إسرائيل تغتال "أبو سمهدانة" مسئول الأمن بالداخلية
الإسلام اليوم / فلسطين المحتلة / بشار دراغمة :
13/5/1427 1:29
09/06/2006
اغتال الاحتلال الصهيوني جمال أبو سمهدانة القائد العام للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية والذي عينه وزير الداخلية الفلسطينية مؤخرا مراقبا عام على الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة.
وأعلنت لجان المقاومة الشعبية في فلسطين رسميا نبأ اغتيال جمال أبو سمهدانة وثلاثة مقاومين آخرين جراء قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لموقع تابع لألوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية التي يتلاأسها أبو سمهدانة.
وأفادت مصادر فلسطينية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أطلقت قذائف صاروخية على موقع التدريب التابع للجان المقاومة في منطقة تل السلطان مما أدى إلى مقتل أبو سمهدانة الذي كان في جولة تفقدية للموقع للإشراف على عمليات تدريب لعدد من أفراد اللجان.
وهددت لجان المقاومة الشعبية بردود مزلزلة على عملية الاغتيال الإسرائيلية ، من جهتها قالت وكالة رمتان الفلسطينية للأنباء إن اغتيال أبو سمهدانة جاء بعد أربع وعشرين عاما من المطاردة والملاحقة.
وكان أبو سمهدانة قد تولى في العشرين من شهر أبريل الماضي منصب المراقب العام لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس حيث اعتبر في حينه أول قائد لفصيل عسكري فلسطيني يتولى منصبا هاما .
وقد تصدر اسم جمال أبو سمهدانة دوما الترتيب الثاني في قوائم الاغتيال الإسرائيلية بعد محمد الضيف قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس .
من هو أبو سمهدانة
ولد جمال عطايا زايد أبو سمهدانة عام 1963م في معسكر المغازي للاجئين وسط قطاع غزة حيث قضى طفولته في المخيم الفقير مع عائلته التي اشتهرت في النضال الفلسطيني واعتقل الجيش الإسرائيلي والده وأخيه عام 1970 على خلفية مقاومة الاحتلال حيث قضى والده في المعتقل الإسرائيلي خمس سنوات .
وانتقلت عائلته بعد ذلك إلى مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة حيث ما يزال يعيش جمال وعائلته في المخيم الفقير ذو الكثافة السكنية العالية .
ولعل أبرز الدوافع التي جعلت جمال ذو البشرة السمراء في مواجهة يومية مع قوات الاحتلال هو انضمام أخيه صقر في صفوف الثورة الفلسطينية مع قوات التحرير الشعبي حيث أصبح مطلوباً للجيش الإسرائيلي وانتقل صقر بعدها إلى لبنان وانخرط في صفوف الثورة وظل يقاتل في صفوفها حتى استشهد عام 1975 .
وأنهى أبو عطايا دراسته الثانوية في رفح والتحق بعدها بصفوف حركة فتح حيث كلف من قبل الحركة التي انطلقت عام 1965 بإعداد مجموعات عسكرية كما قتل أخيه طارق في انتفاضة عام 1987م حيث كان أحد النشطاء الفاعلين في حركة فتح.
وشارك في الهبة الشعبية عام 1981 التي انطلقت في قطاع غزة كما بدأ الجيش الإسرائيلي في مطاردة أبو سمهدانة عام 1982 قبل أن يتمكن من المغادرة إلى جمهورية مصر العربية ومن هناك إلى دمشق ثم المغرب ثم تونس حيث مكث سنتين .
وسافر أبو سمهدانة الأب لأربعة أولاد وبنت بعد ذلك إلى ألمانيا حيث التحق التحقت بالكلية العسكرية هناك وتخرج منها ضابطا عام 1989 قبل أن ينتقل بعدها إلى الجزائر ثم إلى بغداد حيث شهد في العاصمة العراقية الغزو الأمريكي وقوات التحالف لها عام 1991م .
وعقب انتهاء حرب الخليج رجع أبو عطايا إلى الجزائر وكانت المحطة الأخيرة في تنقلاته الخارجية قبل أن يعود إلى قطاع غزة في صفوف القوات الفلسطينية العائدة ضمن اتفاق أوسلو عام 1993 م على الرغم من معارضته للاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وفور عودته إلى قطاع غزة عمل جمال في الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية كما نجح في انتخابات حركة فتح في رفح وفاز بعضوية إقليم رفح .
وقد عرف عن جمال في عهد السلطة الفلسطينية معارضته لسياسة السلطة الفلسطينية وخاصة التطبيع مع إسرائيل والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية واعتقال قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي .
وفي تحول خطير في علاقته مع السلطة قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقاله عام 1997 على يد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني لمدة سنة وسبعة أشهر بسبب مساعدته حركة الجهاد الإسلامي في نشاطات عسكرية وعمليات نفذتها ضد أهداف إسرائيلية .
وقامت حركة فتح بعد ذلك بطرد أبو سمهدانة من صفوفها عقب مشاركته في مظاهرة تحت شعار مناهضة فساد السلطة والغلاء الفاحش الناتج عن السمسرة والاستغلال السيىء للمنصب من قبل بعض رموز السلطة كما ادعى في حينه منظمو المسيرة .
ولعل هذه الأجواء التي مر بها جمال أبو سمهدانة دفعته لاستثمار انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 م وأن يمارس موهبته العسكرية المحبوبة حيث شكل مع بداية الانتفاضة مع عدد من القيادات العسكرية ومعظمها من المحسوبين على الأجهزة الأمنية المنتمين لحركة فتح تشكيلا عسكريا حمل اسم لجان المقاومة الشعبية .
وجمعت لجان المقاومة الشعبية التي أسسها جمال والتي شكلت جناحا عسكريا أطلقت عليه ألوية الناصر صلاح الدين عناصر نشطاء من فصائل مختلفة جلهم كان من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي ممن يؤمنون بالعمل المقاوم حلا للقضية الفلسطينية بعيدا عن الحلول السياسية .
ومثل العامان الأولان للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الإسرائيلية الشهيرة " الميركافاه " حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الإسرائيليين الأمر الذي وضع أبو سمهدانة وقادة اللجان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي المتواصل.
وحملت إسرائيل أبو عطايا مسئولية عمليات الميركفاه وتطوير المقاومة الشعبية لصواريخ تطلقها باتجاه البلدات الإسرائيلية ووضعته في دائرة الاستهداف المتواصل حيث حاولت أكثر من أربع مرات لاغتياله على فترات مختلفة خلال الانتفاضة الفلسطينية لكن جميعها باءت بالفشل .
ويعرف عن جمال أبو سمهدانة الملتحي التزامه الديني القوي وقربه الشديد من قادة الحركات الإسلامية حيث كان أعز أصدقائه محمد الشيخ خليل قائد سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي الذي اغتالته إسرائيل قبل عدة أشهر في قصف إسرائيلي لسيارته بعد أسابيع قليلة من انسحاب إسرائيل من قطاع غزة".
المصدر :
http://islamtoday.net/albasheer/show...t.cfm?id=56350