عند ظهوره أمام الجيش . . .
بفخر واعتداد ، وبوجهه المشع ثقةً . . .
وعينيه العميقة اعتزازاً بجيشه . . .
نظر ملقياً بحدة عينيه الرؤية على الجيش المتسع شرقاً ، وقد توسطته الشمس .. لحظةَ ولادتها ! ..
تهامس الجنود إعجاباً بقائدهم ...
أستل سيفه بثقة ، ليشع بريقاً ...
واعتدل على خـيـله الضخم ...
و لئن رأيته لظننته .. فارساً قادماً من الجحيم !
ومن بين معالم وجهه البارد ..
انفرجت شفتاه و صرخ بشدة موجهاً سيفه إلى الوادي : ...
" إِلـى الـمَـعْـرَكَـةِ ! ،،،! "
همز خيله ! ، ، ،
وحط من على سفح الجبل ، إلى وادي المعركة . . .
كجلمود صخر هوى ، وجيشه كـ سيلٍ العرم يتبعه ! . . .
التحم الجيشان . . .
كما ترتطم أمواج البحر ببعضها ، وننكسر لرؤيتها رهبة ً !
تطايرت رؤوس ..
.. تناثرت اشلاء ..
و القيصر . . بسيفه البارق . . يضربُ يمنةً و يسره . .
والشمس ترتفع ، لحظةً بلحظةْ . .
اضطرب الشجعان ، ، ،
و أخذوا بالتهاوي ..
وحلَ خريف المعركة . .
أخذ الجو بالتحول إلى البرودة ، على أرض المعركة القطبية . . .
اختلط بياض ارض المعركة ، بحمرة دماء الجنود . . .
شق القيصر طريقه على عجل ٍ بين الرجال . . .
اتجه إلى فرقة القيادة . .
رفع قوسه ، و إلى الوراء شده . .
وانطلق السهم . .
إلى رأس عدوه اللدود . .
و كَتب نهاية المعركة . .
كان جنوده ( أو أغلبهم ! ) قتلى على أرض المعركة . . .
ولا تزال الراية متعلقة ً بيده - وقد ذابت حدود الحياة بينهما ! -
مشى بتثاقل . . إلى راية عدوه . . . على تلة ٍ أمامه . .
ومن خلفه . . . انطلق سهم غادر . . ليخترق ظهره . . .
سقط من على ظهر خيله الجَبَّار . . .
وتدحرج على الجليد . . لأقدام . . .
والجليد يحتني بدمائه . . .
اقام صلبه .. والرياح تلفح جرحه . .
استعاد شريط ذاكرته . .
حديقته الضخمة . . .
و . . من أحبها لسنوات . . .
ومن خلفها .. ابنته اللطيفة ! . . .
تنفسَ بصعوبة . . .
زحف للأمام . . .
كان الجرح يقتله .. لحظة بلحظة ! . . .
استمد قوته . . من ذاكرته . . .
تطلع إلى يمينه .. حيث استلقى الرجال قتلى . . .
ولم يبقى من المعركة . . . إلا آثار دماء ! . . .
وبعد لحظة ... تلامس وجهة ولطفٌ بارد . . .
أخذ الثلج بالتساقط .. كما تهوي الملائكة هجوماً ! . . .
وأخذ بـ غسيل أرض المعركة . . . صامتاً . . .
ابتسم .. تحت وطأة ما يلم به . . .
مشى بهدوء . . .
اتجه إلى مخيم العدو . . .
كان قد اقترب . . .
دفع يده . . . بصعوبة. . .
استند على راية عدوه . . .
انتزعها بكل قوته . . .
ثَبت رايته على القاعدة . . .
بدأ بالانكسار . . .
انحدر جفناه إلى الأسفل ببطء . . .
وانطبقا . . .
هدأ ، كما تنطفئ النار ، وتستحيل رماداً . . .
وهَمَسَ . . .
" ... إِلـى الـسَـمَـاءْ ... "
.
.
.
و .. انطوى.. إلى الماضي ! ...