______________
" يبقى الحلم حلما ً"
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد ..
أن كنت قد وفقـّت يوما ً بلقيا بلسم الروح فأنت ستعلم إلى ما أرمي ، و أن كنت لم توّفق بعد فأجتهد في البحث
لا تعلم إلى أي مدى يمكنه تغيير حياتك و تلوين عالمك .. هو كنز لا يعوض و لا يقدر بثمن.. ستعلم بعد حين..
______________
إليك ايها الإنسان .. إليك ...
بداية ً.. أتعرف ماهو العجز؟
هل عشت تلك اللحظات حين تكون ضعيفا ً، هزيلا ً لا حول لك ولا قوة ؟؟
حين تكاد تلمس هواك و يبقى حاجز شفاف صامد يقف في شموخ أمامك ليرد يدك متى ما مددتها عابثا ً تحاول الوصول للبعيد ....؟؟ كل الأمور مقدّرة و لا أحد يمكنه إمتلاك ماليس مقدّر إليه ..!
ذاك الشعور القاسي الذي يعتصر القلوب بلا رحمة و يتركها في ألمها تتلوى بلا إكتراث ...
لعلك عرفته أو ربما عشته لحظة بلحظة .. ؟
هذا الشعور تعرفه أكثر و تلمس حناياه حين تحمل قلبا ًملهما ً.. كاتباً كنت أو شاعراً أو فنان ...
لما تبدأ أناملك في التعبير عن شعورك هذا تجد نفسك كالتائه وسط البحور السبع... تبحر في قارب خشبي صغير، تبحر بكل قواك مصارعا ً الموج و الرياح، تبحث عن غايتك .. أنت ترى ما ترنو إليه لكنك لا تستطيع سبيلا ً إليه ....
هذا هو العجز ..
أن ترافق قلبا ً طيبا ً بريئا ً.. يرسم لك الآمال على صفحات الزمن و يمسك بيدك ليحملك للسير على الدرب الصحيح.. يظل يهتف و يهتف لك حتى تبلغ غايتك .. و يبقى له فضلٌ في نجاحك ..
و حين تحين لحظة الإحتفال بذاك النجاح يتحطم القلب الذي أحببت و تتثاقل همومه ... تعود في وجل! تبحث عن سبيل للمساعدة .... لا شيء تستطيعه... حينها ستقف في حيرة تتمنى تتمنى رد الجميل ولا سبيل ..
هذا هو العجز ..
لما تكون الطفل المدلل و تكون أكثر الناس حرصا ً على رسم البسمة و صنع المفاخر ليتغنى بها حارساك .. و توّفق في ذلك و ببراعة .. لما تكون جوهرة يصونها حارسان و يبذلان المستحيل لجعلها تتألق....
و حين يكاد بريقها يخطف الأبصار تتحول الأمور و يتشتت الحرسان .. لست تعلم لماذا.. ؟ لست تدري كيف؟ و لا متى ...!؟ أنت فقط تعيش بين هذا و ذاك في حيرة و ذهول ..
كانا إثنان و كنت كنزهما و لما جاء دورك لترد شيء من فضلهما تغير الأمر.. هو قد أبدل القديم بجديد.. و هي قد فضلت الإنسحاب في هدوء... كلاهما مكابر بارع
و تبقى أنت التائه بين هذا و ذاك.. تتمنى و تحاول عبثا ً لم الشمل ولا أمل يرتجى ...
هذا هو العجز ..
هو حين يتحقق طلبك بطريقة مختلفة.. بشكل مختلف.. ليس هذا ما أردت! ما أردته هكذا!!
أمنيتي أمامي و هي تتحقق!! تتحقق لا كما أردت و لكن كما شاءت الظروف! الأمر أسوأ و أقسى هكذا ..
أ هذا عذاب؟ أم أنه إختبار؟؟ أم أن القدر يستمتع التلاعب بقلوبنا ؟؟
تقف و كأنك حبيس زجاجة ترقب حلمك يذهب بعيدا ً و تعجز كل العجز عن التشبث به ..
هذا هو العجز ..
العجز .. هو أن لا تفهم معنى كلمات الرفيق.. أن لا تقدر على مساعدة الأليم ... أن تقف صامتا ً أمام الكسير.. هو أن تكون الأصم ، الأبكم ، الكسيح لما يحين دورك !
ذاك هو العجز ... تتمنى ولا سبيل لأمانيك .. تحلم
و يبقى الحلم حلما ً..
الهوى
أتعرف ما
الهوى؟ الهوى هو كل ما يسعد النفس ايا ً يكن .. هي غاية الفكر و عشق القلب..
ليس خطأ و ليس صوابا ً... هو فقط يضيف المؤثرات لأمانيك ..
احيانا ً يبالغ و احيانا ً يغريك و احيانا ً يخدعك ... و يبقى الفكر من يصحح الرؤية ليضعك في حدود المعقول المقبول ، حيث المنطق و العقل ..
هواي قاسي..و متمرد .. دائما ً يطلب ما لا أستطيعه.. دائما ً يزين الأمور في عيني و لما أرغبها و بقوة يشعرني بذلك الشعور المزعج ....
العجز ..
صرت أكره الأماني و أبتعد عن الأحلام .. لا تحلم طويلا ً! لا تحلم كثيرا ً! سيبقى الواقع واقعا ً و
الحلم حلما ً... لا تتحقق الأحلام دائما ً سوى في القصص و الأساطير!
أ من العدل أن تسلب أحلامك في عنفوان شبابها؟ في زهرة عمرها؟
أ من العدل أن تخسر فرصك و تضيع محاولاتك لتذهب جهودك هباءا ً؟
ربما تـُقرر العيش في كئابة و حزن؟ تبكي و تندب ... تبقى في
خيمتك السوداء حيث لا تزعج أحدا ً بعويلك و تذمرك ؟ أ هكذا تسوّى الأمور؟؟ بالعزلة و الهرب ..؟ بالإبتعاد ؟؟
أني أخترت الوجه المبتسم .. و القلب الصامد.. و العقل المراوغ ! هكذا أعيش.. هكذا أتخطى أصعب اللحظات.. هكذا... أبتسم
هكذا قررت العيش .. هكذا أنسى الألم القديم و أعيش اليوم الجديد ، هو ذا سر البسمة ،، لست أرغب في العودة لخيمتي الكئيبة .. لا رحمة ولا حياة فيها .. مجرد زاوية حجرية قاسية لم تزد الأمر إلا سوءا ً..
لست أعلم عنوانا ً لهذه الكلمات .. لست أدري إن كانت تسمى خاطرة .. لا أعرف كيف بدأت ولا كيف أسترسلت..
هو بوح قلم بخواطر نفس و أفكار عقل و مشاعر قلب .. عاطفي، منطقي، حكيم ..
يتبع >