( ثَوفَ )
رافقته اللثغة منذ الصغر و طار من قاموسه حرفٌ مهمّ، فصار يُخرج حرفي (السين و الثاء ) من مخرج واحد؛ يقول مثلا : ثوف أكون ثريّـا .

و صار بالفعل غنيا ذائع الصيت ، لكنه عجز عن التخلص من لثغته . فاستبدّ به الحزن . لا لفشل في مسيرة حياته و لا تخوّفا من عدم الفوز بمقعد نيابي ، بل لأنه – بعد فوزه في الانتخابات – سيظلّ عاجزا عن عن النطق بحرف (السين ).

( انضباط )


كان جنديا منضبطا جدا ، يؤدّي التحية العسكرية لقائده بعزم و قوة ، يخبط الأرض بقدمه قائلا : حاضر سيّدي .

صار الجندي وزيرا للخارجية بقدرة قادر ، و لما وقف أمام وزير خارجية الدولة الأعظم ،ارتكب هفوة بسيطة أضحكت ملايين البشر : خبط بقدمه الأرض بقوة قائلا : حاضر سيّدنا .



( لا قبل و لا بعد )


كان يمكن لصرختها المدوّية أن تعلن قدومها إلى الحياة قبل الحاجز العسكري أو بعده، لكنها كزهرة برّية انبثقت من رحم أمّها عند الحاجز تماما ، معلنة قهر صمت الانتظار الطويل الطويل.

و بعد عشرين عاما ، كان يمكن لدويّ انفجارها أن يعلن عودتها الى الالتحام بجسد الأرض، قبل الحاجز العسكري أو بعده؛ إلا أنها نجحت في توقيت الزمان و المكان .

سعيد أبو نعسة