السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
~:.:~ تضحية إنسانة ~:.:~
في كل ليلة مظلمة..كنت أصحو وكلي شوق..
عندما تدقّ الأجراس معلنتة انتصاف الظلام..
أذهب مسرعة لأفتح نافذتي الصغيرة المطلّة على السماء..
لأرى القمر في مكانه..يضئ درب التائه..ويتوهج سعادة لكل الناس..
كنتُ دائما أشعر بالراحة لمجرد النظر إليه..
أرمي كل همومي وأحزاني خلفي..وأجلس فقط لأتأمله..
كان القمر يسعد ويزيد نوره لكون قلبي يقفزا فرحاً لرؤيته..
لكن ذات مرة..أقبل عليه اليأس..
أخبره بكل ما أخفي وأدفن من أحزان وآلام..
ففتحت نافذتي ذات ليلة كالمعتاد..لأتفاجأ لرؤية القمر مظلما..!!
اسودّت الدنيا في وجهي..وما عدتُ أرى صورةً للبشر..
وصرت جليسة غرفتي..أظنّ بأني أخفف عن القمر..
لأني بتّ أخاف النظر اليه..فيزيد همّه ويملّ من عناء الدهر..
صارعتُ السعادة من أجله وصرتُ جزءاً من الظلام..
أوقفتُ قلبي عن النبض واحتملتُ عناء ألمي..
لكني لم استطِع إيقاف مشاعري من عزف ألحانها الحزينة..
فجاء يومٌ قرّرتُ فيه وما عدتُ عن القرار..
ذهبتُ إلى هضبة عالية في منتصف الليل..تحت ظلمة القمر..
وطعنتُ نفسي بخنجر..فجرحت قلبي الذي جرحه الزمن آلاف المرات..
سقطتُ على الأرض دون حراك..احتضر وفراشة الربيع تحوم حولي حزناً..
فمت..وحلّقت روحي في السماء..لتهجر الأحزان والآلام وتتركها داخل هذا الجسد..
لتكون تضيحة..لنهاية الأحزان التي عاشت معي طيلة هذه السنين..
وليعود للقمر ضوءه وبهجته من جديد..
لكن القمر حينها قد نطق..نطق ألماً :
حلتها الرياح وبمياه الأنهار غسلتها..
وببياض زهور الحقل كفّنتها..
بعبق رحيق الورد الجوري عطّرتها..
وإلى نهاية البشر أخذتها..
بين التراب وضعتها..بين الصخور ضمّتها..
وخطت لافتة..بتضحية انسانة لنهاية احزانها سمتها..
فكانت النتيجة..موت إنسانة ماتت..وهي تحلم بالسعادة طيلة عمرها..
وظلمة فوق ظلمة القمر ليصبح أسودا حزنا وألما عليها..!!
----------------------------------
أسعدتكم بخاطرة واحدة فسامحوني..
لانني لم استطع اسعادكم بباقي الخواطر..
حاولت ان اصارع الحزن لكن..
طغى الحزن علي وأسرني مرة أخرى لأجلس في سجنه الابدي..
فأرجو من الله ان تعجبكم الخاطرة..رغم نهايتها الحزينة..
انما انا انسان..أشعر..وأكتب ما أشعر..
فسامحوني