هذه قصة مختلفة
يشترك الاعضاء في تحديد مسارها ، وكل نهاية تختلف عن الأخرى .
====================================
البيت الواقع في طرف الحي الشرقي يختلف عن بقية البيوت ، حتى لونه الرمادي الباهت وحديقته التي تمتلئ
بالأشجار المتشابكه والنباتات الغريبة تجعل منه موضوع للتسلية ونشر القصص المرعبة والمخيفه .
الاطفال في الحي يتجنبون اللعب بجانبة فطالما سمعوا من آبائهم قصص الاشباح التي تخرج بعد غروب الشمس
لتخطف الاطفال الأشقياء الذين يواصلون اللعب حتى بعد مغيب الشمس .
ولكن نهار يوم السبت كان مختلفا عن بقية الايام ، حيث توقفت سيارة حمراء ونزل منها رجل في اواسط الثلاثينات من
العمر ذو قوام رياضي رشيق وتصحبه زوجته وأبنته التي تبلغ من العمر خمس سنوات .
حمل الرجل ابنته عاليا وهو يهتف بها :
- انظري يا لمياء ........ هذا بيتنا الجديد سوف تكون لكي غرفه جميلة فيه مليئة بالالعاب والزهور .
تعالت ضحكات لمياء وأبوها يرمي بها في الهواء ويلتقطها مرة أخرى .
تطلعت ام لمياء للبيت وأخذت تجول النظر في اركانه ثم قالت وخيبة الامل ترتسم على وجهها :
- هل هذا البيت الذي سنسكنه يا احمد ، انه اقرب لبيوت الاشباح والتي نشاهدها في التلفاز وكذلك حديقته يبدوا ان لا احد هذب الاشجار فيها منذ فترة طويله .
أنزل احمد ابنته لمياء على الارض وقال لزوجته وهو يحاول فتح بوابه البيت بالمفتاح :
- كيف تقولوين هذا الكلام عن بيتنا يا سوسن ، انتظري حتى نعيد دهانه وتنظيفه وترتيب الحديقه سوف يصبح قصرا بمعنى الكلمة ، وكذلك لا تنسي اننا حصلنا عليه بالمجان فلولا الموظف الحكومي الذي زارنا في شقتنا الصغيرة حاملا لنا الاخبار انني الوريث الوحيد لمالكه السابق والذي تصلني به قرابه بعيده لم اكن اعرفها في الاساس لكنا الآن لا زلنا في تلك البناية المكتضه بالسكان وكنتي لا تزالين تتشاجرين مع جارتنا ام عيسى والتي تحرص دائما على ازعاجنا برمي القمامة في الممر .
وقطع استرساله في الحديث صرخه من زوجته سوسن جعلته يلتفت اليها في تساؤل حيث التصقت بجسمة وهي تشير الى نافذة احدى الغرف في الطابق العلوي :
- احمد لقد لمحت ظلا اسود علىتلك النافذه .
دقق احمد النظر الى تلك النافذة والتي تشير اليها زوجته في رعب ثم ضحك بصوت عالي وقال :
- يالكي من جبانه يا سوسن انه غراب اسود ليس الا ........ ثم رمى نحوه بحصاة صغيرة ما لبث بعدها الغراب ان فرد جناحية وطار بعيدا وهو ينعق بصوت عالي .
ثم تابع وهو ينادي كلبهم الابيض من السياره :
- تعال هنا يا لاكي ........ ان سوسن في حاجة لك لحمايتها من الاشباح .
بان الحرج على وجه سوسن ولكمت زوجها في صدرها وقالت له :
- لا تسخر مني ... انت تعرف اني ارتعب حتى من فأر صغير .
وصل الكلب لاكي ودار حول لمياء الصغيرة واخذ يلعق يديها ويلعب معها وهي تضحك في سعاده .
وعندما كانت الاسرة الصغيرة تستعد لدخول البيت رأت شيخا عجوزا ينادي عليهم ثم يقترب من احمد ويقول له :
- مرحبا لا بد انك صاحب البيت , لقد ظل هذا البيت مقفلا منذ ان كنت في الاربعين من عمري بعد وفاة صاحبه السابق وتناقل سكان الحي تلك القصة المخيفه عن ظروف وفاة المالك السابق ، هل تريد سماع القصه يا سيدي .
ظهرت ملامح التملل على وجهه احمد من هذا المتطفل العجوز وتطلع لزوجته التي كانت تستمع لقصة الشيخ بأنتباه ..
والآن أيها القراء الاعزاء هل :
1 - يدخل احمد الى البيت ولا يستمع للقصة التي لا تعنيه في شئ .
2 - اما يلبي فضول سوسن لسماع قصة العجوز عن وفاة صاحب البيت السابق .