إلى بنات الرياض : ماكل ما يعرف.... يُـقـال .
تمنيت وانا أضع عنوان هذا المقال ان كل ما يعرف يقال. ولكن هيهات . تركت أمنيتي فحاولت أن اتجرد في نقل صورة نقدية للرواية (بنات الرياض) ولكن هيهات فلم أجد رواية بل وجدت نقولات مقننة من مجموعات جنسية فضائحية تنتشر على الشبكة العنكبوتية.
الرواية نالت ضوءا غير مسبوقا على مستوى الرواية السعودية حتى مقدم الرواية الدكتور الوزير غازي القصيبي لم تنل رواياته وهي الأجدر لغة وفكرا وروائية ولو نصف هذا الضوء . ولو سأل سائل لماذا هذه الرواية بالتحديد حصلت على هذا الضوء والضجيج المؤيد والمضاد وماهي الأسباب التي جعلت هذه الرواية قضية حتى في المجالس والديوانيات ؟.
في نظري أن المسألة ليست علمانية وإسلامية فقط كما يصورها البعض . بل المسألة تعود لمقدم الرواية وعنوان الرواية وأيضا (إمكانية التشبيك) والأخيرة سأشرحها متأخرا في الموضوع . فالرواية تتحدث بشكل مقزز عن (بنات الرياض) وبالتحديد عن (بنات الطبقة المخملية ) وهي تشمل بنات الأغنياء والنافذين ورجال الأعمال وتنقل الحياة التي يعشنها بنات هذه الطبقة والتنقل بين دولة ودولة ومن علاقة إلى علاقة وكيف يتعاطين المشروبات الكحولية وكيف يتفاخرن في معرفة أنواعها وكيف يمارسن الشذوذ أحيانا وكيف يشترين مستلزمات زواجهن وما إلى ذلك؟. وتسوق الموضوع بشكل رذيلي مقزز ومقرف ومعمم على الجميع ليأتي وزير دولة وفي منصب رسمي ليشهد وبسنوات عمره أن هذه هي حقيقة بناته وبنات زملاءه وبنات (الطبقة المخملية) وأنهن هكذا وأن هذه الأمثلة تدل عليهن بشكلهن العام بل ويحرض (بنات الطبقات المتوسطة والفقيرة ) على قراءة هذه الرواية . ومن هنا فالقسمة حول الرواية مادية وليست فكرية . فمثلا عبدالله بن بخيت وهو تابع للقطيع العلماني وليس علماني في الحقيقة بل (غزلنجي منتف) يقف موقف الضد من هذه الرواية ويهاجمها وفي هجومه عليها اشار وعن بعد ان الرواية كتبت لرجاء الصانع وان رجاء الصانع مجرد واجهة للفكرة الروائية وقد أوافقه وقد أختلف معه في ذلك لإلتقائي معه في (منتف) وأيضا في وضوح التعديلات على الرواية والإنتقائية في شخصياتها وتوزيع الأدوار المقنن والمتقن بينما الفراغ والضعف يكمن في الصياغة والأسلوب والفكرة . بمعنى أن الرواية متقنة في الوصول إلى هدف معين وفي وضع الهيكل العام لكنها ضعيفة وركيكة فيما تبقى .
قبل أن أصل إلى علاقة أسرتي الصانع والقصيبي لنذهب نحو الرواية وكيف كتبت من وجهة نظري . الرواية جمعت صفحاتها وكلماتها من قبل الدكتورة رجاء الصانع وقد جمعتها من حياتها التي تعيشها ومن علاقاتها وتجاربها الغرامية المتعددة ومحادثاتها على المسنجر و(أسرار) صديقاتها وأيضا من بعض (مجموعات الفضائح الجنسية ) وهي مجموعات يقوم المشتركين فيها بإرسال قصصهم ويدعون انها واقعيه وقد نقلت منها وبإعترافها في اللقاءات التلفزيونية التي أجريت معها . وبعد جمعها عرضتها على قريبها (الدكتور غازي القصيبي ) والذي قام بتعديلها وذلك بصناعة هيكل إنتقائي وشخصيات رئيسية ممنطقة ومعينة لبعض المناطق ومن إطلع على شخصيات رواية (شقة الحرية) للدكتور القصيبي يجد نفس الرسم الهيكلي للرواية . وبعدها تم تحويل العنوان من (بنات الشلة ) أي شلة صاحبة الرواية إلى عنوان مبهرج وعام وهو (بنات الرياض) وتم إقحام أغنية قديمة للفنان عبدالمجيد عبدالله في النص الروائي للقول أن العنوان أتى سابقا لهيكل الرواية ولم يكن وليد التعديل الهيكلي للرواية . الروائية رجاء الصانع تكذب وتقول أنها لمدة ثلاثة اشهر وهي تحاول إيصال الرواية لغازي القصيبي وهذا كلام غير صحيح فليس هناك ذهاب إلى غازي بل زيارة من غازي لأسرة الفتاة ليطلع على الرواية ومن ثم تبدأ رحلة التعديل والعمل المشترك على الرواية . وغازي القصيبي وزير أكثر من اربع وزارات وسفير لدولتين وعمره يقارب السبعين وليس خبا أو غبيا او ينقصه العقل ليقوم بتمرير رواية ضعيفة روائيا ولغة واسلوبا ولفتاة لم تبلغ سن الرشد الحقيقي ولا تتورع عن نشر سيرتها الجنسية وسيرة صديقاتها على المستوى العربي . بل هدف غازي القصيبي هو تمرير عملية (التنوير السياسي) من خلال ما يستطيع ان يسميه (التنوير الإجتماعي) وهو ما عجز عن تمريره سابقا في حياة الشيخ إبن باز والذي تصدى له على المستوى الشخصي وابعده عن محاولة نقل ثقافته (الشيوعية ) سابقا و(العلمانية ) لاحقا وتمريرها إلى الوسط الإجتماعي السعودي. هذه الثقافات التي لم يحجبها عن الظهور حتى النزعة الحكومية والكرسي الحكومي في عقلية إبن شقة الحرية الثائر .
أيضا غازي القصيبي يريد من خلال هذه الرواية قياس ردة الفعل السياسية والرسمية السعودية على تصرفات التيار العلماني والتنويري والسعوأمريكي . وجس نبض للملك عبدالله تحديدا ومحاولة شرح لمعنى كلمة (الإصلاح) التي اعلن الملك عبدالله عن تبنيها . وتباشير هذا جعلت تركي الحمد من الجهة الأخرى وبعد وفاة الملك فهد رحمه الله مباشرة أن يقول (الان بدأت عملية الإصلاح) وهو يعني هنا الإصلاح بالطريقة العلمانية والسعوامريكية ليهتف له عبدالله الغذامي من الجهة الأخرى بأن هذه الرواية رواية عظيمة ورواية مشجعة وانها (بداية الطريق في الإصلاح ) . وهنا لا بد أن نسأل . ما دخل رواية لفتاة تنقل سيرتها الجنسية وعلاقاتها الغرامية وسيرة صديقاتها الجنسية والغرامية بإصلاح دولة وأمة مثل السعودية ؟. وبعدها كيف لعبدالله الغذامي ان يمتدح رواية لم يطلع عليها بينما يقول عنه الأستاذ سعيد سريحي (لا يعجبه شيء ولا يعجبه أحد ولو لم يجد إلا نفسه لقام بنقدها والتقليل منها ) عبدالله الغذامي الذي لا يعرف الدكتور عوض القرني وهو الند الأول للحداثة السعودية وينتقد سعيد سريحي والذي أختلف مع توجهه ولكنه أستاذ بكل ما تعنيه كلمة استاذ في فنه بينما رواية مسلوبة فكرا ولغة ومنهجا ونسقا روائيا تنال تصفيقه وتصفيقه المريب ليضعها (دستورا) ونقطة اولى في بداية (الإصلاح ) في السعودية . حين يقول تركي الحمد آلان بدأ الإصلاح بعد وفاة الملك فهد فهذا يعني ان الملك فهد كان عقبة في وجه الإصلاح العلماني زالت بوفاته رحمه الله . ولكن ماهي العقبة التي ازاحتها بنات الرياض ليقول عنها كذلك الدكتور عبدالله الغذامي .؟ وايضا ماهو المحرض الذي وجده غازي في سيرة قريبته الجنسية وعلاقاتها الغرامية ليحرض البسطاء والفقراء على قراءة هذه الرواية الساقطة ؟.
عائلة القصيبي عائلة كبيرة وذات نفوذ يسبق الحكم السعودي وأسرة تجارة منذ زمن وتجارتها جعلتها تتوزع بين البحرين وبين الأحساء وغازي من أسرة عاشت في البحرين. بينما أسرة الصانع اسرة كويتية الاصل وقد قدمت للكويت من (الزبير) . وهنا لكي لا يحدث خلط فهناك أسر وعوائل بعد تعرض مناطق عريضة في نجد إلى مجاعة إنتقلت قسرا إلى الزبير وكثير منها لم تعد إلى منطقتها الأصل بل إنتقلت إلى مناطق أخرى خارج نجد وخصوصا المنطقة الشرقية والكويت وغيرها . وقد خالط هذه الأسر الراحلة من نجد بعض الخلطاء وبعض الهجائن وساد فساد مريب وإنتشرت المراقص والمواخير في الزبير بعد الهجرة الكبيرة وكانت الزبير إستراحة (ترفيهية) للقوافل الذاهبة والعائدة بين العراق ومكة مرورا بمناطق معينة في نجد . وهذا يعني ان هناك أسر كثيرة نشأت في الزبير وكانت بدايتها هناك ومنها أسرة الصانع التي إنتقلت إلى الكويت فيما وعمل رجالها في التجارة ..... . ومن هنا لنبحث عن الرباط بين الأسرتين . الرباط رباط تجاري ومصالح تجارية بعدها تحولت التجارة إلى نسب ولعل من أشهر علاقات النسب بين الأسرتين هو زواج إبنة الشيخ عبدالعزيز القصيبي رحمه الله برجل الأعمال السعودي الكويتي الأصل المضيف السابق في طيران الكويت معن الصانع مالك مستشفيات سعد الطبية في المنطقة الشرقية .
بنات الرياض هي خط الوصل الثالث بعد النسب والتجارة التي تربط بين الاسرتين . ولأن عقلاء الأسرتين قد طوتهم القبور ولم يبق منهم احد وتسنم مشيخة الأسرتين الدكتور القصيبي فلعل له نظرة أخرى وذلك بإبراز ما يرى انه مواهب تغري من يدعمها وإستغلالها أيضا على نواحي متعددة . فمن تجرؤ على أن تقول للملأ وبشكل رسمي ان لها صديق ولها اكثر من علاقة غير ناجحة ومن تقول انها مارست الجنس مع صديقها هذا ومع صديقها ذاك ومن لا تترد في البوح بما يحدث على أسرة الغرام وتتوهم ان لديها موهبة في الجراة بالبوح (ببلاويها) فلا يمنع إستغلالها ليكون من خلالها جس نبض على جهة ويعلم الله ماهو المقابل الوهمي للمقدمة والدعاية التي قدمها وزير الدولة لفتاة لا تملك شيئا سوى جسدها والجرأة على الهروب من علاقة غرامية هنا إلى علاقة غرامية هناك وايضا شرب الكحول للخروج من المآزق النفسية لعلاقاتها .
لست ضد العمل الإبداعي بشتى انواعه وقد أغض الطرف بشكل شخصي عن بعض التجاوزات تحت نشوة الإحتفاء بالإبداع . وبالعكس أجد نفسي متعاطفا وبشدة مع أي تجربة إبداعية نسائية سعودية وأتمنى ان تنال من الضوء ما تستحق . ولكن بكل صراحة أن وسط الضوء موبوء للمرأة السعودية وخروج فقاعات نسوية بشكل صارخ ومن ثم إزاحة القناع والكشف عن شخصية ضعيفة ومهزوزة وغير مرتبطه بما تطرحه أو حينما يكون العمل الحاصل على الضوء عبارة عن سيرة جنسية فضائحية لمتسولة على أبواب الإبداع في ثياب رذيلية ساقطة ليجعل علامات الإستفهام تكبر وتكبر مع علم مسبق عن وبائية الوسط الإعلامي السعودي. ولي على ذلك أمثلة وتساؤولات .
كثير من الكتاب هنا وفي الصحافة لا يعرفون إسم الكاتبة الصحفية الوالدة الكريمة الموقرة جهير المساعد علما ان الوالدة جهير المساعد تحترف الصحافة بأعمار الكثير من الكتاب والصحفيين وايضا كتاب الساحة العربية بما يزيد على 26 عام بينما لم تنل لا ضوءا ولا غيره ولم يعرفها احد إلا في السنوات القريبة بسبب (مماحكات فكرية) مع بعض التوجهات الفكرية في السعودية .
وفي نفس السياق نجد الدكتورة نورة السعد والدكتورة أميمة الجلاهمة لهن باع طويل فكريا وصحفيا ولكن لم يحصلن على الضوء والبهرجة إلا بسبب مقالات لهن كان الإعتراض عليها من قبل البيت الأبيض وتم إيقاف الثانية بينما الأولى تعرضت لهجوم لا نهاية له ووصل ببعضهم أن يتدخل في حياتها الشخصية وعن أسباب عدم زواجها حتى تأخر بها العمر مع العلم أن السؤال نفسه يفيد ان هؤلاء لا يعرفون عن حياة الدكتورة السعد شيئا وإنما الغرض فقط الهجوم على شخصها . جهير المساعد والسعد والجلاهمة يراوحن مكانهن بعيدا عن الضوء الرسمي والمناصب الرسمية ولم يعرفن إلا من خلال حملات مضادة لهن والسبب أنهن جميعا لم يقدمن أي تنازلات ولا يمكن لأيا كان أن يناقشهن فكريا على هواتفهن او ان تكون الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات والمقاهي مكانا يلتقين فيه بالناقدين والمعجبين وكتاب المقدمات وغيرهم .
بينما صحفية عندما كانت مرتبطة بزوج لم يعرفها أحد ولكن بمجرد الطلاق والإنفصال تحول عملها إلى منزلها إلى أن بلغ شانها ان تصبح إمراة منتخبة وذات منصب رئاسي في الصحافة السعودية . و صحفية قادمة من سوريا بين ليلة وضحاها أصبحت من سادة الصحافة السعودية وصحفية أخرى تنشر صورتها وإسمها مرفقا بمسمى اكاديمي لتصبح بين ليلة وضحاها من سيدات الصحافة وعبقرياتها . والسبب في هذه الضوء هو تنازلات وعبارة عن منافع ومصالح متبادلة . حتى (مسنجرها) حينما يدخله مراهق او صديق أو صاحب علاقة سابقة فتكون قضية صحفية سعودية يسلط عليها الضوء ويتبناها كتاب الأعمدة وتستحق الإتصالات التطمينية على الحالة النفسية للكاتبة.
لكي لا يتهمني أحد بالإنحياز إلى فكر معين . هذه الدكتورة أمل الطعيمي من منكم يعرف هذه الدكتورة ؟. هذه الدكتورة هي مديرة القسم النسائي في صحيفة اليوم السعودية . وهي قدرة إدارية جبارة وإنسانة محترمة في طريقة تعاملها وفي الميزان الإداري من ارقى الصحفيين وأفضلهم ولكن لأنها لا تتنازل ولم تتنازل عن شيء فلم تحصل على الضوء ولن تحصل عليه . وإن كنت اختلف معها فكريا جملة وتفصيلا ولكني أقولها بالفم الممتليء أن الدكتورة أمل الطعيمي أمرأة حرة لا تساوم على شرفها بحال من الأحوال كما يقوم بذلك عدد كبير من فقاعات الصحافة وفقاعات الشعر الشعبي النسوي في السعودية . ورواية بنات الرياض عبارة عن تنازلات وإبتزاز رخيص وعمليات (تشبيك) وصداقات غرامية وسذاجة فتاة جاهلة أستغلت بشتى الطرق من قبل تيارات متطرفة إقصائية غير نزيهة ولا تستطيع أن تطرح نفسها إلا في الأزمات سواءا التي تمر بالسعودية أو الشرق الأوسط .ولكن ليس كل ما يعرف يقال .
والسلام