السلام عليكم .
اخواني اعضاء القسم العام و منتدى المنتدى بكل اقسامه .
اليوم اقدم لكم بداية سلسلة قصص نجاح التي جمعتها من كتب كثيرة لايسعني سوى ذكر اهمها :-
حكايات كفاح : للأستاذ كفاح فياض و اللواء ضاحي خلفان تميم .
50 شركة غيرت العالم : للمؤلف الانجليزي هوارد روثمان .
بسم الله
جيليت Gillete
من منا لم يسمع بشفرة الحلاقة جيليت التي غيرت طريق الحلاقة , وسهلت عملية حلاقة الظقن ونزع الشعر بشكل سريع وغير مؤلم ؟ مؤسس الشركة هو ( كينغ كامب جيليت ) الذي بدأ تنفيذ فكرته متأخرا . نبعت من رغبة ذات جذور لتقديم ابتكار مميز ونافع . فما هي حكاية نجاح هذا المبتكر الذي كان شعاره الرئيــسي " ان معظم الافكار العظيمة و افضلها هي افكار بسيط و غير معقدة" .
كان كينغ كامب جيليت يبحث طيلة حياته عن اساليب و طرق جديدة لتحسين الاشياء وتطويرها وجعلها افضل . كان رجلا صبورا جدا . زكان لديه اعتقاد راسخ انه سيبتكر يوما ما فكرة عظيمة يحتاج اليها اغلب البشر وتجعل منه رجلا غنيا مشهورا .
تمت تسمية " كينغ " عن طريق صديق العائله . وقد ولد عام 1855 , ونشأ في شيكاغو حيث كان والده يعمل وكيلا في شركة تحفظ الامتيازات و براءات الاختراع . وشجعه والده مع اخويه ليعملوا بأيديهم , كي يتعرفوا عن قرب طبيعة الاشياء وتركيبها حتى يتسنى لهم اكتشاف طرق تطويرها .
كانت عائلة جيليت على موعد مع كارثة فظيعة , عام 1871 عندما اندلع الحريق الشهير في شيكاغو واتى على كل ما تملكه العائله ووضعها في الحضيض, فانتقلت الى نـيويورك حيث تعلم كينغ جيليت تجارة البضائع المعدنية و الحديدية والخردة .
عندما اصبح عمر كينغ جيليت 21 عاما كان قد اصبح قائدا جيدا ومتمرسا , لكنه لم يكن مجرد بائع , ولأنه محب لـلإبتكار كان يقم بتلحـيم المواد المعدنية ويطورها , فحصل على براءات اختراع كثيرة لإبتكارات بسيطة جدا في توصيل الاسلاك الكهربائية , ولكنها لم تؤمن اموالا تذكر.
يقول جيليت " لقد جلبت الاختراعات البسيطة اموالا لغيري , واستفاد منها غيري , ونادرا ماكنت استفيد منها . وكان السبب الرئيسي لتسويق هذه الافكرا , وبالكاد كان وقتي يكفيني لأسافر من مدينة لبينة لبيع الخردة " .
في عام 1891 كان قد بلغ عمر كينغ جيليت 26 سنة , وكان قد تزوج ورزق بطفل . وقد تقدم بطلب لوظيفة بائع Baltimore Seal Co , وتم قبوله كمندوب مبيعات , ومنطقة عمله نيويورك و انكلترا .
ساعادت هذه الوظيفة جيليت كثيرا , حيث ان رئيس الشركة واسمه وليام بنتر مبتكر ممتاز , وكان هو الذي اخترع وطور سدادات الزجاجات المكونة من الفلين المغطى بالقصدير , والتي كانت تغلق اي زجاجة بسهولة واحكام , واستفاد منها مصنعوا المرطبات بخاصة . وقد نجح هذا الاختراع كثيرا , حتى ان الشركة غيرت اسمها الى " كراون كورك اند سيل كومباني "واصبح اختراع بنتر بعد فترة بسيطة السداد المعتمد في هذه الصناعة وجعلت منه رجلا ثريا . و في سنة واحدة جلب هذا الاختراع اكثر من350 الف دولار كعائدات على حقوق الامتياز .
ولأن المثل يقول " الطيور على اشكلها تقع " وحيث ان لدى هذين المبدعين رغبة جامحة و دائمة لـلإبتكار و الاختراع , توطدت العلاقة مابين كينغ جيليت و وليام بنتر , واصبحا صديقين حميمين , وكانت اغلب محادثاتهما وحواراتهما تتركز على كيفية تطوير اشياء مفيدة واشياء جديدة .
وفي احدى المرات , وخلال حوار قدم وليام نصيحة الى جيليت لاتقدر بثمن وغيرت حياته , عندما قال له " كينغ , انت دائم التفكير والابتكار , ولكن لماذا لا تفكر باختراع شيء شبيه لسد الفلين, عندما يستعملها المرء مرة واحدة لا يستطيع استعمال نفس المنتج نفسه مرة ثانية , لأنها سترمى بعد استعمالها لمرة واحدة , وفي كل مرة يعود اليك الزبائن ثانية طالبين المزيد , وتكون قد رفعت نسبة ارباحك وبنيت اساسا صلبا لمستقبل مشرق ".
اجابه كينغ مستفسرا :" لكن ماهو عدد الاشياء التي تتشابه مع الفلين , الدبابيس الابر؟ رد عليه بنتر :"لا ادري , ولا اعتقد انك ستخترع كسدة فلين , لكنك لن تخسر شيئا اذا فكرت في هذا الاتجاه كثيرا . ويعترف بأن كلام بنتر اصبح هاجسه الاساسي , وكان يقضي الساعات الطويله يبحث عن الافكار ثم يرفضها بعد دقائق من التفكير بها .
كان يكتب كل يوم لائحة بأشياء يمكن تطويرها ورميها بعد اول استعمال لها , لكن الفكرة التي كان يبحث عنها لم تأت بسهولة وعندما اتت كانت كوميض البرق .
في صباح ذات يوم من عام 1895 عندما كان جيليت البائع المجول يهم بالحلاقة , وكانت امرا مضنيا ومرهقا لملايين الرجال , بخاصة انها تتم بموس طوله 3 انشات , وتشكل خطرا على جلد الوجه والذقن , يقول جيليت عن هذه اللحظات :" كان عقلي كالقناص يحاول تحويل كل مايراه الى فرصة لتحقيق ماقاله لي بنتر . وبينما كنت احلق , كنت احس بأن موس الحلاقة بليدة وبطيئة وكانت بحاجة الى حلاق او حداد . وبينما كنت اقف و الموس في يدي وانظر بهدوء كما ينظر تاعصفور الى بيته , كانت شفره شفرة جيليت الامنة وسهلة الاستعمال قد ولدت . ورأيت كل شيء في هذه اللحظة . وسمعت مئات الاسئله في ذهني تسأل وتجاوب عن نفسها بسرعة كالحلم ".
يتبع ... ارجوا عدم الرد