السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذه الموضوع كتبه أحد معارفي في منتدى محلي وأترككم مع الموضوع وقصيدته ...
صرخت هدى
هدى علي طفلة فلسطينية فقدت أباها و أمها و إخوتها يوم الجمعة الماضية 9\6\2006 عندما اغتالتهم يد الغدر الوحشي اليهودي في شاطئ غزة .
لم تكن جريمة تلك العائلة إلا أنها خرجت في يوم عطلتها للتنزه على شاطئ البحر ..
لقد شاهد العالم كله عبر الفضائيات تلك الطفلة المسكينة و هي تصرخ و تنادي أباها و أمها و إخوتها و هي تجري بين دمائهم و أشلائهم .
في تاريخنا السالف صرخت امرأة وا معتصماه ... فكانت وقعة عمورية ...
فماذا ستفعل صرخات هدى ؟؟ ...
هل سيكون مصيرها كما قال عمر أبو ريشة :
رب وا معتصماه انطلقت * * * ملء أفواه الصبايا اليُتَّمِ
لامست أسماعهم لكنها * * * لم تلامس نخوة المعتصمِ
لست أدري ... فهل هناك من يدري ؟؟ ...
و هذه القصيدة زفرات شاعر لا يملك غير الكلام ... علها تطرق سمع بعض من يملكون أشياء أكبر من الكلام :
صرخت هدى أبتاه .. و انفجر المدى
و البحر ثار على الأنين و أزبدا
و الحزن و الحقد المرير و غصّةٌ
خنقت نشيجاً في الصدور توقّدا
و على الرمال الذاهلات ترقرقت
حمْرُ الدماء تخطّ سطراً أسودا
أبتاه أمي إخوتي لا تتركوـ
ـني للعويل و لا مجيب سوى الصدى
صرخت هدى.. أسفا لصوتٍ ضائعٍ
لم يُؤوِه سمعٌ فظلّ مشرّدا
رفقاً هدى لا تصرخي.. إن الألى
ناديتِ صمّوا السمعَ عن داعي الهدى
تدعين معتصماً؟؟.. و من لك بالذيـ
ـن إذا همُ نودوا يلبون النِّدا
تستصرخين العُرْبَ؟؟.. هوناً يا ابنتي
هيهات يسمع من تلفّعَ بالرّدى
أم تستغيثين الضمائر في الورى؟؟..
وا حسرتا.. صرخاتك انتحرت سدى
في صبح تلك الجمعةِ ..
و الشمس تسبح في شواطئ غزةِ ..
كانت هدى ..
مثل الأزاهر تستفيق مع الندى ..
أبتاه أنت وعدتني ..
أنا سنَمضي اليوم من بعد الصلاهْ
للبحر نغسل فيه بعض همومنا ..
و ننال كالأطفال بعض ..
الحظّ من مُتَع الحياهْ
لكنّ صدر الوحش ضاق ..
و ساءه فرح الطفولهْ
فانصبّت الحمم الثقيلهْ
حقداً تَفجَّر بالدماء الحمر ..
كي يروي غليلهْ
و الوحش لا يرويه غير دمائنا
يوماً إذا ما الحقد فيه تهوّدا
لم يُرضِهِ غير الفناء لنا فكيـ
ـف تريدني من بعدُ ألا أحقدا
أبُنَيَّتي .. أصداء صوتك ..
ما تزال بمسمعي ..
تجتاح أعصابي و تخفق ..
في حنايا أضلعي
و أريد أن أبكي فيخنقني ..
عَصِيُّ الأدمعِ
يا لَلِرجال لزفرة المقهور ليس ..
لقهره مُتَنَفَّسٌ غير البكاءْ
و يظلّ يمضغ عجزه ..
و يجيب بالصمت النداءْ
لكنَّ أقصى خوفه أنّ الدماءْ ..
ستصير ماءْ
يا عُرْبُ لا تتذمروا أنْ نمتُمُ
حتى استباح الدار أيقاظُ العدى
و تذكروا إذ حاولت إيقاظكم
من دون جدوى حينما صرخت هدى ..
بقلم : د.محمد سليم الغزال