بسم الله الرحمن الرحيم
دخلت مسابقة دوري الأبطال الأوروبي مرحلتها الحاسمة بعد تأهل [ موناكو وَ بورتو ] إلى المباراة النهائية التي ستجمع فريقين يعتبران من الصف الثاني في أوروبا بعد خروج الكبار من الأدوار السابقة ,
موناكو أقصى أبناء [ إبراموفيتش ] بينما أقصى [ التنين البرتغالي ] ديبورتيفو لاكرونيا في الدور نصف النهائي , وسيتواجهان في موقعة [ غيلسنكيرشن ] في ألمانيا وبالتحديد في شالكة .
حلم لاعبي موناكو أكبر من آمال مدربهم .. سحقوا , أقصوا , هدموا
استقبل موناكو الذي احتل المركز الثالث في الدوري الفرنسي تشلسي وصيف البطل أرسنال في الدوري الإنجليزي على ملعب [ لويس الثاني ] في الموقعة الأولى بين الناديين في الدور نصف النهائي ,
فعلى ملعب الإمارة أضاف موناكو إلى لائحته ضحية خامسة بعد خروجه منتصراً أما تشلسي [ 3-1 ]
علما ً أن إيندهوفن الهولندي هو الفريق الوحيد الذي تمكن من الخروج متعادلاً على أرض الفريق الفرنسي في هذه المسابقة , في مباراة تشلسي انقلب السحر على الساحر بعدما تمكن مدرب موناكو [ ديشان ]
أن يقلب النتيجة لصالح فريقه الذي كان ناقصاً بهذه المباراة بعد أن طُرد المدافع [ زيكوس ]
ليفوز على مدرب البلوز [ كلاوديو رانييري ]
وخلال مباراة الإياب في عاصمة الضباب لندن وفي جو مفعم بالإثارة والغليان
شكّل موناكو ظاهرة كروية بعدما تحمّل الضغط الذي مارسه عليه خصمه العنيد
ففريق الإمارة ارتجف واقترب من الإنهيار بعد تقدّم منافسه [ 2-0 ] ليجد نفسه خارج المسابقة مع اقتراب نهاية الشوط الأول لكنه لم يسقط ..! فرجال ديشان عرفوا من أين تؤكل الكتف وعرفوا كيف يستغلون حلم تشلسي ليحولونه إلى كابوس وتمكّنوا من إطفاء شعلة خصمهم بعد تسجيل هدف تقليص الفارق قبل نهاية الشوط الأول
بدقائق ليتوجب على تشلسي تسجيل [ 3 ] أهداف في نصف الساعة المتبقية لكن الفريق الإنجليزي
كان قد خسر حرب الأعصاب التي دارت بينه وبين منافسه الفرنسي ليخرج بتعادل أشبه بالخسارة
بعدما وقف حارس موناكو [ روما ] بالمرصاد لجميع محاولاته , لقد دقّت ساعة الحلم بالنسبة
لفريق الإمارة وهي الساعة التي ستقود موناكو نحو المجد وهو الذي كان بدأ رحلته في المسابقة بفوز تاريخي على إيندهوفن الهولندي [ 2-1 ] حيث لم يتمكن أي فريق فرنسي من التسجيل على ملعب
[ فيليبس ستاديوم ] , لقد كان حلم اللاعبين أكبر من آمال مدربهم إذ كشّر الفريق عن أنيابه في أوروبا وفي مسابقة تضم أكبر الأندية الأوروبية إذ أدهش موناكو متتبعيه في كل مكان مرحلةً بعد الأخرى وهو الذي قدم من دون خبرة بهدف التعلم من الكبار إلا أنه تحول إلى ماكينة يُخشى ردّ فعلها ,
وبدأت التشكيلة الأميرية تؤكد جدارتها فباتت قادرة على سحق ديبورتيفو لاكورونيا [ 8-3] في الدور الأول وإقصاء الفريق الملكي [ 3-1 ] وهدم البلوز أيضاً [ 3-1 ] على ملعب لويس الثاني .
ولكن من كان ليراهن على موناكو في بداية الموسم ..؟! بالطبع لا أحد فالفريق بات يملك الشخصية , لقد عرف ديشان كيف يتعامل مع جميع المباريات بأسلوب واحد [ دفاع رباعي حديدي ] كما كان بإمكانه خارج هذا الإطار وبفضل تعدّد لاعبيه أن يسمح لنفسه ببعض التعديلات , يملك أقوى خط هجوم
[ 27 ] هدفاً أي هدفين في المباراة الواحدة منها [ 20 ] هدفاً في ملعبه علماً أن موناكو لم يسجل هدفاً من ركلة جزاء , ومن أجل أن يصبح ثاني فريق بعد مارسيليا يفوز بأغلى كأس في أوروبا بعد [ 11 ]
عاماً من فوز مارسيليا يتوجّب على موناكو أن يتخلّص من خصمه بورتو الذي يعرف جيّداً أسرار هذه المسابقة فهو سبق له أن فاز هذا الموسم مرتين على مارسيليا وليون
موريانتس مفتاح الفوز على بورتو
سيخوض مهاجم موناكو الفرنسي [ فرناندو موريانتس ] المباراة النهائية للمرّة الرابعة في
السنوات السبع الأخيرة وبات [ موري ] أحد مفاتيح الفوز في موناكو هذه السنة , مع قدومه إلى فرنسا
عمِد ديديه ديشان إلى تحويل لاعبه إلى مهاجم يحمل القميص رقم [ تسعة ونصف ] وهي خبرة جديدة لهذا المهاجم الذي عرف كيف يقطف ثمار جهوده ويعلّق موريانتس قائلاً
: " من أجل الأكل يجب عليك أن تجيد الطبخ , في مركزي الجديد أعمل أحياناً على البناء ,
أمرّر الكرات الحاسمة وأسجل بدوري , هذا أمر ممتع ولكن في الريال مع زيدان كممرر و راؤول كهداف
كان الأمر مستحيلاً " , أرقامه الحالية في المسابقة تصيب الجميع بالدهشة
إذ سجّل 9 أهداف خلال 950 دقيقة أي خلال 11 مباراة خاضها هذا الموسم في دوري الأبطال
منها 6 أهداف بالرأس [ الرأس الذهبية ] ما دفع بهدّاف تشلسي السابق الإيرلندي
[ توني كاسكارينو ] إلى القول :" أعتقد أنه أحد أفضل الهدافين الذين يجيدون تسديد الكرات
الرأسية في أوروبا في الوقت الحالي " .
