جلست أمام التلفاز وتناولت بيدي جهاز التحكم ، وبدأت اقلب بالقنوات .فتحت القناة الأولى؛ كانت إعلانا تجارياً موجه للخليج وأدائها اسواء ما يكون وفكرتها ليست بأفضل من أدائها فأثارت اشمئزازي فتحولت لقناة أخرى . القناة الثانية؛ أيضا إعلانا تجاريا لمستحضر تجميل فيصور المرآة كأنها تمثالا إذا فقد جماله انتهى فيكون هم المرأة الوحيد هو جمالها ، فتثير اشمئزازي فأتحول لقناة أخرى . القناة الثالثة؛إعلانا يستغل الإثارة الجنسية لتسويق سلعته ضاربا بعرض الحائط الأخلاق والقيم فمجرد إن المحه يثير غضبي فأغير القناة . القناة الرابعة؛ فأجد ما يسمى بالفيديو كليب وما أجده إلا إعلانا للإباحية وأما شريط الرسائل فهو ما يعرف بالخط الساخن وأتحول لقناة أخرى بغضب . القناة الخامسة؛ فأجده مقابلة مع حثالة آسف مع راقصة أو بشكل أرقى مغنية ، فتُسأل عن سر نجاحها ( أي نجاح هذا !) ليقتدي بها المجتمع ـ فسلامي على مجتمع جهالتهم هم قدوتهم ـ وأتحول لقناة أخرى . القناة السادسة؛ فأجد برنامجاً حواري جامعا ضيوفاً وكل واحد منهم يبدي رأيه بأحكام الشرع ويصححها وكأن للإنسان رأياً في أحكام الإسلام وتشريع الخالق ، فتثير غضبي وانتقل لأخرى . القناة السابعة؛ أجد لقاءً مع شخص يدعو إلى السلام مع إسرائيل وتطبيع العلاقات معها وفتح صفحة جديدة مع اليهود ، ويتناسى ملايين الشهداء الأبرياء الذي اقتلوا بفلسطين وكأن لا قيمة لدمائهم ، فكيف سيتحرر فلسطين ومازال هناك أشخاص يفكرون مثل ضيف البرنامج ، فاستهجن كلامه وانتقل لأخرى . القناة الثامنة؛ فنجد حاكم عربي يدعوا بكل حماس إلى العدل والحرية وينتقد أمريكا في حربها بالعراق هو أروع مثالاً بالظلم والطغيان وابادة الشعوب ! .
وأمّل من هذه القنوات العربية فأتحول إلى القنوات الأجنبية التي التي على الأقل إن رأيت فيها ما يسوئني فتبقى هذه قنواتهم وهذه ثقافتهم وهذا دينهم .
أما قنواتنا العربية فهل هي تعكس ديننا وثقافتنا ؟
بالتأكيد لا ، ولكنها تعكس حالنا الذي هو ابتعادنا عن ديننا وثقافتنا .
وأخاف إن نبتعد أكثر حتى نبقى بدون هوية إن لم نتدارك الأمر .
وأسف عن الإطالة ولكنها كلامات كانت في صدري فأردت إن أخرجها .
والسلام عليكم ....







































