بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد النبي الأمي الأمين, السراج المنير, والهادي البشير عليه وعلى أهله أفضل الصلاة وأتم التسليم ..
أما بعد ..
لقد مضى على انقطاعي عن كتابة القصص فترةٌ طويلةٌ إذ أن آخر قصة كتبتها مضى عليها من الدهر شهران, لكن كما تعلمون فإن النفس تشتاق إلى العودة نحو الماضي حيث كان العقل مليئاً بالقصص والأفكار المختزنة .. على كل حال يقال في المثل " قَدِيْمَكْ نَدِيْمَكْ " :icon6:
وأنا ممن يعشقون الماضي لذلك قررت أن أقوم بتأليف قصة مفتعلة تدور بيني وبين شخص آخر مجهول.. طبعاً لا يخفى على من قرأ شيئاً من مواضيعي أن أسلوبي مُوَّحْدٌ لا يتغير حيث أقوم باختيار أحد العبادات المنسية أو السنن المهملة أو الفرائض المتروكة وأحولها من كلام فقهي بحت إلى أسطرَ قصصية يتعظ بها المرء ..
على كل حال بعد هذه المقدمة والتي لا أرى بُدا منً وجودها ضمن الموضوع سوى أن أعرفكم بأسلوبي وطريقتي في كتابة القصص الدينية الوعظية ..
المهم زاد الكلام عند حده لذلك سأختصر الطريق .. وأهوي من على فرسي إلى ساحة المعركة .. لأنطلق معكم في رحاب قصة جديدة مع ضيف عزيز علينا إنه أخوكم وحبيبكم إلى قلوبكم ...( ............. ) ..!
في ذلك المكان الطاهر والأرض النقية ..حيث هبط هذا الضيف على الأرض ..
في ذلك المكان الطاهر حيث لا يوجد كافر ولا منافق ..
في ذلك المكان حيث لا يعرف البغض ولا الكره ..
في ذلك المكان حيث لا يميز الخير من الشر ..
في ذلك المكان حيث لا يصله إليه ماردٌ جبَّار, ولا شيطانٌ غدَّار, ولا ساحرٌ مكَّار, ولا كافرٌ فجَّار ..
في ذلك المكان حيث هبط هذا الرجل من السماء ..
في ذلك المكان حيث شع نور الإسلام ..
ذلك المكان هو " المدينة المنورة " ..
في يوم من الأيام .. وأنا أجوب أروقة المدينة المنورة بحثاً عن اللاشيء ..
إذ صادفت نوراً قد شع أركان جبلٍ ما فذهبت لأستطلع الأمر فإذا الشعاع قادمٌ من كهف مهجور ..
يعلوه جبل شامخٌ مغرور .. مضت عدة دقائق وأنا أنظر إلى ذلك الكهف ..
وفي كل مرة أهِمُ فيها بالدخول أرتجف وأتردد فلا أصل إلى الباب حتى أعود حيث كنت .. كل ذلك خوفاً من المجهول في الداخل ..!
بعد محاولات يائسة للدخول .. أخذت ألتفت هنا وهناك لعلي أصادف أحداً فأطلب منه مرافقتي للداخل ..
مضت عدة دقائق فأبصرت رجلاً قد اغبر شعره ورثت ملابسه وهو يحمل على عاتقه زاداً ويتجه نحوي ..
فألقى علي السلام .. فرددت عليه بمثله ..!
فقال لي : ما الذي أتى بك على هنا ..؟
فقلت : رأيت شعاعاً يضيء المكان برمته ..! وقد قادني حب الاطلاع إلى القدوم إلى هنا واستطلاع الأمر ..
فقال لي : تفضل وادخل فسأقودك معي نحو الداخل ..وأطلعك على مصدر هذا الشعاع ..
قفلت له : على بركة الله فلندخل, لكن ما إن وصلنا إلى البوابة.. طرأ على بالي سؤال مفاجئ ..!
قفلت له : هل تعيش أنت داخل هذا الكهف ..؟!
فرد قائلاً : ادخل وإذا دخلنا فسأعلمك بكل شيء..
قفلت : حسناً .. فلنكمل المسير ..
دخلت مع هذا الرجل الغريب فإذا الكهف كأنه منزل فأخذت أنظر إليه وأتفحصه ..
فإذا بي أرى رهطاً من الرجال وغرفةً يصدر منها هذا الشعاع الذي أخبرتكم عنه ..!
قفلت : يا رجل أصدقني في أمر هؤلاء ..؟!!
فما هذا الذي أراه ..؟!! إن هذا لأمر عُجَاب ..!
أيسكن جماعة من الرجال كهفاً من حجارة لا ماء به ولا إنارة ..!
فقال : تفضل واجلس حتى أنهي عملي ثم أعلمك بكل ما تريد معرفته ..
جلست وأخذت أتفحص المكان فلفت نظري الرجل وهو يوزع ما أتى به من زاد على الرجال الذين سبق وأن رأيتهم ..!
وكانت كمية الزاد قليلة جداً فهي لا تسمن ولا تغني من جوع ..
انتهى الرجل وجاء وجلس إلى جانبي ..
قفلت: له من هؤلاء ..؟!!
فرد وقال : هؤلاء أبنائي ..!
فقلت مستغرباً : أبناؤك ..!؟؟ وماذا يفعلون هنا ولم أنتم هنا ؟
فقال : نحن هنا بسبب أفعال من ضيعنا ..
فقلت : ومن هذا؟
قال : العبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد ..
فقلت: عجيبٌ أمرك أوَ كيف يحدث هذا ؟
قال : أما من تراهم من الرجال فهذا قيام الليل وهذا صلاة التراويح وهذا الوتر وهذا الدعاء وهذا ذكر الله .. وعدَّد البقية ثم توقف ..
فقلت مستغرباً : ولكن أوَ ليست هذه أسماء عبادات ..؟!! فماذا يكون اسمك أنت .؟!
فقال : أنا ( رمضـــــــــــــــــــــــــــــان )
فارتعدت أطرافي وانتابني شعورٌ بالخوف .. فقلت له : والزاد ماذا يكون ؟!!
فقال : هي حسنات العباد هي زادنا فكل عبادة لها نصيب من الحسنات إذا فعلها العبد .. ولكن كما ترى كلنا في حالٍ وكلنا في صحة متردية من أسوأ إلى أسوأ ..ونحن نعيش اليوم ولا ندري هل نعيش غداً ..
فقلت له : ومن بالغرفة ..؟!
قال : هي ليلة القدر .. التي قال عنها رب العزة والجلال " خير من ألف شهر " .. قد أصابها من التعب والمرض ما أصابها ..
فقلت : وما سبب كل هذا ؟
فقال : الناس ..!
فقلت : وكيف هذا ؟
قال : ماذا تتوقع من أنس ضيعوا أوقاتهم أمام مشاهدة الأفلام والمسلسلات ؟؟! ماذا تتوقع من أناس ضيعوا أوقاتهم أمام المباريات والتفاهات ؟!! هل تتوقع أننا سنعيش كما عاشت هذه المعاصي في قصور ..! أوَ ليس قد استبدلوها بنا ..! فإلى أين نلجأ وقد ضعنا فلا ندري أين نحن نسير ولا إلى أين نتجه ولا إلى أي بلد ننتهي ..! نحن نعيش اليوم هنا ولا ندري ماذا سيحصل غداً .. لقد أوشكنا على الهلاك والانقراض ..
والحال من سيءٍ إلى أسوأ وكل ما نرجوه هو أن يصلح الله الناس والعباد .. والأمل برب الجلال كبير .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
هنا خرجت من الكهف لا شعورياً وأنا أردد ..
كل هذا بسببنا ..! كل هذا بسببنا..! كل هذا بسببنا..!
ظللت أسير وأسير حتى التفت إلى الكهف وقد سقطت صخرةٌ من الجبل العتيق فسدت الكهف .. فسقطت من هول الصدمة أرضاً وقد أغشي علي .. ولم أستفق بعد ذلك إلا وأنا في فراشي ولا زال ذلك اليوم في ذاكرتي لا يندثر منها أبداً ..
اللهم أصلح حالنا وحال الأمة أجمعين يا رب العالمين .. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..
* سأتغيب عنكم فترة أسبوعين من شهر رمضان .. وذلك بسبب الاختبارات فادعوا الله لي بالتوفيق والنجاح فأنا في أمس الحاجة إلى دعواتكم .. وفقكم الله ورعاكم ..
دمتم في حفظ الجليل والله يحفظكم ويرعاكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كتبه / The King Of Darkness - الحسام المهند .. حقوق الطبع والاقتباس محفوظة والنقل مسموحٌ به للفائدة ..!
هذا ما يحدث للناس ..وان زادوا في العبادة..زادو في رمضان ..فهم رمضانيون
!!!
