شكراً يا أبوجمال و الأميرة زيلدا على متابعتكم الجميلة والوحيدة للقصة أول بأول...
وأنا اقول هذا شفيه للحين عايش
ههههههههه...والله قلت نفش الشي لما قرأتها هذا الصباح
*****
كانت (سمر) تتفقد في حاسوبها عندما سألها (أسامة):
_ مالذي وجدته ؟؟
فقالت (سمر):
_ لقد كانت إشارات المدير سليمة إلى أن أصابه الصداع المفاجئ.
فقال (ثائر):
_ إذا ما قاله لنا المدير كان صدقا.
فقالت (سمر):
_ نعم، فبعد الصداع بدأت بإلتقاط موجات غريبة كموجات الأشباح، وأظن ما حدث هو أن أحد الأشباح قد قام بإلتباس المدير، ولكنني أجهل السبب.
فقال (أسامة):
_ وهل كان (بهران) ؟؟
فقالت (سمر):
_ لا، فأنا كنت أقتفي أثر (بهران) وقد كان في مكان آخر.
عندها قال (ثائر):
_ من هو ذلك الشبح إذاً ؟؟
فقال (أسامة):
_ أظن علينا القلق عن مكان (بهران) ؟؟
فردت عليه (سمر):
أنا ألتقط إشارته من أحد المباني السكنية
*****
قرع (بهران) باب أحد الشقق السكنية في انتظار رد عليه إلا أنه لم يحصل عليه أيضا، ففتح بابها الذي كان مفتوحا أصلا متوقعا أن يكون خاليا كسابقه، إلا أنه في هذه المرة رآى رجلا أسمر البشرة يجلس أمام الباب في انتظاره، ولكن (بهران) لم يكن يشاهده كباقي البشر، بل كان يشاهد بعض التوهج الأحمر المحيط به، فأدرك أنه رجل ملبوس من قبل شبح، عندها قال (بهران):
_ مرحباً.
إلا أن الرجل ظل صامتا يحتسي من زجاجة العصير التي بحوزته، فاقترب منه (بهران) في نفس اللحظة التي وقف فيها الرجل وقال:
_ لا بد أنك تبحث عن (الحاضنة).
فقال (بهران):
_ من أنت ؟؟
فقال الرجل:
_ أنا (شريف) وسف آخذك إليها ولكن علي التأكد من أمر.
فقال (بهران):
_ أي أمر ؟؟
وفجأة وقع الرجل أرضا، وظهر الشبح المتلبسه والتبس (بهران) الذي بدأ يشعر بالضيق محاول مقاومة الشبح مانعا إياه من التحكم به، وما هي إلا لحظات حتى خرج منه، وعاد إلا جسد الرجل الذي نهض عن الأرض وقال:
_ جيد.....تعال معي.
بعد ذلك توجه الرجل إلى الحائط، وما أن لمسه حتى فتح باب ليس من ضمن هندسة الشقة ليظهر من خلفه ممر يسوده اللون الأحمر، وتملؤ الغيوم سماءه، وما أن دخل كل من (بهران) والرجل حتى اغلق الباب من خلفهم. في نفس الوقت الذي اختفى فيه (بهران) من شاشة (سمر) التي قالت:
_ أين ذهب ؟؟!!
أما (بهران) فأخذ يسير برفقة الرجل في الممر الغريب قبل أن يستفسر قائلا:
_ ماهذا المكان ؟؟
فقال الرجل:
_ هذا هو (الممر الكوني)، بإمكانك الذهاب إلى أي مكان تريده على وجه الأرض من خلاله.
فاستفسر (بهران) قائلا:
_ كيف أمكنك القيام بذلك ؟؟
فقال الرجل:
_ فقط أنا والرئيس يمكننا القيام بذلك، فنحن من أنشأناه.
فقال (بهران):
_ الرئيس....أتعني (الواهم) ؟؟
فقال الرجل:
_ من هو (الواهم) ؟؟
فرد عليه (بهران):
_ أول شبح طلع على سطح الأرض.
فقال الرجل:
_ تماما...أنه هو الرئيس.
ثم نظر إليه (بهران) في حيرة قبل أن يسأله:
_ ولكن من أنت.
فقال الرجل:
_ أنا ثاني شبح طلع على سطح الأرض.
فقال (بهران):
_ هل من أحد آخر ؟؟
فرد عليه الرجل قائلا:
_ نعم، أنت هو الثالث...وقريبا سنقيم دولتنا الخاصت بنا.
ثم ساد الصمت فترة قبل أن يقول الرجل:
_ ها قد وصلنا....
وبالفعل، ظهر باب من لامكان ليخرج منه كل من الرجل و(بهران) حيث وجد نفسه أمام مبنى سكني مازال تحت الإنشاء، بعد ذلك تقدم الرجل (بهران) كي يقوده لمكان (الحاضنة)، فصعد به إلى الطابق الثامن عشر عن طريق أحد المصاعد المعد خصيصاً لعمال البناء، وما أن وصلا حتى شاهد (بهران) فتاة صغيرة ترتدي الحجاب بالكاد تبلغ السادسة عشر من عمرها، وكانت تجلس على طرف المبنى تاركة قدميها تلعب في الهواء على ارتفاع ثمانية عشر طابقا، فما كان من (بهران) إلا أن تقدم نحوها وقال:
_ هل انت (الحاضنة) ؟؟
فقالت الفتاة:
_ إذا شئت مناداتي بذلك.
ثم سكت برهة قبل أن تضيف:
_ أراك قد عثرت على جسد وسيم ياهذا....لم لا تجلس بجواري هنا، فأنا أحب تأمل غروب الشمس من هنا.
فقال (بهران):
_ أفضل الوقوف.
فقالت الفتاة:
_ كما تشاء.
ولكن بعد لحظات بسيطة جلس (بهران) بجانب الفتاة على طرف المبنى وقال:
_ أظنني سأجلس لفترة.
فابتسمت الفتاة قبل أن تقول:
_ أنتم جميعكم متشابهون.
عندها قال (شريف) مخاطبا الفتاة:
_ سأكون في الأسفل إذا احتجتني.
بعد ذلك هبط شريف باستخدام المصعد قبل أن يقول (بهران):
_ هل أنت من أعطاه اسم (شريف):
فقالت الفتاة:
_ نعم، دعني أبحث عن اسم لك.
فقال (بهران):
_ لا تتعبي نفسك...إسمي (بهران).
فتعجبت الفتاة وقالت:
_ (بهران)..؟؟ ياللغرابة..!!
ثم ساد صمت طويل، وبالرغم من صغر سن الفتاة إلا أن (بهران) كان يشعر بالتوتر عندما قال :
_ أنت عربية أليس كذلك ؟؟
فقالت الفتاة:
_ لحما ودما.
فقال (بهران):
_ وما الذي دفعك للقيام بذلك ؟؟
فقالت الفتاة:
_ أتعني اعتنائي بالأشباح ؟؟
فقال (بهران):
_ نعم.
فقالت الفتاة:
_ ربما لأنني شعرت أنكم بحاجة للمساعدة.
فاستفسر (بهران) قائلا:
_ ولكن لماذا تساعدين (الواهم) على هذه الأعمال، انت تعلمين مدى سوء ما قد ينقلب عليه الأمر ؟؟
فتعجبت الفتاة قائلة:
_ من هو (الواهم) ؟؟
فقال (بهران):
_ إنه ما تدعونه بـ(الرئيس).
فابتسمت الفتاة قائلة:
_ آآآآآه، أنت تعني (حيدر).
فقال (بهران):
_ أيا كان....
فأجابته الفتاة:
_ ربما لإيماني بأنه يوجد شخص طيب في أعماق هذا الشبح.
بعد ذلك قالت الفتاة:
_ لم كل هذا الأسئلة ؟؟ استمتع بحياتك الجديدة.
فقال (بهران):
_ أنا لست كما تظنيني.
فعقدت الفتاة حاجبيها عندما استطرد (بهران) قائلا:
_ لقد جئت من المستقبل كي أعيد الأمور إلى صوابها، فعلى (الواهم) أن يعود إلى عالم الأشباح، لقد أصبح الأشباح مشردين في الأرض لا يعرفون معنى الراحة.
فهتفت الفتاة:
_ واو...من المستقبل....كيف يبدوا ؟؟
فأجابها (بهران) بنفس الهدوء:
_ لا معنى للمستقبل من دون ضمان الإستقلال، فلقد وثقت بي الأشباح كي أؤمن لهم الراحة.
فقالت الفتاة:
_ إذاً قم بذلك...هاقد حانت فرصتك.
فقال (بهران) بحزن:
_ أخشى أنني لا أستطيع.
عندها قالت له الفتاة:
_ بل تستطيع.
فنظر إليها (بهران) قائلا:
_ مالذي يجعلك تظنين ذلك ؟؟
فقالت الفتاة:
_ لأنك هو (المنقذ).
بعد ذلك أعاد (بهران) نظره نحو قرص الشمس التي تلون بلون برتقالي وكان على وشك الغروب عندما قال:
_ ماذا لو فشلت ؟؟ مالذي سيحدث إذا عجز (المنقذ) عن أتمام مهمته ؟؟
فأجابته الفتاة قائلة:
_ عندها سيبقى الأشباح مشردين للأبد.
فقال (بهران):
_ لا..لايمكنني سماح ذلك بالحدوث.
في نفس اللحظة التي جاء فيها (شريف) وخاطب الفتاة قائلة:
_ هيا علينا الرحيل، فقد بدأ الوقت يتأخر.
فنهضت الفتاة وهي تقول:
_ حسنا يا سيد (بهران) علي الذهاب للمنزل الآن، فأنت لاتدري كم تغضب أمي إذا تأخرت.
فنهض (بهران) عندما أكملت الحديث قائلة:
_ إسمعني جيداً، إذا أردت النجاح في مهمتك عليك أولا أن تقابل (حيدر) وتقنعه بوجهة نظرك، ولكنه لا يمكن أن يقتنع بسهولة، لذا بالتوفيق.
ثم تناولت ورقة من جيبها وقلما ودونت عنوان عليه وقالت:
_ هاك...سيكون في هذا العنوان مساءاً...لا تتأخر.
وفعلاً، أخذ (بهران) الورقة، وأخذ يقرأ مافيها خلال رحيل الفتاة، بعد ذلك وضع الورقة في جيبه واستعد للرحيل ولكنه نظر فجأة إلى جانبه الأيسر ليشاهد رجلا يرتدي ملابس رثة متقدما نحوه قبل أن يقول:
_ السيد (بهران) إذا لم أكن مخطئا.
في نفس اللحظة التي كانت فيها (سمر) قد التقطت وأخيراً اشارة (بهران) عندما قال (أسامة) بعصبية:
_ هل يمكننا الحصول على صورة ؟؟
فقالت (سمر):
_ امهلني دقيقة.
فتعجلها (أسامة) قائلا:
_ هيا بسرعة.
فقالت (سمر):
ليس سهلا كما تعلم القرصنة على قمر صناعي.
فتعجبت (منار) وهي تقول:
_ هل أنت قرصانة حواسيب ؟؟
فابتسمت (سمر) وهي تقول:
_ تماما...آه ها قد حصلنا على صورة.
وبالفعل، ظهرت على شاشة الحاسوب صورة لـ(بهران) من الأعلى وهو يقف مواجها للرجل بالثياب الرثة عندما قال (ثائر) بعصبية:
_ إنه ذلك المسخ..
فقالت (سمر):
_ مهما يكن، فإن إشاراته لا تبدوا كالبشر.
وبالفعل، كان الرجل ذي الثياب الرثة هو المسخ الذي واجه (ثائر) مسبقا إلا أنه لم يبدوا مخضرا، بل كان يبدوا كباقي البشر العاديين، والذي أكمل حديثة مع (بهران) قائلا:
_ هل أنت مستغرب ؟؟
فقال (بهران) وهو ينظر إليه بعينيه الباردتين ويده اليسرى خلف ظهره:
_ لا..فيبدو أنك تتمتع بحاسة سمع قوية.
فابتسم الرجل وهو يضيف:
_ وشم أيضاً.
ثم قال:
_ آه...يعجبني ثبات ضربات قلبك رغم وضعك الحالي.
ثم اردف قائلا:
_ لقد كنت مستمتعا بالحوار الشيق الذي دار هنا قبل قليل هنا، ولا أظنني اقتنعت كليا به إلا أنه لا يمكنني القول انني لم أصدقه أيضا، فبعد كل ذلك لا أظن على أنه من المنطقي أن هناك رجل يمشي في الأرض وهو يتوقع ما سيواجه.
فقال (بهران):
_ من أنت ؟؟
فضحت المسخ وقال:
_ نحن المفاجئة التي لم تخطر في بالكم أيها البشر، اعتقدتم انه بقدومكم للماضي ستكونون أنتم قادة الكون ولكنكم كنتم مخطئين.
ولكن نقطة مهمة لفتت نظر (بهران) حيث استفسر عنها قائلا:
_ مالذي تعنيه بـ(نحن) ؟؟
وفجأة ظهر من حول (بهران) خمسة رجال آخرين، منهم من كان يرتدي حلة رجال أعمال، ومنهم من كان يرتدي زيا مدرسي. ومنهم من كان ربات منازل، والذين قالوا على حدة:
_ نحن نافيوا البشر.
_ نحن الكوارث.
_ نحن من لا قرين لنا.
_ نحن الجشع.
_ نحن قائدوا الكوكب.
بعد ذلك قال المسخ:
_ نحن يا سيد (بهران) جنس الوحوش، رغم كثرة عددنا إلا أنه يمكنك اعتبارنا شخص واحد لأننا جميعا نتشاطر نفس العقل، فقد وجدنا في الأرض من أجل غرض واحد.
ثم تحول إلى شكله الأخضر البشع مع باقي زملائه عندما أكمل قائلا:
_ تدمير الأرض...وإنشاء امبراطورية الوحوش الخاصة بنا.
فقال (بهران):
_ متى يمكنني حضور حفل الإفتتاح ؟؟
فقال الوحش:
_ أنتم البشر لا تفهمون، نحن ندرك كل شيء، نحن نعلم حقيقتكم أيها البشر.
ثم أكمل قائلا وهو يصدر صوت زئير:
_ أنتم مازلتم تجهلون مقدار قوتنا، لذلك سوف أريك أيها البشري كيف يكون اللعب مع الوحوش.
فقال (بهران) بكامل هدوئه:
_ أعتقد أنك كنت مصيبا في جميع الأمور عدى أمر واحد.
ثم تحول لصورته الشبحية وهو يقول:
_ أنا لست بشريا.
*****
يتبع....
قد تحسون انه جزء طويل ولكنه مجرد حوارات ليس إلا....
...