الأسد استقبل مشعل: الانتخابات تعزز وحدة الفلسطينيين ....
مشعل : الاخوة في سوريا سعداء بنجاحنا وأن الفوز كسب لها....
إسرائيل تلوّح بالاغتيالات... وأميركا تهدد بالخنق المالي ...
رايس تحذر دمشق وطهران من تمويل حكومة حماس
شددت اسرائيل والولايات المتحدة ضغوطهما على حركة حماس وسعيهما الى فرض <<حصار>> اقتصادي عليها، فأكدت الاولى انها ستتوقف عن دفع الرسوم الجمركية التي تجبيها على البضائع المستوردة الى الضفة الغربية وقطاع غزة، للسلطة الفلسطينية، مهددة في الوقت ذاته ب<<تصفية>> قادة الحركة، فيما كررت الثانية انها ستقطع مساعداتها الى السلطة وطالبت الدول العربية والاوروبية بالقيام بالمثل، محذرة سوريا وإيران من محاولة ملء فراغ التمويل.
وشدد الرئيس بشار الاسد، خلال استقباله رئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل والوفد المرافق له فى قصر الروضة امس، على ان نتائج الانتخابات الفلسطينية <<ستعزز وحدة الفلسطينيين>> داعيا المجتمع الدولي الى <<التعامل مع ما افرزته الانتخابات باعتباره يمثل الشرعية الفلسطينية>>، فيما طالبت مصر بإعطاء حماس <<فرصة لإظهار نواياها>> وحثت الاتحاد الاوروبي على ان يستمر في تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان <<الحديث تناول نتائج الانتخابات التى جرت على الساحة الفلسطينية بنزاهة وديموقراطية شهدت لها جميع الاوساط في العالم>>، مضيفة ان الاسد <<هنأ مشعل بالفوز الذي حققته حركة حماس>>. وتابعت ان الرئيس السوري <<اكد ان نتائج هذه الانتخابات ستعزز وحدة الفلسطينيين>>.
وأوضحت <<سانا>> انه <<جرى خلال اللقاء التأكيد على احترام ارادة الشعب الفلسطيني التي عبر عنها عبر صناديق الاقتراع ودعوة مختلف الاطراف العربية والاقليمية والدولية الى احترام هذه الارادة والتعامل مع
ما افرزته الانتخابات باعتباره يمثل الشرعية الفلسطينية>>.
وكان مشعل قد رأى، في مؤتمر صحافي في دمشق امس الاول، ان <<الاخوة في سوريا سعداء بنجاحنا وأن الفوز كسب لها>>، معتبرا ان <<اولى حلقات الحصار والعزلة فكت عن سوريا>>. وتابع <<نحن شركاء لسوريا، وجبهة الممانعة والصمود تتعزز>>.
ولم تخف الصحف السورية تصريحات مشعل كما كان يجري سابقا، بل نشرتها في صدر صفحاتها الأولى، وبدا واضحا منذ لحظة إعلان الفوز الخميس الماضي، أن دمشق أعلنت لنفسها شريكا فلسطينيا جديدا طالما <<لامتها>> بعض العواصم العربية والأجنبية على استضافته على أراضيها.
وأعلنت حماس ان مشعل تلقى، امس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد <<هنأه فيه على فوز حماس>> مؤكداً <<احترام الجمهورية الإسلامية لإرادة الشعب الفلسطيني>>. أضاف البيان أن نجاد شدد <<على أهمية فوز حركة حماس وتأثيره على مجرى الصراع مع العدو الصهيوني>> كما أكد على <<وقوف إيران إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم صموده>>.
إسرائيل
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بالوكالة ايهود اولمرت، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل اثر لقائهما في القدس المحتلة امس، ان اسرائيل ستتوقف عن دفع الرسوم الجمركية التي تجبيها على البضائع المستوردة الى الضفة الغربية وقطاع غزة، للسلطة الفلسطينية، وتتراوح بين 40 و50 مليون دولار شهريا، اذا شكلت حماس الحكومة الفلسطينية. وأوضح اولمرت ان <<لا نية>> لاسرائيل لتمويل مجموعات ارهابية.
وأوضح اولمرت <<اتفقنا على المبادئ التي ينبغي ان توجه المجتمع الدولي في علاقاته المستقبلية مع السلطة الفلسطينية>>، مضيفا <<نعتقد انه يستحيل التفاوض مع منظمات او حكومات متورطة في الارهاب وترفض الاعتراف بدولة اسرائيل>>. وتابع <<اقدر فعلا هذه المقاربة المشتركة التي تتقاسمها الدول الاوروبية والولايات المتحدة>>.
وقالت ميركل، من جهتها، <<يحظر على الاتحاد الاوروبي تمويل السلطة الفلسطينية طالما لا تعترف حركة حماس باسرائيل ولا تنزع اسلحتها>>، مضيفة ان <<التعاون بين اسرائيل والفلسطينيين لن يكون ممكنا الا اذا لبوا (حماس) ثلاثة شروط: التخلي عن الارهاب والعنف، الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود والقبول بكل الاتفاقات الدولية>>، وموضحة ان <<هذا موقف المانيا وسنبلغه الى الاتحاد الاوروبي>>.
وتزامنت زيارة ميركل الى اسرائيل مع اقرار الحكومة الألمانية رسميا وللمرة الاولى، امس، بدعمها الدولة العبرية بمبلغ 333 مليون يورو لشراء غواصتين نوويتين المانيتي الصنع تبلغ قيمتهما الاجمالية مليار يورو. وبرّر وزير الدولة لشؤون التسلح بيتر أيكنبوم هذا الدعم، بأن حزب التجمع المسيحي الديموقراطي الحاكم التزم بعقود دعم سلاحي لدولة إسرائيل وقعها العهد الإشتراكي الديموقراطي السابق.
من جهته، هدد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز بقتل قادة حماس. وقال ان الذين يترأسون منظمات ارهابية ويواصلون الاعتداءات الارهابية ضد دولة اسرائيل ستتم تصفيتهم>>.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، في الطائرة التي اقلتها من واشنطن الى لندن امس للمشاركة في مؤتمر حول افغانستان، ان المساعدات الى الفلسطينيين سيتم بحثها <<على اساس مناقشة كل قضية بمعزل عن الاخرى>>، مشيرة الى ان الادارة الاميركية ستواصل تقديم المساعدات الى السلطة الحالية التي يرأسها محمود عباس.
وتابعت ان <<الولايات المتحدة غير مستعدة لتمويل منظمة تدعو الى تدمير اسرائيل، وتدعو الى العنف وترفض (تنفيذ) واجباتها>> في اطار اتفاق سلام محتمل في الشرق الاوسط. وقالت <<سنراجع جميع برامجنا للمساعدة، لكن المبدأ الراسخ هنا يتمثل في انه لا يمكننا ان نمول منظمة تتخذ هذه المواقف فقط لأنها في الحكومة>>.
وعما اذا كانت الدول العربية والاوروبية ستحذو حذو الولايات المتحدة في قرارها هذا، قالت رايس <<اعتقد ان أي شخص يكرس نفسه لاحلال السلام بين دولتين في الشرق الاوسط، يتعين عليه الآن ان يضمن ان أي شخص سيحصل على دعم يجب ان يكون لديه (الهدف) نفسه>>.
وقالت رايس، ردا على سؤال عما سيحدث اذا حاولت ايران او سوريا ملء فراغ التمويل، <<نأمل مخلصين ان يدرك الناس مغزى قطع المساعدات عن حكومة فلسطينية وألا يحاولوا ملء هذا الفراغ>>، مضيفة ان حكومة جديدة تقودها حماس ستواجه وقف التمويل من مؤسسات مالية والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول عربية والولايات المتحدة وآخرين في المنطقة. وتابعت <<هذا فراغ كبير>> يصعب ملؤه.
وأقرت رايس بان الادارة الاميركية فوجئت بفوز حماس. وقالت <<سألت لماذا لم يتنبأ به أحد. آمل ان نلقي نظرة مدققة. يشير هذا الى احتمال عدم وجود قراءة كافية للنبض الفلسطيني>>، مضيفة ان ذلك يؤكد الحاجة الى مزيد من الدبلوماسيين الاميركيين في القدس والضفة الغربية.
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد قال لشبكة <<سي بي اس نيوز>> الاميركية ان على <<حماس ان تتخلص من هذا الجزء من حزبها، هذا الجزء المسلح والعنيف، وثانيا، عليهم ان يتخلصوا من هذا القسم من برنامجهم السياسي الذي يدعو الى تدمير اسرائيل>>، مضيفا <<واذا لم يفعلوا ذلك لن نتعامل معهم. ولن يتم تقديم برامج المساعدات>>. وتابع <<ان القرار يعود اليهم، لكننا لن نقدم المساعدة لحكومة تريد ان تدمر حليفتنا وصديقتنا>> اسرائيل.
وسيبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، خلال اجتماعهم في بروكسل اليوم، ما اذا كان الاتحاد سيواصل مساعداته المالية الى السلطة الفلسطينية ام سيجمدها بعد انتصار حماس. وستبلغ المساعدات الاوروبية الى السلطة، هذا العام، حوالى 304 ملايين دولار. وقال دبلوماسيون اوروبيون ان وزراء الخارجية سيصدرون بيانا <<يشدد على ان العنف والارهاب لا ينسجمان مع العملية الديموقراطية>>، داعيا حماس الى تشكيل حكومة تعمل على احترام حكم القانون وان تتخلى عن جناحها العسكري.
من جهته، طالب رئيس بعثة المراقبة النيابية الاوروبية الى الانتخابات الفلسطينية، النائب البريطاني المحافظ ادوارد ماكميلان سكوت حكومات الاتحاد ببحث سحب اسم حماس من لائحة المنظمات الداعمة للارهاب، وذلك في محاولة لدفعها الى اتخاذ مواقف اكثر اعتدالا. وقال <<يتعين على اوروبا ايضا ان تتنبه الى ان حماس تمسكت بالتهدئة منذ شباط 2005 وأنها حاليا قوة سياسية اسلامية منتخبة في الشرق الاوسط، حتى وان كانت تأتي من خلفية ارهابية>>.
وطالب رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف حماس بأن تحترم اتفاقات أوسلو وتدعم خريطة الطريق. وقال نظيف لمجلة <<نيوزويك>> الأميركية <<لا بد من التأكد أولا من أنهم سيعملون ضمن هذا الإطار، اتفاقات اوسلو وخريطة الطريق ومبدأ دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام>>، مضيفا <<من المهم احترام إرادة الشعب الفلسطيني ومنح الحكومة الجديدة التي ستتولى السلطة فرصة للكشف عن طبيعتها ولإظهار نواياها لكن أيضا لفتح مساحة وبعض القنوات كي يتقدموا>>.
وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، من جهته، <<نأمل ان يستمر الاتحاد الاوروبي في تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية لأنها تمثل الكثير من عناصر الاستقرار للوضع الفلسطيني>>.
من جهته، انتقد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى تلويح بعض الدول الغربية المانحة بوقف مساعداتها المالية الى الفلسطينيين. وقال ان وصول حماس الى السلطة هو نتاج للمسيرة الديموقراطية التي تدعو إليها مختلف الاطراف الغربية منها او العربية، لذا <<يتعين على الجميع احترام نتائجها>>. اضاف ان التلويح بوقف المساعدات المالية للفلسطينيين هو <<كلام غير جاد وغير مبرر ويبدو ان الذين صدر عنهم مثل هذا التلويح قد استعجلوا، ولا بد من احترام ارادة الشعب الفلسطيني>>.
ا ف ب، أب، رويترز، يو بي آي