بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيدنا ورسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه
أصبحنا في زمان أنطفأت به ضوء شمعة العدل....وأستبدلنا هذا الضوء الإلهي بضوء أدمي شرس يفترس به
القوي الضعيف ....والكبيرالصغير
فأمتلأت القلوب بالحقد والكراهية ...وبدأ المجتمع في الإنهيار في إطار النظرة المادية
بدا الجميع في نهش لحوم بعضهم البعض...للحصول على مراده
العدل
له تعريفان...ولكنهما يصبان في بؤرة واحدة
فالتعريف الأول : العدل هو قانون إلهي لامحاباة به ولا مجاملة وهو تصريف الإنسان أموره ...تبعاً لهذا القانون الإلهي
التعريف الثاني : وهو إعطاء كل ذي حق حقه ...دون التحيز لأحد الشقين
شروط تحقيق العدل...
أهم شروط تحقيق العدل...هو أن يكون معتزلاً عن أحبال العواطف والمغريات والقرابة
أن يكون حكمك نابع من ضميرك الديني ...والدنيوي... والإنساني
مميزات تحقيق العدل ...
تحقق الراحة النفسية ...والبعد عن أي شعور بالحقد أو الكراهية
وقتل ما يسمى بالإنتقام
تكون مجتمع سليم قوامه...لا يشوبه أي خلافات بين أركانه
إنبعاث روح المحبة والأخوة بين أفراده
العدل صفات من صفات الخالق عز وجل...
فلقد جعل الله العدل من أسماءه الحسنة ...وأمر الناس بأن يدعوه به
فالعدل أمر إلهي ...لم ولن يستطيع الإنسان تغييره أو إخفاءه
فهو موجود بيننا ..نتعامل به ونحكم به
لماذا نطفئ شمعة العدل...
نحن نحاول بكل جهدنا بأن نقضي ما يسمى بالعدل ...وذلك لسبب بسيط جداً
تلبية لنداء المصالح والأهواء
والأثر وليس الإيثار
وتفضيل النفس على غيرها
فأصبحنا كالحيوانات نأكل بعضنا البعض لكي تستمر حياتنا المعتادة
ماذا حل بنا بدون العدل...
صرنا مجتمع فاشل ...سطحي ...تفكيره مادي
تملأه الكراهية والحقد والبغض ...وحب الإنتقام والأخذ بالثار ممن أخذوا حقوقنا
وإنكسار المجتمع وتدمره
وعدم وجود أدنى سبيل للتقدم الحضاري بجميل أشكاله وأنواعه
ماذا يجب علينا
يجب علينا أن نتقي الله في أعمالنا واحكامنا وأفعالنا
وأن نضع العدل صوب اعيننا
حتى نعيش ليس نحن فقط بل نحن وأصدقاءنا وأهلنا في مجتمع يسوده روح المحبة والأخوة
والرضا بما قسمه الله لنا من الرزق
ووضع أقدامنا على أول طريق التقدم الحضاري
تأملوا معي أخوتي الكرام هذه الأيات الكريمة ...لتتعظوا
"ان الله يامركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا "
"ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون "
"واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "
وفي النهاية ...
ليس موضوعي هذا سوى ذكرى وتذكرى بإتقاء الله
لعل الله يرحمنا برحمته ...وأن يجعلنا في ظله يوم لاظل إلا ظله
وأستغفروا الله وتوبوا إليه