بعد أن أضاع لقب كأس دوري خادم الحرمين الشريفين
التغييرات العناصرية والإدارية وبقاء الجهاز الفني كفيلان باستعادة الشباب للقبه المفقود

الهلال والشباب في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي
الرياض: سعد السبيعي
خسر الفريق الكروي الأول بنادي الشباب لقب دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم الذي كان بصحبته لموسم كامل وكاد أن يستمر بهذه الصحبة لموسم آخر, لولا أن القدر أراد إلا أن يكون بأحضان ناد بديل ليهنأ به كما فعل الليث الأبيض ليس لمرة واحدة وإنما لعدة مرات.
الفريق الشبابي وهو يخسر اللقب كسب تقدير المتابعين للقاء النهائي, وهي حالة نادرة أن تجد الجميع يشيدون بالخاسر -على أقل تقدير- مادام البطل قد أخذ كل شيء أوله الذهب.
السؤال الذي يتردد في أذهان محبي الليث الأبيض عقب هذه الخسارة:
* كيف يستطيع الفريق الشبابي استعادة لقبه المفقود؟.
- والإجابة السريعة تقول بقدرة الليث الأبيض على ذلك وعطفا على ما قدمه لاعبوه المتميزون هذا الموسم وما قبله, لكن التحليل سيكون على النحو التالي:
التغييرات الإدارية: عامل مساعد ومحفز
هناك من انتقد مسألة الإعلان عن التجديد الإداري قبل المباراة النهائية, لكن تبقى وجهة نظر لا أكثر ولا أقل, غير أنها في الواقع لما بعد النهائي ستكون بالتأكيد عاملاً مساعداً بل ومحفزاً للفريق الشبابي الخاسر للقب الأكبر في الكرة السعودية بأن تكون معالجة هذه الخسارة وفقدان اللقب تتم برؤية وتصور رجالات جدد على العمل الإداري الشبابي وليسوا بجدد على محبة الشباب والتضحية من أجله، فالكل يجمعون على خدمة الكيان الأعرق بالمنطقة الوسطى وشيخ الأندية السعودية, وأدوات هذه المعالجة ستحمل آلية عمل مختلفة عن آلية عمل الجهاز الإداري السابق.
وفي العرف الإداري ونظريات علم الإدارة يقال بأن التغيير يجلب شيئا جديدا ويستطيع خلق ظروف تنقل العمل من مرحلة "إخفاق" إلى مرحلة "نجاح" وهو هدف كل تغييرات تتم على مستوى الرياضة أو غيرها.
إن مجيء عقلية إدارية كرجل الأعمال والمشرف السابق على الفريق الكروي الأول بنادي الحزم الصاعد هذا العام إلى مصاف أندية الدوري الممتاز خالد البلطان, لاشك سيضيف على العمل الراسخ بهذا النادي منذ سنوات، وبمعرفته لمواطن الخلل - على قلتها - لتفاديها و تعزيز مواطن التميز بالنادي عموما وللفريق الكروي الأول خصوصا كونه أتى رئيسا لناد وليس لفريق كرة القدم بالنادي كما هو حال الأندية الأخرى. ومطالب الرئيس الجديد بأن يستعين بذوي التخصصات والمؤهلين في متطلبات العمل الإداري بالأندية بعيدا عن الإجتهادات الشخصية التي قد تحرج عمله في نهاية المطاف.
ولقد بدأنا بالإدارة في تحليلنا لأن أي نجاح منتظر لا بد وأن تقف وراءه إدارة منظمة و أعضاء أكفاء قادرون على القيام بالمهام على الوجه المطلوب.
التغييرات العناصرية
أتفق مع من يساند الاستقرار الفني والعناصري سواء لفريق أو منتخب, وعلى هذا الأساس أضم صوتي مع من سيطالب الإدارة الشبابية بالمحافظة على العناصر التي حازت الصدارة هذا الموسم عن جدارة واستحقاق وبفارق نقطي مقنع, وعدم التفريط بأي عنصر من العناصر المتوفرة في الوقت الحاضر, إلى جانب ذلك, لابد أن تتعامل الإدارة الشبابية مع هذا المبدأ بمرونة وموضوعية، كيف؟.
المحافظة على العناصر ولا يعني هذا بحال من الأحوال عدم "التدعيم" بعناصر أخرى تمنح الجهاز الفني فرصة إيجاد خيارات متجددة أمامه تساعده على مجاراة متاعب موسم طويل ومضن, وتستطيع تحفيز اللاعبين بالمنافسة على المراكز الأولى, لا أن تبقى هذه المراكز رهن مستوى لاعب أيا كان.
وبالنظر لمراكز الفريق الكروي الأول بنادي الشباب و تتبع أدائها نجد أن الفريق في حاجة ماسة إلى تدعيم سريع لمركز حراسة المرمى بلاعب آخر إلى جانب سعيد الحربي المجتهد والذي يحاول بحسب إمكانياته تقديم أفضل ما لديه لكن تبقى الحاجة لحارس مرمى يدعم الفريق الموسم المقبل بحكم الضرورة, ولا يمكن لأحد بأن يقول بأن الحربي لم يقع في أخطاء فادحة كهدف كماتشو في النهائي الذي جاء في غفلة منه لا تغتفر، ومركز الحراسة ليس هو المركز الوحيد الذي ينتظر التدعيم من الإدارة الجديدة, فالفريق يحتاج إلى منظم للعب الدفاعي ويستطيع أن يضبط إيقاعه جيدا من الخلف وهو ما يعرف في الكرة الحديثة بـ "الليبرو" لأنه متى غاب هذا النوع عن أي فريق أو منتخب كروي فعلى نتائجه السلام وبالذات في اللقاءات الحاسمة كالنهائيات.
وبالنسبة للاعبين غير السعوديين لابد للإدارة الشبابية الجديدة أن تتعامل مع هذا الملف الحساس وفق معطيات كل عنصر وتقدير جدوى الاستمرار من عدمه, والتركيز على عطائهم في اللقاءات الحاسمة على وجه التحديد لأنها المحصلة الحقيقية لهذا اللاعب, أما المباريات العادية فالكل يمكنه التألق فيها وإبراز قدرات معينة وربما غير متوقعة, بيد أن المقياس الحقيقي أعود وأكرر هو اللقاءات الحاسمة, وما حالة لاعب الشباب جودوين أترام بمقارنة نظيره كماتشو بالهلال إلا حالة مقارنة موضوعية، فأترام كان عبئاً ثقيلا على فريقه وكان وجوده مثل عدمه في المباراة النهائية, بينما نجد كماتشو رجل المباراة في لقاء قبل النهائي وحسمه لفريقه وكرر ما فعله في المباراة النهائية, هنا الفرق يتضح في حالة دراسة وتقييم اللاعب غير السعودي, وعلى هذا الأساس يجب أن يحاسب هذا اللاعب.
الجهاز الفني مميز
يستطيع المتابع لعمل المدرب الأرجنتيني لفريق الشباب دانييال روميو أن يمنح درجة مميزة لهذا المدرب على ما قدمه مع فريقه في نهائي مرحلة المربع الذهبي.
وعلى الرغم من كونه قدم والفريق يعيش حالة متقدمة فنيا باستلامه المهمة من المدرب السابق زي ماريو, إلا أن ذلك لا يبخس روميو حقه من الإشادة على ما قدم في الفترة التالية لعهد زي ماريو لقدرة الأرجنتيني على الإمساك فنيا وذهنيا على تركيز اللاعبين ولم يحدث أي هزة يمكن ملاحظتها على الفريق وكأن الفريق مستمر بجهاز واحد لم يتغير.
من السهل على أي مدرب أن يقنع المتابعين على تغيير حال الفريق في حالة استلامه زمام الأمور في حالة ترد وتراجع, لكن من الصعوبة بمكان أن تأتي وتحافظ على الفريق و تستمر به في مركز الصدارة من دون ارتباك للاعبين ولمنهج الفريق الأدائي ويلاحظ هؤلاء المتابعون أن بصمة المدرب الجديد موجودة وعززت قدرات اللاعبين والفريق ككل.
وعندما تتمكن الإدارة الشبابية الجديدة من تلبية مثل هذه التصورات والرؤى الفنية من "الوطن" و غيرها من المحللين الآخرين, تستطيع هذه الإدارة أن تقول بأنها قد وضعت يدها على معالجات عديدة للفريق الكروي الأول ستسهم بشكل كبير في إمكانية استعادة الليث الأبيض مجددا للقبه المفقود.