ان الاصل في المسلم الصحوة ولابد من ترشيدها وضبطها لتسلك المسلك الصحيح الذي هو مسلك الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته الكرام ومن تبعهم باحسان
ولعلي هنا اذكر الشرور ( مخافة ان نقع فيها ) الذي قد يحيط بافراد مجتمعنا او قد يتصف به بعضهم كعلامات للمرض الذي يتحتم علينا جميعا معالجته
منها :كثرة النزاعات والفرقة والهجر بين شباب الصحوة من اسباب الفشل والعقوبة الالهية { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } بل وتفنن بعض الشباب المحسوبين على الصحوة الاسلامية بمخالفة رَسُولَ اللَّهِ الذي حذر أمته وقَالَ: ((لا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ))
قال شيخ الاسلام ابن تيمية ( فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء، وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب )
ومنها : القول على الله بلا علم فالبعض يوقع عن الله و يفتي بل والصغار الاحداث المبيتئين في الطلب يفتون في النوازل والفتن
ومنها : النيل والانتقاص من الاقران بل والعلماء وهو عند الله ليس بهين فما تجرأت أمة على علمائها ومشايخها إلا ويخشى عليها ان تهلك وتتفرق وتصيبها المحن والفتن حتى ان بعض المجالس أضحى عطرها الفواح غيبة العلماء والدعاة والامراء وعامة الناس دون منكر بل التأييد والضحك حليف آكل لحوم العلماء والامراء المستهزئ بهم ومجتمع المنتديات لا يخفى عليكم
ومنها : ترك الاحتساب سبب للعذاب فالأمة التي لا يقوم أفرادها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تصبح أمةً تعمّها المعاصي والمنكرات وتتفشى فيها الأمراض الأخلاقية والاجتماعية ((ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون على أن يغيروا، ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب))
فما بالكم اذا كان العصيان من الصالحين المحسوبين على المُصلحين من افراد الصحوة الاسلامية
وختاماً .. احبتي .. لا بد أن نعود جميعاً - فراداً وجماعات - إلى نفوسنا باللوم الواضح الصريح ولا نعلق عجزنا وفشلنا على أسباب خارجية ولا أريد هنا أن يكون اللوم سلبياً لا يثمر غير مزيد من البغضاء وندب الحظ والعجز عن تدارك ما فات واليأس من النجاة
بل لوماً إيجابياً يدفعنا إلى تدارك الخلل والقصور والتوبة من الذنوب وتصحيح العلم والعمل والسلوك