الشريعة والأنظمة تُحرِّمان طاش
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : أسألُ الله تعالى أن يُبلِّغنا وإياكم رمضان , وأن يرزقنا صيامه وقيامه إيماناً واحتساباً .
لقد قالت جريدة الجزيرة في عددها رقم 12399 وتاريخ 16/8/1427هـ ص36 : ( ينتظرُ ملايين السعوديين والخليجيين والعرب : الحلقة الأولى من المسلسل السعودي الكوميدي الشهير طاش ما طاش في نسخته الرابعة عشرة , وهو المسلسل الأكثر جدلاً في مختلف الأوساط بين مُؤيِّد ومُعارض ) إلى أن قالت : ( ويُؤكِّد مُقرَّبون من فريق العمل أن هامش الحرية والنقد سيكون أكثر مرونة هذه المرة , وأنَّ هناك حلَقات ستكون مثاراً لجدلٍ واسعٍ بملامسة فريق طاش قضايا هامة جداً , يعتقد البعض أنها شائكة , ولعلَّ أبرزها حلقة خاصة عن دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وممارسات بعض أفراد الهيئة الخاطئة والذين لا يُمثِّلون نهج المؤسسة .. ) الخ .
أخي المسلم : لقد جاء في بيان أصحاب السماحة رقم 21685 في 7/9/1421هـ تحريم إنتاج هذا المسلسل وبيعه وترويجه وعرضه على المسلمين لأمور منها : ( 1- اشتماله على الاستهزاء ببعض أُمور الدين والسُّخرية مِمَّن يعملُ بها , وهذا أمرٌ في غاية الخطورة على مَن يُنتجها , ويُخشى عليهم من سوء عاقبتها الوخيمة , 2 - اشتمالُه على ما يُعارض الشرع الْمُطهَّر , وحمل الناس على الخروج على أحكام دينهم وشريعة ربِّهم ) إلى أن قال أصحاب السماحة : ( 5 - إفضاءُه إلى نشر الرذيلة , وطمس معالم الفضيلة , وإشاعة الفساد , ومحبَّة المنكرات والاستئناس بها ) إلى أن قال أصحاب السماحة : ( والواجب : هو الإنكار على هؤلاء , وبُغضُهم في الله حتى يتوبوا إلى الله ويُقلعوا عن معصيته ) إلى آخر ذلك البيان الفاضح لهذا المسلسل وما شابهه .
أخي المسلم : إنَّ من الأسباب التي تُؤدِّي إلى الاستهزاء ببعض أمور الدين والسخرية ممن يعمل بها :
1 / الحقد - 2 / الحسد - 3 / الكبر - 4 / الجهل : وعلاجه بأن يُستدعى الجاهل للعلماء لتعليمه أمور دينه , وما يُناقضه - 5 / ضعف الإيمان والعقل - 6 / حُبُّ الشُّهرة والمال - 7 / التقليد الأعمى للكفار والمنافقين - 8 / ضعف سلطان العلماء والْمُحتسبين - 9 / عدم إقامة الحدود في كثير من بلاد المسلمين بالمستهزئين بالدين وأهله وذلك بإحالتهم للمحاكم الشرعية , إلى غير ذلك من الأسباب .
ولا يجوزُ لوسائل الإعلام الْمرئية والمقروءة في العالم الإسلامي : اتخاذ المستهزئين بدين الله أولياءً وأنصاراً بإخراج مسلسلاتهم والدِّعاية لها وإقرارها , ومَن فعل ذلك فإنه يدلُّ كما قال الإمام السعدي رحمه الله : ( على أنَّ الإسلام عنده رخيص , وأنه لا يُبالي بمن قدَحَ فيه , أو قدَحَ بالكفر والضلال , وأنه ليسَ عنده من المروءة والإنسانية شيء , فكيف تدَّعي لنفسك ديناً قِيَمَاً , وأنه الدينُ الحقّ , وما سواه باطلٌ , وترضى بموالاة من اتخذه هُزُواً ولعباً , وسَخِرَ به وبأهله من أهلِ الجهلِ والحمق ) تفسير السعدي ج2/146-147 .
وإنَّ عدم منع وزارة الإعلام لمسلسل طاش مع مخالفته لفتوى أصحاب السماحة رئيس وأعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء رقم 21685 في 7/9/1421هـ ؟ مُخالفٌ أيضاً لسياسة بلادنا - حَرَسَها الله من المفسدين - فهو مُخالفٌ للمادة الأولى , والثانية , والسادسة والعشرون , والتاسعة والثلاثون , من السياسة الإعلامية الصادرة بقرار مجس الوزراء رقم 169 في 20/10/1402هـ ومُخالفٌ للمواد التالية من النظام الأساسي للحكم الصادر بالمرسوم الملكي رقم أ/90 وتاريخ 27/8/1412هـ , فهو مُخالف : للمادة السابعة , والثامنة , والتاسعة , والحادية عشرة , والثانية عشرة , والثالثة والعشرون , والمادة التاسعة والثلاثون , والخامسة والأربعون , والسابعة والخمسون , وللمادة الثانية والثمانون
وإذا أردنا نقدَ حلقة مسلسل طاش التي استهزؤا فيها بالحسبة ورجالها , مع أنَّ الاستهزاء ببعض أمور الدين والسخرية ممن يعمل به أمرٌ في غاية الخطورة , وأنَّ الكذب كبيرة من الكبائر , فإنَّ حلقتهم هذه على فرض صحتها ننقُدُها بالتالي : إنَّ نظام ولاة أمورنا وفقهم الله قد أعطى رجال الحسبة السلطات التالية :
1 - سلطة الضبط : حيثُ نصَّت المادة الحادية عشرة من نظام الهيئة الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/37 وتاريخ 26/10/1400هـ المبني على قرار مجلس الوزراء رقم 161 وتاريخ 16/9/1400هـ على أنَّ لأعضاء الهيئة سلطة ضبط مرتكبي الْمُحرَّمات , أو الْمُتَّهمينَ بذلك , أو الْمُتهاونين في القيام بواجبات الشريعة .
2 - سلطة التحقيق : حيث نصَّت المادة الرابعة , والحادية عشرة , والثالثة عشرة , والرابعة عشرة , والخامسة عشرة : على أن يتولَّى أعضاء الهيئة التحقيق في كافة القضايا التي تتعلَّق بأعمال الهيئة .
3 - سلطة توقيع العقوبة : حيثُ نصَّت المادتان : الرابعة والتاسعة على منح أعضاء الهيئة صلاحية توقيع العقوبات , مع ذكر قيود مُعيَّنة .
4 - سلطة تنفيذ العقوبة : حيثُ نصَّت المادة الرابعة والرابعة عشرة والسادسة عشرة على تنفيذ العقوبات .
5 - سلطة الرقابة على الممنوعات : حيثُ نصَّت المادة الثانية عشرة على أنَّ للهيئة حق المشاركة في مراقبة الممنوعات مِمَّا له تأثير على العقائد أو السلوك أو الآداب العامة مع الجهات المختصَّة .
فنأمل من الأمراء والعلماء وفقهم الله بذلَ وسعهم في منع هذا البرنامج منعاً كاملاً , والسعي مع وليِّ الأمر خادم الحرمين الشريفين لإحالة مَن استهزئ بشيء من الدين للمحاكم الشرعية ,: ( بسياسة الأمة سياسةً شرعية , طبقاً لأحكام الإسلام ، ويُشرف على تطبيق الشريعة الإسلامية ، والأنظمة ، والسياسة العامة للدولة ) الخ .
كتبتُ ذلك إن شاء الله : امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ } وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , ثمَّ أمر مُؤسِّس هذه البلاد الله القائل : ( فوالله إذا رأيتُ الحقَّ أتبعُه , لأنِّي مُسترشدٌ ولستُ بمستنكفٍ , ومَنْ رأى شيئاً وكتمَهُ فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والناسِ أجمعين ) .
http://www.islamlight.net/index.php?...k=view&id=3151