قبل عام تقريباً ظهرت دراسة غريبة تدعي أن الشعر الأشقر سيختفي بحلول عام 2202، وأشرفت على هذه الدراسة منظمة الصحة العالمية وظهرت حينها في الـ CNN والـ BBC وصحيفة الديلي ميرور.. ومعلوم أن الشعر الأشقر ينسب إلى جينة (أو مورثة) يجب أن تكون موجودة لدى الأم والأب معاً ليرث الجيل التالي هذا اللون. غير أن اختلاط الأعراق وتدفق المهاجرين (للدول الشقراء) جعل الكفة تميل بالتدريج لصالح الشعر الداكن. وحسب التقرير السابق ستختفي آخر الشقراوات من فنلندا - التي يوجد بها الآن أكبر عدد من الشقر - بعد أربعة أجيال فقط!
ورغم غرابة هذا التوقع إلا أن له سابقة تاريخية مشابهة، فقبل ميلاد المسيح بوقت طويل كانت النساء في إيطاليا واليونان يتمتعن بشعر أشقر وعيون زرقاء، ويظهر هذا جلياً من الرسوم الإغريقية والجداريات الملونة التي تركها الرومان في كل مكان. غير أن امتداد حضارة هذين البلدين (في الزمن القديم) ووجودهما في جنوب أوروبا (بقرب الشعوب السمراء) طغى على المورثات الشقراء فتحول مواطنوها بالتدريج إلى اللون الأسمر والشعر الغامق!!
@ واختفاء الشعر الأشقر ليس إلا واحداً من التغيرات الكثيرة التي ستطرأ على أجسادنا مستقبلاً، فهناك مثلاً شواهد على قرب اختفاء ضرس العقل من أفواه البشر. فهذا الضرس (ويدعى الطاحن الثالث) كان أساسياً وثابتاً في العصور الماضية كما تدل الحفريات القديمة. ولكنه هذه الأيام لا يظهر لدى معظم الناس - وإن ظهر يسبب مشاكل تتطلب خلعه. ويعود السبب هنا إلى انكماش مساحة الفكين المستمر بعد عقود طويلة من تعودنا على الأغذية الطرية والسائلة!!
.. أيضاً هناك بروفيسور بريطاني يدعى أندرو برينتس يفترِض تغير قوام الإنسان بسبب تفشي السمنة هذه الأيام، فمن الملاحظ أن البدانة تشكل حالياً أكثر من 40% من نسبة السكان في ألمانيا وأمريكا والبرتغال. وهو وزن إضافي (وحمل ميت) يجبر المعدة والرئتين والعمود الفقري على التغير قسراً لحفظ التوازن. ويقول البروفيسور أندرو إن البدانة تغير قوام الإنسان وتجعله يشبه علامة الاستفهام مما قد يجعل الأجيال الجديدة تولد بهذا الشكل (حسب موقع الـ BBC في 9سبتمبر)!!
@ وفي الحقيقة أن مجرد وجود البشر في أعراق مختلفة (زنجي وقوقازي وأصفر) دليل قوي على إمكانية تحول شعوب بأكملها نحو هيئة وملامح معينة. فخلال عصور طويلة من التواجد في بيئة واحدة أصبحت لبعض الشعوب والأعراق سمات مشتركة لا تخطئها العين. وبتقدم وسائل المواصلات وتحول العالم لقرية صغيرة ستختلط الأعراق بسرعة أكبر وتنتهي إلى مظهر عالمي موحد.
وتغيرات كهذه تعود لقدرة الجسم المدهشة على التأقلم مع بيئته الجديدة وظروفه الطارئة، وهي تغيرات قد تظهر بعد عقود طويلة (كأن تصبح الأجيال الجديدة أطول وأثقل وزناً) أو خلال فترة بسيطة (كأن تتقلص عضلات الرواد في المكوك الفضائي)!!
@ وبسبب الإيقاع السريع لهذا العصر يفترض العلماء تغير المظهر البشري مستقبلاً نحو التالي:
- ستظهر الأعراق البشرية بسمات موحدة نتيجة قرون طويلة من الاختلاط.
- ستختفي العيون الزرق والشعر الأشقر وسيميل لون البشرة العالمية نحو السمار.
- سيتجاوز معظم البشر سن المائة ويبدون مع ذلك في سن الخمسين أو الستين!
- ستضعف قوة الإبصار لدى الأجيال الجديدة (وهذا ملاحظ حالياً) وتميل أعينهم للاتساع والتربيع!!
- سيتقلص حجم الثدي لدى المرأة (بسبب الرضاعة الاصطناعية) وتصبح النساء أكثر خشونة!
- كما سيزداد طول البشر رغم انخفاض صلابة العظام لديهم (وهذا ملاحظ حالياً في الدول الاسكندنافية)!
.. وكل هذا يذكرني برواية العنكبوت (لمصطفى محمود) حيث يبدو جميع البشر كتوائم متطابقة!!.
منقول من احد ابحاث زاوية:حول العالم