لا أعرف لها تصنيفاً .. ربما هي محاولتي الفاشلة الأولي لكتابة الشعر الحرّ .. فأعذروني ..
-
llllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll
اااااااا----(أحـــــلام) لا تُنسى----اااااااا-
llllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllllll
-
-
-
تصدير : معذرة سيدي المسيح .. نحن بشر .. نعم قد لا نكره .. لكن أبداً لا طاقة لنا حتى نحب أعدائنا ..
-
قُتلت (أحلام) ..
بالدم البارد قُتلت ..
أقراص النعناع طحنت في فمها ..
اغتالوا معها حلمها المرسوم داخل أوراقها ..
حلم ابتسامة للشمس فوق المُروج ..
وما الجديد ؟!
هي مثل آلاف غيرها ..
لن تكون الأغلى ممن سبقها .. أو يعقبها ..
الغريب أن أيدي الدم تطيش كثيراً ..
لكنها أبداً لم تمتد نحو الأصنام .. أو طوافها ..
فالأصنام ليس لهم دماء تُسفك ..
تركوا (هُبل) العجوز وعبيده ..
وقتلوا (أحلام) ..
-
-
بينما بأعواد الكبريت يقاتل آبائها ..
نظرتَ بعين صغيرة تجاه عالم مستحيل المنال ..
بالأمل لم يكف عن النبضقلبها ..
لم تكف يوماً عن التأمل بشغف صوب الهلال ..
لطالما ظنته منجلاً عملاقاً ..
منجلاً له قدرة حمايتها من تعرّج سنام الجمال ..
كم تمنته يحصد سنابل القمح ..
لم تخالهم – يوماً – قصدوه للذبح ..
فكانت أمسيتها الأخيرة ..
افترشت الأرض – كالعادة – ونامت .. بجوار عشرات الأجسام ..
لكن الأحلام أبت زيارة منام (أحلام) ..
-
-
بعد أن سُمع آذان الفجر ..
أقترن صياح الدِيَكة بأصوات القذف ..
فتأبطت الخيانة كل ذراع للشرّ ..
لم يعطوا لها جزء من متعة الخدر ..
رحموها من الأرق .. فجعلوا رأسها مع الوسادة ينصهر ..
قبل اغتيالها .. اغتالوا الغد .. حلمها المسافر ..
تحت أنظار (هُبل) وعبيده ..
بعينها فتشت عن (معتصم) على الطريق .. لم تجد ..
بين الأزقة .. في البيوت .. فوق القصور .. داخل القبور ..
لم تجد ..
بينما بفم عريض كبحر وجدت (حجّاج) يأكل (الهامبورجر) ..
لم يأبه لها ولا لشطيرته الملوثة بالدم القانية ..
كانت تلك الدماء لتغنيه عن (الكاتشب) الغربي ..
حاولت التمسك بعباءته فالريح صرصر عاتية ..
وجدت عبائته سوداء قاتمة .. لا يظهر فيها للدم لون ..
فقدت الأمل في كل حياة فيها لا يُقدم لها العون ..
صدى مزعج في أذنيهاكان آخر الأصوات ..
صوت دنانير (الحجّاج) تتساقط منه ..
لم يمهلها القدر حتى تبصره .. ينحني ليجمع دنانير بالعشرات ..
حركته العجولة تسببت في كسر ظهره ..
فكم من زمن مكثه وهو متيبّس .. فعليه دفع ثمن حركة المومياوات ..
أستمر في جمع دنانيره .. وأكمل طريقه زحفاً .. بعيداً عن جثة (أحلام) ..
-
-
أهلها على أكتافهم يحملون كفناً أبيض .. يستعدون لزفّ الطفلة ..
من مقتل مثلها صغيرة كلهم عجب .. حتى أحكمهم لم يعد من العقلاء ..
ويتساءلون إن كان أحداً رأى في المنام أنه يذبحها ..
فإن أجابهم أحداً بنعم .. أطمئنوا أن مقتلها إرادة السماء ..
لكن لم يسمعوها قط .. فالسماء لا ترضى بالجور تحتها ..
بين الحين والآخر من مآقيها تُسقط غزير دمع ..
والأرض تشعر بالخزي .. أحياناً تهتز معلنةً سخطها على الدواب فوقها ..
تخفى عجزها عن ابتلاع القمع ..
تسمع حمداً لله على رحمتهبالطفلة .. رغم حزناً في كل عين بادي ..
فلم تمكث طويلاً في عالم تسيده راعي بقر .. وأصبح رمزه شمعدان سداسي ..
تحت ظل رأس (هُبل) المدلاة على صدره ..تدفن بجوار أبناء عمومتها .. (عبد الحقّ) و(مجد) ..
نعم تحت التراب تتوارى .. فتقنية الغراب لما تزال مستخدمةً منذ قديم عهد ..
بين طبقات التراب يغرس الأب قرطين من الذهب .. كانا لميلادها هدية فضلى ..
فـ(أحلام) ليست مثل (هُبل) أو عبيده ..لن يُقال لها كذلك اليوم تُنسى ..
هي للذكري ..
في جفن كل طفل تحيا .. في قلب كل شيخ تحيا .. في رحم كل امرأة تحيا ..
لا تموت (أحلام) ..
-
-
تترك لنا (أحلام) غضب لا تكفى لاحتوائه كل أجولتنا..
ما تبقى ادخرناه في أثداء أمهاتنا .. في قصاصات أطفالنا .. على أوراق أشجارنا ..
لم ينتهي بعد فقذفنا الفائض في أنهارنا ..
لكن أسلحة مثل الغضب قصيرة العمر .. ومصيرها إلى كساد ..
وكم أمطرونا بماء بارد يصفى الروح.. يمحى من البدن ذكري العماد ..
يجف الماء على أشباح بعقول فارغة .. وقلوب فارغة ..
تمتد الأيد ملطخة بدمائنا تمسح دمعة الفاترة ..
بالقوة تمسح .. على العين تضغط حتى تتركنا فاقدي الأبصار .. بعد فقداننا الرجولة منذ دهور غابرة ..
ولم تبق لنا (أحلام) ..
-
-
بين الحين والآخر في الفضاء تحلق (أحلام) ..
بأثوابها الزاهية من مشرقها لمغربها تُضاء السماء ..
في الإرادة المغتالة تبث شحيح أمل ..
تنفخ في غبار يكسو قرآننا .. يكسو أنجيلنا .. يكسو أجدادنا الفضلاء ..
تهمس بصوت تسمعه كل أذن تريد أن تسمع ..
من السماء قادمة أنا .. تالله أصدقكم القول ..
الخاسر من شرب القدح .. من أستظل بالحرير .. من أبقى على الحياة ..
فنكّس رأسه ورؤوس كل من معه ..
الفائز من قذف التمر .. من عاش في الشمس .. من لم يبق على حياة ..
فبادر برفع رأسه ورؤوس كل من معه ..
ورأس (أحلام) ..
-
-
ترحل (أحلام) فيودعها بالبسمة شيخ القرية ..
يتمتم فيمن حوله خشية أن تسمعه الشياطين ..
ما دام فينا يعيش (هُبل) .. لا تعيش (أحلام) .. أو غير (أحلام) ..
-
-
إهــــــــــداء ..
إلى (أحلام) ..
-
-
-
عذراً على الإطالة
.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوليا بندلتون
