاومة فيما بات يعرف اعلاميا بالمثلث السني ؟
ـ ان تسمية هذه المنطقة باسم المثلث السني هي تسمية اميركية , فنحن العراقيين لا نعرف هذا الاسم من قبل , وهي في الوقت نفسه كذبة اميركية اخرى في مسلسل الاكاذيب التي رافقت عدوانها واحتلالها للعراق .
ودعني اسأل وسائل الاعلام المرتبطة بالعدو المحتل, هل ان مدن اربيل وكركوك والحلة وكربلاء والعمارة والناصرية والبصرة, هي من مناطق المثلث السني ايضا .
ان مقاومة الاحتلال موجودة في كل المناطق , وان عناصر المقاومة ينتمون الى كل الطوائف والقوميات والاديان في العراق , واريد هنا ان احذر الاشقاء العرب وادعوهم الى رفض التعامل مع الصطلحات الاميركية المعادية التي تهدف الى تفتيت الوحدة الوطنية في العراق .
* المقاومات التي سبقتكم " الجزائرية والفيتنامية والفلسطينية" على سبيل المثال , امتلكت وسائل اعلامها الخاصة التي دعمتها وعرفت بها, ما هي وسائل اعلامكم التي تخاطبون بها الجمهور ؟
ـ نعترف ان الظروف التي تحيط بالمقاومة العراقية , هي الاصعب في تاريخ كل المقاومات السابقة , في ظل غياب التوازن الدولي , وان دول الجوار اما متآمرة على المقاومة , او صامتة لا تريد استفزاز الادارة الاميركية , ونحن محاطون بسيل هادر من الاعلام المعادي الذي ينقل الرواية الاميركية فقط للاحداث , ويعتم على اخبار المقاومة , لكننا نرى بصيص امل هنا او هناك , حيث ما تزال بعض الصحف العربية ترفض دخول بيت الطاعة الاميركي , وهي تقدم ما يتوفر لها من معلومات عن المقاومة .
صحيح اننا لا نملك وسائل اعلامنا التقليدية, لكننا نراهن على شعبنا , الذي يتناقل اخبار المقاومة بسرعة مذهلة , حتى تحولت هذه الاخبار الى حديث كل الناس , ونعرف كيف يتحلق الاخوة العرب في بلدانهم حول اي عراقي قادم من العراق , لينقل لهم اخبار المقاومة التي تغيب عن وسائل الاعلام .
لكن ذلك لن يثبط من عزائمنا , لاننا نعرف جيدا ان اخبارنا ونتائج افعالنا تصل مباشرة الى قوات الاحتلال , التي تتخبط باستمرار في تقديم احصائية لخسائرها في العراق .
* ما هي ابرز الصعوبات التي تواجهكم في المقاومة ؟
ـ كثيرة هي الصعوبات, لكن نبل القضية وقداستها يبدد تلك الصعوبات دائما .
ما لا يعرفه الاشقاء العرب بشكل واضح ان العراق اليوم يعيش تحت احتلالين , واحد علني تقوم به القوات الاميركية وحلفاؤها , واخر سري تقوم به .
اجهزة المخابرات الايرانية التي جاءت باكثر من مائة وعشرين الفا من عناصرها الى العراق
وهذه العناصر التي توفر لها بعض الجهات العراقية غطاء سياسيا , تقوم بممارسات خطيرة في العراق , وخاصة بين ابناء الطائفة الشيعية , حيث يغتالون البعثيين والمتنورين والتقدميين منهم , ويساعدون القوات الاميركية في مطاردة عناصر المقاومة , وتقديم كشوف باسماء البعثيين الذين ضاقت بهم سجون الاحتلال .
* ماذا تقول للاشقاء العرب في فلسطين ؟
ـ اقول تحية وانحني اجلالا لبطولات الشعب الفلسطيني , نحن اليوم في معركة واحدة متصلة , فالعدو الاميركي الصهيوني هو عدو واحد , وان العدوان على العراق واحتلاله جاء بالدرجة الاولى لحماية امن الكيان الصهيوني .
واقول ان بطولاتكم ايها الاشقاء تزيد من معنوياتنا , وتقدم لنا اسبابا مضافة لتصعيد مقاومتنا , اننا في الخندق نفسه , مؤكدين لكم ان انتصارت المقاومة العراقية هو انتصار لفلسطين وانتفاضتها الباسلة , واننا لن نتخلى عن شعار رئيسنا الذي ردده دائما وهو " عاشت فلسطين حرة عربية " الى ان يتحرر العراق وفلسطين معا باذن الله .
* كيف ترى مستقبل المقاومة العراقية ؟
ـ انا لست سياسيا حتى اقدم للقراء تحليلا سياسيا , لكنني اراه مستقبلا مشرقا بفعل هذا الصمود وهذه المقاومة , ارجو ان لا يغيب عن بال احد ان المقاومة العراقية افشلت المشروع الكوني الاميركي الذي كان يستهدف روسيا وفرنسا والمانيا وكوريا الشمالية وغيرها , كما اجل المخطط الاميركي في المنطقة , والمقاومة العراقية في حال نجاحها بتحقيق مشروعها العادل , ستسهم في اعادة رسم خارطة العالم من جديد , حيث ستمثل حافزا ودافعا لاطراف عديدة للثورة على السياسة الاميركية والتمرد عليها , في مختلف بقاع الكون .