أثارت الصفقة التي كشفت عنها صحيفة الغاردبان البريطانية والتي تجري في الخفاء بين بريطانيا والسعودية استغراب الأوساط كافة خاصة في الوطن العربي فهذه الصفقة التي تضمنت شراء السعودية لأسلحة ومعدات بقيمة 71 مليار دولار تثير الإستغراب فعلاً . فما الذي ستصنعه المملكة بهذه الأسلحة ؟ ألم تشتري المملكة في السابق أسلحة بمبالغ كبيرة جداً ؟
عندما تم غزو الكويت عام 1990 لم تحرك المملكة ساكناً من أسلحتها المكدسة رغم وجود اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين ، ولم يكن لهذه الأسلحة دور في تحرير الكويت بل كل ما فعلته السعودية هو دعوة القوات الأمريكية وغيرها للدفاع عن العائلة المالكة واستعادة الكويت مقابل مبالغ فلكية أيضا ، فلماذا هذه الأسلحة وهذه الصفقات التي أهدرت ثروة شعب الجزيرة العربية ؟ ألم تخترق الطائرات الإسرائيلية عام 1981 الأجواء السعودية لضرب المفاعل العراقي فأين كانت أسلحة آل سعود ؟
هل يعقل أن تدفع هذه المليارات مقابل طرد معارضين لنظام آل سعود هربوا من القمع وأرادوا أن يقولوا كلمة حق أو يعبروا عن رأيهم ؟ هل يعقل أن تدفع هذه المليارات من أجل استئناف رحلات الخطوط البريطانية إلى السعودية حتى يقال إن المملكة تعيش في أمان ولا وجود للإرهاب فيها ؟ هل يعقل أن تدفع هذه المليارات مقابل إخراج أمير سعودي من التحقيق الجاري في بريطانيا في تهم رشوة وفساد ودعارة ؟
لقد جن جنون آل سعود بسبب سماع صوت معارض من لندن وفي سبيل ذلك يدفعون المليارات من ثروة شعب الجزيرة العربية ، لقد بلغ بهم الطغيان لدرجة لم يعودوا معها قادرين على سماع أي صوت معارض .. ولهم الحق في ذلك فهم طغاة وسراق ولم يعتادوا على من يعارضهم يقتلون ويسفكون الدماء وينهبون الثروات .. يمارسون المجون ، إنهم سفهاء فماذا ينتظر منهم ؟