السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذه الظروف الصعبة والمريرة التي يمر بها اسرانا البواسل
فلنكون المتضامنين والمؤيدين لقضيتهم العادلة وندعوا لهم بالحرية
فعلاً كل ماأتذكر الأسرى أبكي لحالهم
اللهم ثبتهم على الحق وفرج كربتهم
اللهم فك أسرهم
اللهم الهم عائلاتهم الصبــر
وهذه بعض القصص يرويها أهالي من استشهدوا وأسروا :
زوجة الشهيد ظريف العرعير - من سرايا القدس - تقول عن لحظات الفراغ التي تواجهها بعد فراق زوجها كان ظريف في رمضان الماضي بيننا وها نحن نبحث عنه اليوم فلا نجده , لقد تعودنا عليه عائدا من السوق يجهز معنا مائدة الافطار ويجمع بناتنا التسعة وابننا ليداعبهم قبل اذان المغرب واذا ما حل موعد الافطار سقى الجميع قبل ان يشرب واطعم الجميع قبل ان يأكل , وتشير الزوجة الصابرة الى ان تحاول الا تشعر الاطفال بتغير شيء فتصنع لهم ما كان يصنع ابوهم , لكن ما ان يرتفع اذان المعرب حتى تنهمر دموعنا جميعا وقد بقينا حول مائدة الطعام لا نستطيع ان نتذوق منها شيئا , تقول ان البنات كن دائما ينتظرن والدهن ان يأتيهن بفوانيس رمضان , كما ان يوسف -13 عاما - كان يصطجب اباه دائما الى المسجد . كان البيت ظريف مليئا بالذكريات في كل زاوية من زواياه وريح فقيده يشمها الاولاد بين ثنايا كل قطعة فيه .
اما ام حسني السرافيتي فكان لها مع كل رمضان حكاية , حكاية الصبر والالم , بدات مع الانتفاضة الاولى حيث فقدت ابنها شهيدا ولم يبلغ من العمر سبع سنوات , ومن بعدها بدأت ام حسني تنسج من ذكرياتها في كل رمضان مع ابنيها حسني وعلي حلما كان يكبر مع الايام ولكن الايام حولت حلم ام حسني الى كابوس يطاردها في كل زاوية من زوايا بيتها وكل حائط معلق عليه صور ابنيها , فقبل حوالي ثلاثة اعوام اعتقل ابنها علي -21 عاما- بتهمة الاعداد لعملية تفجير ضمن مجموعة لكتائب ابو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية وكان اخر مرة رأتها فيها في المستشفى التي كان يعالج فيها من شدة ما تعرض له من تعذيب .
وبعد اعتقال علي لم يبق معها الا حسني وابنتها الصغرى وجاءتها الضربة الثالثة كاشد ما تكون , فقد استشهد ابنها حسني الذي كان ناشطا في صفوف كتائب شهداء الاقصى قبل نحو سبعة شهور في قصف صاروخي حوله الى اشلاء , تقول ام حسني كان هو عيني التي ابصر من خلالها الدنيا وكان يأتيني دائما لالمس رأسه حين كان يشعر بصداع شديد ..كان حسني من ابر الناس بي واحبهم الى قلبي ولا املك الا ان ادعو الله له بالرحمة .
وتذكر ام حسني كيف كان ابنها يصاحبها دائما الى المسجد وينتظرها حتى تخرج من مصلى النساء ليعودا سويا الى البيت , وتذكر كيف انه كان يواظب على قراءة القرأن ويجلس دائما الى جوارها يعلمها الدين .
وتذكر ايضا كيف ان الناس كانوا يحدثونها عن ابنها الذي كان يأخذ من مال الاغنياء ليتصدق به على الفقراء وكيف كان يسعى بالصلح بين الناس وكيف كانوا يرونه وهو يرابط على الثغور , وترى ام حسني ان الناس يتحدثون عنه باجلال واحترام مما يخفف عني لكنه يزيدني شوقا ومحبة له , واذكر يوما في رمضان اغمي على من شدة المرض ولم يكن معه اجرة الطبيب او حتى اجرة ركوب سيارة , فلما استعدت وعيي وجدته قد احضر الطبيب واشترى الدواء فسألته : من اين ؟ فقال ودموعه تقطر من عينيه ( امي انا مستعد ان ابيع نفسي من اجلك ) ، ونترك ام حسني وهي لا تزال تتمثل صورة ابنها الشهيد وتنتظر ما تاتي به الايام القادمة .
الاسرى ايضا لهم في هذا الشهر باع طويل فهم الذين يعيشون اليوم والساعة واللحظة في الم ومعاناة , وغربة قد تمتد سنوات وسنوات . هو هناك خلف القضبان وهم في بيوتهم بانتظار ساعة فرج , وما بيبن هذه وتلك تاخذ الذكريات الاليمة طريقها.
عائلة الاسير خليل ابو علبة هي من احدى الاسر التي تعاني من الم الغربة وظلمة الفراق , فالاسير خليل يقبع في السجن منذ اربع سنوات مخلفا وراءه زوجته مع اولادها الستة , يسكنون في شقة في حي الشيخ رضوان بغزة.
تقول الزوجة : كانت حياتنا لا توصف خصوصا في شهر رمضان المبارك فزوجي خليل كان يخرج مع اولاده الى السوق ويعود محملا بما يقدره الله عليه ويجمعنا ساعة الافطار لتكون جلسة عائلية جميلة بكل معنى الكلمة وبعد الافطار يخرج للتنزه او لزيارة الارحام.
وتقول زوجته كان خليل ابا حنونا وعطوفا وكان يجب ان يجمع اولاده كل ليلة ليقص عليهم القصص والحكايات ..
اتذكر كيف كان يوقظ الجميع وقت السحور حتى الاطفال الذين لا يصومون لانه كان يحب ان يراهم دائما حوله , وتضيف لقد افتقده الاولاد كلهم الصغير والكبير , ولا مواساة لنا الا من الرسائل التي تصل منه كل شهرين وتشير الى ان ابنه محمد -16 عاما - كثيرا ما يفتقده ويشعر بحاجته اليه .
زوجة الاسير خليل تعد الايام بانتظار ان يمن الله على زوجها بالفرج وتحاول ان تصبر اولادها وتشعرهم بالثقة , لكن مشاعرها كثيرا ما تتغلب عليها حين تتذكر زوجها والسنوات الطويلة التي قضتها معه وتكثر امامها الاسئلة بدون جواب : يا ترى هل سيستطيع ان يعود ليتنزه مع اولاده بعد ان فقد ساقيه , وهل سيكون بامكانه ان يطعمهم بعد ان فقد ذراعه.
أختم ردي بهذه الصورة المأساوية
بارك الله فيك أخي EverIslam
لاتنسوا أسرانا
في أمان الله