" في البدء طرحت سؤالاً غبياً على نفسي، و ويل لمن يطرح الأسئلة الغبية ستأتيه الأخطاء الشائعة من تلقاء حمقه:
"ما المُلك الذي يملكه "المالك الحزين" لنطلق عليه مالك؟"، أو كما يحلو للبعض أن يراودوا المنطق عن إجابته:
" سبعة الكومي ليه تأكل مثل الولد في لعبة الباصرة؟".
"الحياة لعبة"، جملة معلبة قرأتها لأحد المفكرين المعاصرين، و وقفت عندها كثيراً، أحاول أن أفتح "علبة الساردين"، و لم أجد مفتاحاً سوى العودة لذلك المفكر، أساله الفتح، لعل فتحه يكون نصراً عظيماً يذكرني به إذا ما أنستني الفلسفة ذكر ربي.
و يجيبني: "إن الحياة لعبة شطرنج، قائمة على نقلات متتالية، لا قيمة لها إذا طعنك خصمك بـ"كش ملك" و لم تجد فرصة مراوغة واحدة.".
و أعلق تباً لهم، لا زال المفكرين يمارسون نقلاتهم المعلبة الجاهزة، حتى إذا ما طعنونا بـ"كش ملك" لم نجد فرصة لمراوغة. يوهموننا في النقلة الأولى: "أن علب الساردين خاصتهم عصارة تجربة"، و في النقل التالية يوهموننا: "أن الحكمة تجرع هذه العصارة بكل أريحية"، و في النقلة قبل الأخيرة يوهموننا: "أن الأريحية التي نشعر بها هي طعم الحرية التي ينشدونها"، و في النقلة الأخيرة، يتم الفتح/الطعن العظيم: "كش ملك"، ثم نكتشف أن حرية: "التفكير" الوظيفة التي خلق الله العقول لأجلها قد سلبها منا فلاسفة نصبوا أنفسهم "مفكرين عنا". و أن حرية: "القرار" الدلالة الأولى لنكون أحراراً قد سلبوها منا لحظة نصبوا أنفسهم "مفكرين في الأفضل لنا".
إن المفكر هو اللص الذي نجا من عقوبة القانون، حينما سرق وظيفة العقل، و سار في جنازة الميت يدر دموع التماسيح: "نحن نخاطب العقول، ونؤمن بإعمال العقل"، و أي عقل تركوه لنا، و هم يفكرون عنا، ويفكرون في الأفضل لنا.
إن المفكر كـ"سبعة كومي" في أوراق اللعب، مثلها مثل الأوراق العددية الأخرى، ملكت نفوذاً في لعبة "الباصرة" لأن العرف السائد/القانون السائد ينص على أن "تأكل كل الأوراق التي في الأرض"، مجرد قانون أعطاها الحق في "الأكل" و أغفل السؤال المهم، "ما الشيء الذي تملكه السبعة ولا تملكه الثمانية و أعطاها هذه القوة؟"، أو كما أحب أن أطرحه على نفسي:
"ما المُلك الذي يملكه "المالك الحزين" لنطلق عليه "مالك"؟...
سؤالاً غبياً أطرحه، لا أبغي منه إجابة لمعرفتي بأن الأخطاء الشائعة ستأتي من تلقاء حمقي،و سيأتي أحدهم و يعارضني، قائلاً:
"هذا مفكر، يملك عصارة فكر أكثر منا!".
و سأجيب هذا المعارض: " لا تجعل الطير يأكل من رأسك، أمتنع عن سقاية "ربك" خمر معتق بعصارة علب الساردين.".






























