( تايتنيك ... سفينة الأحلام الوردية)
بطبيعة الحال يتمنى المراهق والشاب أن يكون محل انظار الناس واعجابهم ، فان كان شابا تمنى ان يكون محل اعجاب الناس وخاصة الجنس الناعم ؛ المراهقات ، يحس بأنس وفرح يغمره ويفيض عليه ، يمشي وبسمات الكبرياء ترافقه وتزاحم شفتيه وهو يعلم ان الفتيات الجالسات في السوق يشرن إليه بالبنان .. كل واحدة منهن يطلبن الوصال والقرب ....
وان كانت النفس الإنسانية متمثلة في مراهقة صغيرة ، فهي تمشي كالحمامة وترفل في ثيابها كالسحابة ، وتحلق كالفردوس الحالم المفقود ، تتمنى أن تكون عنوان الحفلة ، وعروس الزفة ، تتمنى أن يكون الكل ينظر اليها الكل يطلب يدها الكل يجاهد من اجل ارضائها ...
هذا جزء من تفكير المراهقين وهو أيضا جزء من هموم الشاب الذي يستقبل الحياة رغبة في احتلال مكانة مناسبة بين أفراد النواع الإنساني ، هذا هو ما يعرف بحب ابراز الذات وتكوين الشخصية المستقلة عند المراهقين ، كما هو أيضا عند الطفل ؛ فالطفل يحب التملك ... التملك المادي المحسوس أو التملك العاطفي والروحي .
نعود الى موضوعنا الرئيس وهو فيلم " تايتنك " الضارب للأرقام القياسية..
والذي احدث في نفوس المراهقين وغيرهم ثورة من الأحاسيس الغير منضبطة والعارمة والتي أدت الى ظهور مرض نفسي خطير يعرف باسم ( تيتانكتس)!
ذلك المرض الذي كان أول من كشف النقاب عنه البروفيسور (جوناثان فريمان ) استاذ علم النفس في احدى جامعات امريكا ، والذي وصف هذا المرض بالمستعصي الذي لم يتوصل بعد إلى علاجه!
حلات مذهلة تجري على مشاهدي هذا الفيلم .. بكاء ... دموع ... نحيب ... واستنفار غير عادي للعواطف والأحاسيس والغير منضبط بمستوى معين !
كل هذا يدلل على جفاف المشاعر الإنسانية والعواطف الصادقة بسبب صقيع المادة ، وانشغال الإنسان بالتفكير الجاف المقحل من العواطف والأحاسيس ، مما سبب ثورة بل انهيار لهذه العواطف عند مشاهدتها لمواقف رومانسية خيالية مبالغ فيها ، تفتقد جزء كبير منها حياة الغرب !
نعود الى الوراء لنعرف جزءا من قصة هذا الفيلم العجيب .
ففي بداية القرن التاسع عشر كانت الأمبراطورية الإنجليزية لا تزال تلك الدولة العظمى والتي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس .
وكان امبراطورها ذلك الوقت رجل اخذت منه الكبرياء حضها ، وكانت بريطانيا ذلك الوقت تعد في مقدمة الدول في مجال الملاحة البحرية ، فاراد الملك صنع سفينة جبارة ، لا مثيل لها ، لم يصنع من قبل ولا من بعد مثلها ، سفينة لم يخلق مثلها في البلاد ، سفينة الكل يسمع بها حتى يدخل الخوف في قلوب اعداء بريطانيا من الأوروبيين وغيرهم.
امرالملك بالشروع بصناعة السفينة واطلق عليها اسم (تايتنك) وقال :
( أريد سفينة لا تغرق ... سفينة تقهر إرادة الله والأقدار !)
وفعلا صممت السفينة كي لا تعرف الغرق بل اذا غرت الارض لا تغرق هذه السفينة .
صممت هذا السفينة بعد ان انهكت الدولة تكاليفها الباهضة ، ووضع فيها من كل جواهر وتحف العالم الشيء الكثير!
وبدأ العد التنازلي لرحلة هذه السفينة من بريطانيا الى الولايات المتحدة الأمريكية.
اختير لقيادتها القبطان الشهير والذي امضى اكثر من اربعين سنة في الملاحة البحرية دونما حوادث انه القبطان ( سميث) واختير افضل طاقم عالمي لقيادتها .
سعة هذه السفينة (2200-2500) راكب كان من بينهم ألف راكب من اشهر اغنياء العالم .
ابحرت السفينة قاهرة الرب والأقدار بسرعة هائلة لتثبت للعالم عظمة الإنسان القاهر!
وفي احد الأيام وفي الليل والسفينة في اقصى سرعتها ...
ولكن لا احد يحس بذلك لعظمتها...
في الليل كان معظم أهل السفينة في الملاهي الليلية ...
يشربون الخمور ويتعاطون الفواحش.....!
هدأ الأطلنطي على غير عادته ، فقد كان دائم الهياج !
إن الأقدار تخبأ شيئا تحت جلبابها للإنسان المغرور ..
في لحظة مقدرة ترتطم السفينة في جبل من جبال الجليد فيحدث في اسفلها ثقب عظيم تسرب الماء من خلاله الى السفينة ...
هدء أهل السفينة وتوقفوا عن الشراب ..!
ولكن الملاحين اخبروهم بأن السفينة بخير وان العطل بسيط فرجعوا الى فسقهم ودعارتهم ولم يعلموا أنهم وقاهرة (أو عاهرة) الأقدار سيكونوا بعد ساعتين في قعرالمحيط الاطلنطي !
في البحر المظلم المتجمد تحت عمق عدة كيلو مترات...
في ظلام رهيب ، وهدوأ مهيب ...
الصمت يعلن ان القبطان هناك في بحر الظلمات هو الموت ....
ليردد في بقايا السفينة الممزقة ومن حولها صدى : لمن الملك اليوم ؟
لمن الملك اليوم ؟
لمن القهر والغلبة ؟؟
فيجاوب البحر الصامت المتجمد !!!
لله الواحد القهار.........
غرقت هذه السفينة الخرقاء سنة (1912) ميلادية الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل مات منهم (1500) ونجى البقية .
(الحصاد - ريك جوينر / ص 159)
مرت حادثة تيتانيك بعنف ولكنها سرعان ماذهبت ادراج الرياح ... وقد أعيد إكتشافها عام (1985)
ولكن الغرب البراغماتي (النفعي المادي) لم يضيع هذا السيناريو المربح فانتج خمسة افلام تحمل قصة ومأساة (السفينة) كان اخرها الفيلم ( تايتنك ) .
بطولة :
جاك (ليناردو ديكابوريو )
روز ( كيت ونسلتون )
اخراج (كاميرون)
تكلف هذا الفيلم (200) مليون دولار... وحقق بعد عرضه أكثر من ( مليار) دولار.
ليوناردو هو ذلك الشاب ذو الوجه الطفولي البريء.
وروز هي تلك الشابة الغنية الجميلة.
قيل فيما قيل أن ليوناردوا قد خطف قلوب (14) مليون مراهقة ، صوره على حقائبهم وربطات شعورهم وساعاتهم وعلى ايديهم وارجلهم و ... و... !
حب وغرام جنوني !!!
ولكن هل هؤلاء الفتيات يعلمن حقيقة هذا الشاب ..!!
أيضا أن الجواب سيكون : كلا !
فعلاوة كونه يهودي ، فقد اجري مع اقرباءه وزملاءه مقابلة تكشف حقيقته .
يقول بعض زملاؤه عنه :
من المؤسف حقا أن يشتهر أنسان حقير مثل ليوناردو!!
انه انسان حقير ونذل ومادي انك الان لا تستطيع ان تصافحه ، لأن لديه تسعة من البوديقار (حرس شخصي) واذا نجحت في اختراقهم ومددت يدك لتصافحه فوجئت ببصقه في وجهك واهال عليك من الشتائم المقذعة الشيء الكثير !!
وتقول إحدى المخرجات الأمريكيات :
من الخطأ أن يخرج ليوناردوا هذا كممثل للحب !
إنه أحقر من أن يمثل الشرف والحب والنزاهه !
عجيب !!
هل نعجب بعد ذلك من بعض الفتيات المسلمات كيف يعجبن بشخص مثل هذا !
الحقيقة أنهن لسن معجبات بالمضمون والجوهر بقدر ماهن معجبات بشكله الوسيم ...!
ولكن هل الشكل هو حقيقة الانسان ؟؟؟
الثعبان هو أنعم ملمس في الحيوانات ولكنه اخطرها واشدها قتلا.
فهل نحن في اخر الزمان الذي يصدق فيه الخائن ويكذب الامين ؟!
ويقدم الحقير ويؤخر العظيم !!!!
أليس من الأولى والأجدر أن تعجب الفتاة العاقلة بالعظماء و بأفعالهم لا باشكالهم ؟
أليس من الأعقل أن تنظر للجوهر وتتعدى المظهر ؟
هاهاههههههههههها
)لا تحتار يا سلفر لأني ولدت لأكون حراً.