--=((بسم الله الرحمن الرحيم))=--
أخوتي,
بدل كل هذا التأسف والتحسّر والندم على وجود قنواة ‘غير متفهمة‘ و‘غير مستجيبة أو ملبيّة‘, وأهالي ‘غير متفهمين‘ أو ‘غير مدركين‘.
ألا ترون من الأفضل أن توفّروا هذا الوقت والجهد الضائع في تعقب عيوب ومعْضِلات وضع الأنيماي في الإعلام العربي والمجتمع العربي بشكل خاص, وتستغلّونه في تعلم شيء أو هواية ممكن تساهم ‘بشكل غير مباشر‘ في الدفاع عن ما تحبون؟
أو حتى تساهم ‘بشكل مباشر وفعّال‘ في بناء صورة جميلة وقوية لما تحبون؟
أنا أستغرب أن هذا قد غاب عن ذهنكم, بينما هو حاضر وموجود وبشكل واضح في الأنيمايات التي تشاهدونها!
معظم أبطال الأنيماي, أفلام ومسلسلات, لهم هوايات وإحترافات, بل أغلب الشخصيات لهم خواص ومقدرات يحاولون تطويرها وإستغلالها لتحقيق أغراضهم...
سواء كان ‘لوفي‘ مثلاُ ليحصل على كنز ‘ون بيس‘ بحيث يصبح ملك القراصنة...
أو ‘أوزوماكي ناروتو‘ ليصبح ‘هوكاgـي‘ قريته ويحصل بالتالي على الإعجاب والتقدير الذي طالما يحلم به...
حتى الشخصيات الأخرى التي معهم أو تلاحقهم أو حتى تواجههم, لها طموحات؛ يعملون بجد ليطوروا مهاراتهم فقط لكي يحققوها.
وغيرهم وغيرهم من شخصيات الأنيماي.
أنتوا تشوفون هذا تقريباً بشكل يومي في مسلسلات الأنيماي, ليش ما تطبقونه على أنفسكم؟
ليش ما تحطون هدف معين وتعملوا بجد على تطوير أنفسكم في وسيلة وأخرى لتحقيق هذا الطموح؟
وممكن يكون لكم أكثر من طموح وهدف, وبالتالي تكون لكم أكثر من مهارة!
أنا أرى هنا أن معظمكم, إن لم يكن أغلبكم, له إحتجاج أو آخر حول وضع الأنيماي أو صورة الأنماي...
ألا تعتقدون أن الوقت قد حان لتعلّم مهارات الأنيماي والمانجا؟
إلى متى ستضلون منقادين خلف اليابانيين وبعض أنيماياتهم المنحرفة؟ أو منقهرين من تحريفات سبيس تون وعدم إستجابتها لكم؟
ليش ما ترسمون؟
طوّروا أنفسكم في هواية الرسم وتعلموا مهاراتها.
وبالتالي إنتجوا ‘مانجات‘ وقصص مصوّرة, قد تتحول في يوم من الأيام لأعمال أنيماي!
أو على الأقل, في هذه القصص المصوّرة والمانجاز العربية, ممكن تُحَسّنون من صورة الأنماي الياباني الذي تحبون.
أنا الصراحة معجب بالعضو ‘ولد بيان‘ ومجموعته من أعضاء وفنانين, والجهود اللتي يبذلونها, وإن شاء الله بإذن الله الكريم راح يحققون أهدافهم وطموحاتهم... تماماً مثل ما يحقق أبطال الأنيماي غاياتهم.
شخصياً, أنا إقترحت لكم هواية الرسم لتكون هدفاً لتطوروا أنفسكم فيه... كَوْني رسّام.
غيري ممكن يقترح لكم أمر آخر وشيء ثاني.
بالحديث عن نفسي, وكضرب مثال للكيفية التي يطور فيها الفرد ذاته (قد يكون مثال مجنون ومبذر)...
عرفت الأنيماي فأحببت الرسم, وأردت أن أكون فنان قصص مصوّرة بإسلوب المانجا الياباني.
شاهدت ‘His And Hers Circumstances‘, فحمسني... وقلت لنفسي: أنا لا أختلف كثيراً عن ذلك!
فقررت أني أتعلم العزف اللي هجرته من سنين, واللي كان له علاقة بمجالي الإعلامي.
وبصراحة تحسن وضعي كثيراً, بل إكتشفت إنه العزف وتتبع النوتات على مفاتيح الصوت أمر بسيط ولغة سهلة.
قريت روائع القصص والعديد من الروايات باللغتين العربية والإنجليزية وأعجبت بهذا الفن الأدبي, فقررت أن أطور مهاراتي الكتابية في فن القصص والرواية, وعملت على تصحيح أسلوبي النحوي, ووسعت من مخزوني اللغوي في الكلمات والمصطلحات.
سُحرت بأشعار الرثاء للخنساءِ تماضُر, وبعضاً من جديد الشعر لشعراء منوعين, منهم نزار قبّاني وغيره, وتتيّمت بخواطر آخرين, منهم محليين من بلادي, فقررت أن أتقن فن كتابة الشعر والخواطر, ومهاراتي في هذين المجالين في تطور مستمر.
أحببت اللوحات المائية والتلوين المائي, فطورت نفسي في التحكم بالفرشاة وكثافة الألوان, حتى وصلت لمرحلة أصْبَحَتْ فيها مقولة "التلوين المائي هو أصعب تلوين في عالم فن الرسم" ‘جملة باطلة‘ بالنسبة لي!
من يقول ذلك؟ من يدعي بأن الألوان المائية هي أصعب وسيلة تلوين؟ الحال ليس كذلك معي؟!؟!
فبالممارسة, صرت أضحك من بعض الأعمال المائية التي كنت أعجب بها (ولسان حالي يقول... "يال البساطة")!!!!
أعجبت بعلم النفس بالمدرسة, فبحثت عن مصادر أخرى خارج نطاق الكتب المدرسية بعد التخرّج, فطوّرت نفسي في علوم التحليل النفسي.
وأشكر الله على اليوم اللي حببني فيه لهذا العلم, صرت أحلل شخصيات الناس وأعالج مشاكلهم في لمحة عين بفضل من الله.
ناهيكم عن أكبر متعة إكتشفتها لهذا العلم؛ (تكوين شخصياتي المانجاوية ونفسياتها), واللي لعب دور كبير في تسهيل الحبكة القصصيّة لكل عمل مانجا أقوم به.
فأحيانا, رسمي للشخصيات يكون مبني بناء مباشر على فكرة ‘ونوعية نفسية‘ تخطر في بالي, يتعرف عليها كل من ينظر لرسومي وبشكل عفوي!
هذا وناهيكم عن أنّي أبذل كل جهدي لتوفير ما قد يساهم في تطوير مهاراتي, من مواد مطبوعة ومكتوبة.
فأصبحت مواضباً على شراء الكتب والمراجع لكل هذه الهوايات والمهارات وبشكل دائم وبعدة لغات.
عربية كانت أم إنجليزية وحتى يابانية.
ما خليت كتاب تشريح ‘أناتومي‘ للفنانين على موقع ‘أمازون دوت كوم‘ ما أشتريته.
ما خليت كتاب رسم سوري, مصري ولا لبناني, مترجم ولا مؤلّف, زخرفة كان ولا تشريح, مهما كانت جودة طباعته, إلا و‘كوّشت عليه‘...
(الزخرفة لقلاع وقصور أحداث مواقع قصصي... ).
أطلع من معارض الكتب دائماً بعدد لا يقل عن خمسة عشر كتاب فني وأحياناً أكثر.
ما خليت كتاب مرجعى ‘ألوستريشن‘ لمسلسلات أنيماي وأعمال مانجا ما أقتنيته.
ما طوّفت أي كتاب من تعلم رسم المانجا الياباني, تصميم الشخصيات, عالم صناعة الكوميكس الأمريكي, ما تصيّيدته وطلبته بشتّى الوسائل.
إما عن طريق رقم الآي اس بي ان ‘ISBN‘, ولا من رفاقي من الخارج, ولا من موقعه بالنت.
ما تمت مكتبة بالبلاد إلا وسجلت رقم هاتفها, وتعرفت على جميع موظّفيها.
كل هذا بفضل من الله ورعايته وبحمده.
هذا كله نابع من حبي للرسم!
وبالتحديد فن رسم القصص المصورة.
أنا سردت لكم كل هذا لأني في النهاية إكتشفت,
أن الإنسان, إذا حط أي مهارة أو أي شيء في باله, فإنه سيتقنها لا محالة.
كل ذلك بفضل العقل الإنساني اللي الله زوده بخواص ومعجزات؛ الواحد لو يتفكّر فيها بيعجز عن حصرها.
وأنتم لا تختلفون كثيراً عن غيركم من العباقرة وذوي المهارات والإحترافات الخارقة؟!
أؤلاءك لم يصلوا إلا ما وصلوا إليه دون أن يحددوا أهدافهم وطوّروا مهاراتهم وأجتهدوا!
وفي نهاية المطاف, أصبحت الأمور حولهم سهلة ومبسطة كشربة ماي.
وأنا أستغرب صراحة من الناس (بعضهم من رفاقي) اللي يعرضون عن تعلم مهارة جديدة, بحجة والله أن عقلهم "مليان" ولا يستوعب!!
مو هذا هو الإنسان العربي!!! >.<" &@#%#@$
"ما أقدر"... "مالي بارض"... "لا أريد"...
بينما عقله... ممكن أن يستوعب علوم الدنيا كلها لو أراد!! بإذن من الله سبحانة وتعالى ورعايته.
وهذا تم إثابته في أكثر من تجربة وموضع عبر التاريخ.
فرجاءاً... لا تتحجّجون!!
أنتم تقدرون مو بس تدمرون سبيس تون!! وإتجيبون راس سبيس تون وأبو سبيس تون!! أو حتى تصححون من سياستها وبس!!
أنتوا بل تقدرون بعقولكم تسيّرون الشعوب والأمم كما فعل ‘أدولف هتلر‘ بشعبه الألماني...
سؤال, من منكم قتل هذا العدد الهائل من اليهود في ما يعرف بجريمة المحرقة ‘الهولوكوست‘؟؟!
لا أحد أعتقد!
بل أظن أن ‘هتلر‘ يستحق أن يتوّج وبجدارة في إحدى صفحات ‘جينس‘ للأرقام القياسية على أنه أول إنسان قتل هذا العدد الهائل من اليهود!
هذا إذا ما تمّ فعلاً وضعه في الكتاب... لا أحد يدري.
ولو أن هدفه كان غلط أساساً...
شخصياً, لا أجد فن تعلم رسم ‘المانجا‘ (القصص المصوّرة) أمراً صعباً!
بل أجد أن له منافع كثيرة.
على فكرة, فن ‘المانجا‘ الياباني, فن راقي جداً.
بل فن ‘الكوميكس‘ الأمريكي, ‘الفينييه‘ الفرنسي, أو القصص المصوّرة عموماً, (السرد القصصي المصوّر إجمالاً) هو فن عريق وقديم وقوي وثابت!
وذو جذور طويلة وممتدة وراسخة.
لا يقولون لكم والله بأن فن الرسم بالزيت, من حقبة ‘الرّكوكو‘ الماجن, ولا ‘الرينيسانس‘ المتفجّر, هو أول الفنون!... أو المائي الإنجليزي... أو الفن التشكيلي من أيام ‘فان gـوخ‘... أو الخشبي وغيره... هو أقدم فنون الرسم!!
لا حبايبي...
فن السكوانتيال آرت ‘Sequential Art‘ أو ما أسميه ‘السرد القصصي المصوّر‘ هو كان قبل كل ذلك, وسيحفظ لنا ذلك التاريخ بإذن الله تعالى.
فهو موجود من أيام الصيد والإلتقاط, من العصور القديمة, عندما كان الناس يرسمون قصصهم وأحداث يوميات حياتهم على جدران الكهوف!
عندما كان الرجال يخرجون لصيد الحيوانات برماحهم, والنساء تجمع الثمار بسلالها, عندما كان الرجل والمرأة كلاهما يعمل خارج المنزل, يساند الواحد منهم نصفه الآخر, لكي يضمنوا قوت يومهم وأطفالهم, فكان منهم رسّاموا ‘السكوانتيال آرت‘, كوميكس سمّوه إذا أردتم, مانجا... فينييه... قصص مصوّرة إن أحببتم...
كانوا يسجلون وهم مرهقين؛ أحداث يومهم والمحن التي صادفوها, مبتدئين من خروجهم من منزلهم إلى مشاغلهم الحياتية, إلى حتى عودتهم...
كل ذلك مصوّر بأحد أقدم وأعرق وأصلب وأقوى وأرسخ فنون الرسم المتعارف عليها جمعاء.
هو فن الكوميكس...
فن الكوميكس,
فن الكوميكس اللي بعض العرب الجهلة... أسْموْهُ "القصص الهَزَلِيّة"... ويالها من تسمية متخلّفة...
ما بغيتوا أتسمّونه إلا "قصص هزليّة" مادري " كتب هزليّة"؟؟؟؟
ما أقول إلا "هَزُلَتْ ترجماتكم" ومعانيكم وأسلوب تعاملكم مع هذا الفن ‘يا غثاء السيل‘... فـgـتكم...
عموماً... , الدختور يقول: "الغيض مب زين"... فااا عذراً...
نرجع لموضوع حوارنا...
بالعربي... إذا إنتوا كنتم غضبانين على سبيس تون وسياستها مع انيماياتكم المفضلة, وعدم إنصياعها لما ترغبون...
وبما إنكم عملتوا كل اللي بطاقتكم, فمن الأولى أن تأخذوا منحنيات وأساليب أخرى للتعامل مع هذا التطنيش والجفاء العربي المثالي...
وتبحثوا عن وسيلة أخرى...
شخصياً, وجدت أن تعلم فن رسم المانجا, وتبسيط ما تعتبره سبيس تون كبيراً, من مشاهد ولقطات, والتناقض مع إديولوجياتها, هي الطريقة المثلى لكسر صمتهم... أو حتى تغيير سياستهم.
هذا ما كان عندي...
وأنتم لكم الحكم...
كل ما أعلمه وأدركه بأني إخترت طريقي... وأخترته سالفاً...
ليس والله لسواد عيون سبيس تون, ومواجهتها... هذا كان إقتراح لكم...
بل لأني أعجبت وسحرت وتعلقت بهذا الفن... وأود المساهمة فيه...
هذا الفن... اللي طالما أمتعني على مدى طول عمري... لقد جاء الوقت لأفرغ ما في جعبتي من قصص وحكايا بنفس الصورة التي أحببت.
والحمد لله, الله سهّل الأمور لي... الواحدة تلو الأخرى.
فلذلك, سأستمر بالتعامل بهذا الفن, والذي أعلم بأنه قد أصبح أكثر من مجرد فن...
... فقواه الآن... أكثر فتكاً من أي سلاح قد يخطر بالبال... ... فهل من متفكّر؟
تحياتي...