دخلت (منار) تركض إلى البيت المتحرك وهي تنادي على (سمر) بجنون بينما قام (ثائر) بحمل (جسار) فاقد الوعي ليضعة على أحد الأسرة الموجودة في المنزل، ثم قام بدوره بالبحث عن (سمر) قبل أن يفاجأ بـ(منار) الواقفة في مكانها وهي تقرأ الورقة الصغيرة الموجودة على جهاز الحاسوب الضخم الخاص بـ(سمر)، عندها سألها (ثائر) قائلاً:
_ أين (سمر) ؟؟
ولكن (منار) بقيت صامته واكتفت بإعطاء الورقة لـ(ثائر) الذي قرأها ليحمر وجهه غضباٌ حيث احتوت الرسالة على الآتي:
_ " الدكتورة (سمر) بحوزتنا، اعطونا القرص في الحديقة بعد ساعة من الآن وإلا لن تروها مجددأ.
الموقع: (النبيل) ".
وهنا حاول (ثائر) ترتيب الأولويات بذهنه عندما خاطب (منار) قائلاً:
_ حسناً...علينا العثور على الدواء أولا.
وبالفعل، توجهت (منار) إلى الجهاز المتطور الذي استخدمته (سمر) سابقا لتفحص عينة الدم الخاصة بالوحوش، وبالفعل وجدت ماكانت تبحث عنه، قارورة صغيرة تحتوي دواء مضاد للإصابة المبكرة من قبل الوحوش، فقامت بسرعة بإحضار إبرة، وشفط محتويات القاروره لداخل الحقنة ثم حقن (جسار) في ذراعة، ثم وقفت برهة وهي تتأمل جسد (جسار) المتمدد من دون حراك لتسأل (ثائر) قائلة:
_ هل سيكون بخير ؟؟
فأجلبها (ثائر) قائلاً:
_ الله أعلم...فنحن قمنا بحسب وقت إصابته فرضيا ولم نكن متأكدين من المدة التي مرة على إصابته بالجرح...ولكنني أرجو من الله أن يكون بخير.
وفجأة، سمع الإثنان صوتا قادما من خارج المنزل، فانتشر الإثنان في أنحاء المكان متأهبين بهجوم أي كان للرد عليه، ففتح الباب عندما قام كل من (ثائر) و(منار) بتوجيه أسلحتهما لـ(أسامة) الذي رفع يديه في السماء دلالة على أنه ليس بعدو، فقام (ثائر) بإخفاض مسدسه قبل أن يتوجه إلى (أسامة) ليسأله قائلاً:
_ هل أنت بخير ؟؟
فأجابه (أسامة):
_ نعم..نعم أنا بخير...لقد أصبت بإغماء بسيط ولكني على مايرام الآن.
عندها سألته (منار) قائلة:
_ هل القرص لايزال بحوزتك ؟؟
فقام (أسامة) بإخراج القرص من جيبه وهو يقول:
_ وبأحسن حال.
فاطمأن الجميع وهم يتأملون القرص في يد (أسامة) الذي توجه لجسد (جسار) قائلاً:
_ كيف حاله ؟؟
فقال (ثائر):
_ لا ندري بعد.
فأماء (أسامة) برأسه دلالة على الفهم، ولكنه تنبه لغياب (سمر) فقال بقلق:
_ ولكن أين (سمر) ؟؟
فما كان من (ثائر) إلا أن ناوله الرسالة التي قرأها الأخير بسرعة قبل أن يتمتم بغضب:
_ الأوغاء.
فقالت (منار):
_ نعم...وهاهم يطالبون حياتها مقابل القرص...مالذي ينبغي علينا القيام به ؟؟
عندها قال (أسامة):
_ وما الذي جعلهم متأكدين بأننا سنعطيهم القرص مقابل (سمر) بهذه السهولة ؟؟
فقال (ثائر) معلقا على الأمر:
_ لقد قامت (قاتلة الأشباح) بإجراء اختبار بسيط لي في الحديقة.
وهنا قالت (منار):
_ إذاً ماذا يتوجب علينا فعله ؟؟ هل سنترك (سمر) ونحافظ على القرص ؟؟ نحن ينبغي علينا القضاء على هذين الآليين أيضاً كما تعلمون.
فقال (أسامة):
_ لاتقلقي..سنشارك في اللعبة إلا أننا سنستعمل قرص الفايروس الحاسوبي مكان الفدية الأصلية.
وفعلاً، قام (أسامة) بإخراج علبتي القرصين الموجودين بحوزته، وقام باستبدال مكان القرصين بحيث قام بوضع قرص الفايروس الحاسوبي في غلاف قرص النماذج، والعكس لقرص النماذج، وما هي إلا لحظات حتى كان (بهران) يدخل من خلال الباب وهو يقول:
_ هل فاتني شيء هنا ؟؟
فنظر إليه الجميع قبل أن يخاطبه (أسامة) بغضب قائلاً:
_ أين كنت طوال هذه المدة يا هذا ؟؟
فنظر إليه (بهران) وأجابه بهدوئه المعتاد:
_ لقد وضعت حلاً لمسألة الأشباح نهائياً..فلن يعودوا مصدر إزعاج لكم بعد اليوم.
ثم لاحظ توتر الأوضاع فيما بينهم قبل أن يقول:
_ مالذي حدث هنا ؟؟
فقالت (منار):
_ لقد قامت الآليات باختطاف (سمر)..وهددونا بقتلها مالم نعطهم قرص النماذج.
فابتسم (بهران) وهو يقول:
_ لاعليكم...ستكون الأمور على مايرام.
عندها خاطبه (أسامة) بفظاظة قائلاً:
_ حقاً...وكيف تعلم ذلك ؟؟
ولكن (بهران) لم يجبه واكتفى بالنظر إليه ببرود مع ابتسامة على شفتيه، بعد ذلك توجه (ثائر) نحو جسد (جسار) الممدد على السرير وقال:
_ حسناً..علينا الإستعداد للرحيل..(منار) هلا بقيت بجانب (جسار) للتأكد من سلامته ؟؟
فقالت (منار) بسرعة:
_ بكل سرور..ولكن عدوني بألا تسمحوا لحدوث أي مكروه لـ(سمر).
فأجابها (ثائر) قائلاً:
_ أعدك.
عندها قال (بهران):
_ أمهلوني ربع ساعة وأنا على استعداد للعثور على مكان (سمر) بالضبط.
فاحمر وجه (أسامة) الذي قال:
_ ماذا...هذا هراء...ستكون في الحديقة مع ذلك الآلي عند حدوث التبادل.
فقال (بهران) مستنكراً:
_ ومالذي يجعلك متأكداً من ذلك..أنت تعلم جيداً بأن الآليات ليست مضطرة للتفاوض معنا فهي لاتجيد إلا لغة الدم..وبمجرد ذهابكم إلا هناك سيقوم ذلك الآلي بالإطلاع على أذهانكم لمعرفة مكان القرص الحقيقي قبل أن يقوم بقتلكم جميعاً.
وهنا سرح (ثائر) بذهنه قبل أن يقول:
_ أظنه على حق.
فنزلت عبارة الأخير على (أسامة) كالصاعقة الذي سحب (ثائر) من كتفه على جنب وهمس له قائلاً:
_ مالذي دهاك...نحن لانستطيع الوثوق بهذا الشبح.
فقال له (ثائر) بحزم:
_ أنا لا أرى سبباً يمنعني من عدم الثقة به..فكل ماكان يفعله منذ البداية هو المساعدة.
ثم نقل بصره لـ(بهران) وقال:
_ حسناُ...ربع ساعة فقط.
فابتسم (بهران) قبل أن يقول:
_ وربما أقل.
بعد ذلك مباشرة قام الأخير بالخروج من المنزل المتحرك والطيران باحثا عن (سمر) التي يمكن أن تكون في أي مكان.
*****
يتبع ...
...