• 0
  • مالي خلق
  • أتهاوش
  • متضايق
  • مريض
  • مستانس
  • مستغرب
  • مشتط
  • أسولف
  • مغرم
  • معصب
  • منحرج
  • آكل
  • ابكي
  • ارقص
  • اصلي
  • استهبل
  • اضحك
  • اضحك  2
  • تعجبني
  • بضبطلك
  • رايق
  • زعلان
  • عبقري
  • نايم
  • طبيعي
  • كشخة
  • النتائج 1 إلى 4 من 4

    الموضوع: زمن العبيد

    1. #1
      التسجيل
      27-08-2005
      المشاركات
      30
      المواضيع
      15
      شكر / اعجاب مشاركة

      زمن العبيد



      زمن العبيد


      و تمضي به رِجلاه صوب مكان عمله ؛ يختار الرصيف مكانا للسير. قرب الحائط المثقوب يطلب

      (عبد القوي) الستر من الله ، و يحشر نفسه بين الوجوه المسكونة بالرعب ممّا سيأتي، و السائرة نحو أهداف بسيطة ،لا تتعدّى إرضاء مداخل الجسد البشري و مخارجه ؛ يتهامسون بكلمات مقتضبة مؤكّدين أنّ للحيطان آذان ؛ ثمّ يركّزون أنظارهم إلى الأمام مباشرة ؛ لا يمين و لا يسار غير مكترثين لصوت ( صطّوف ) بائع الصحف يأتيهم أجشّ صاخبًا :

      عشرة انفجارات في ..... / القتلى بالعشرات / المستوطنون يتجمّعون لاقتحام المسجد... /

      ويذهب صوته أدراج الرياح ؛ لا أحد يناديه كي يشتري جريدة .

      صوته يرتفع تبعا لارتفاع وتيرة اللامبالاة لدى المارة ثم يمضي الصوت عكس السير في اتّجاه مغاير و يظلّ يتخافت .. يتخافت رويدا رويدا حتّى يتلاشى ، منتقلا إلى شارع جديد و لامبالاة جديدة ؛فيوقن أنّ ( تيرموميتر) الحياة قد بدأ يتدنّى نحو الصّفر وأنه يتّكئ على الماء، و أن حائط الدّعم الذي أمِل بالاستناد إليه ،لم يكن إلا وهما و لا وجود له إلاّ في مخيّلته .

      يسرح ( عبد القوي ) في الظاهرة اليومية التي يشكّلها ( صطّوف ) ثم يمضي ساهمًا كالمنوّم مغناطيسيا يرى بعين عقله الباطن ولا يميّز شيئا . يحفظ الطريق حفرة حفرة و رغم ذلك تراه يسقط فيها واحدة تلو الأخرى ؛ ثمّ يتلفّت حواليه و ينسلّ متوجّسا خشية أن يتضاحك المارّة لعثراته ؛ فيكتشف أنهم أيضا يمضون ساهمين و كأنهم يأتمرون جميعا بإمرة المنوّم المغناطيسي الأعظم , و يلحظ أنهم يقعون مثله في الحُفر رغم أنهم يحفظون الطريق حفرة حفرة و لكنهم مثله أيضا يمضون متوجّسين خشية أن يضحك لمصابهم أحد .

      يراهم ( عبد القوي ) في أحسن حال و أهنأ بال ؛وكأن الأعاصير التي تجتاح المناطق المحيطة بهم و التي ألمح إليها ( صطّوف )لا تعنيهم،فهم يكرّرون جوابا واحدا حين يُسألون عن أحوالهم: الحمد لله .

      هو أيضا يقول: الحمد لله ؛ حين يُسأل .

      أتراهم يسيرون في شارع ( الحمدلة ) ؟ و إلى أين يمضون ؟ أيعقل أنهم موظّفون مع ( عبد القوي ) عند ربّ عمل واحد ؟

      هو مسؤول في المؤسسة ؛ يُحصي أسماء الموظفين ووجوههم وحركاتهم و سكناتهم ؛ فمن أين جاء هذا الحشد الهادر ؟ و من أصدر لهم قرارات التعيين ؟

      المؤسسة لا تحتمل هذا الكمّ الهائل من الموقّعين على دفتر الحضور و الانصراف .

      لا .. لا.. عبد القوي ليس في حلم.الوجوه المُقطّبة تتبعه فعلا.هي أيضا تتّجه غربا؛تتبعه حذو النعل للنعل؛ تُسرع إن أسرع و تُبطئ إن فََعَل.تنعطف مثله انعطافات محدودة ثمّ تتّجه غربا.. نحو المؤسسة .

      يظنّ أنّ المارّة يمازحونه و أنهم ممثلون بارعون في برنامج الكاميرا الخفيّة . يضحك في وجوههم فلا يبادله الابتسامة أحد ، يعبس مثلهم و يقرر تبديل وجهته فيكتشف أنهم يدبّون خلفه ؛ يقتدون به و يقلدونه فيما يفعل ؛ يقفون حيث يقف و ينظرون إلى حيث ينظر ؛ يُخرجون من جيوبهم قوائم المشتريات التي أعدّتها زوجاتهم ؛ يحدّقون فيها مليّا ثم يهزّون رؤوسهم مُحَوْقِلين مُرَجْعلين ،مردّدين وراء عبد القوي بصوت واحدٍ عالٍ مُنتظم : إنّا لله و إنّا إليه راجعون .

      يُبهَت عبد القوي و تتملّّكه الدهشة ظانًا أنّه قد وقع في الشَّرَك مُتحوّلا إلى قائد لمظاهرة عفويّة محظورة ، لم يَدعُ إليها أحد؛ فيوجس في نفسه خيفة و ينطلق مهرولا وهو يلْتفت إلى الوراء فيجد المارّة يهرولون في إثره و كأنهم مشدودون إليه بحبل متين ؛ فيقول : " يا روح ما بعدك روح "

      ثمّ يُطلق ساقيه للريح متوسّلا الله أن يقرّب المؤسسة إليه ؛ و ينخلع قلبه حين يسمع وقع أقدام المارّة و هم يتسابقون للّحاق به و يتدافعون تدافع الحُجّاج لرجم إبليس .

      يلهثون كما يلهث و يسعلون كما يسعل ولا يتوقّّفون لالتقاط الأنفاس إلا عندما يتوقّف عبد القوي أمام باب المؤسسة التموينية مُنهك القوى ؛ و قبل أن يلج الباب ، ينظر إلى الخلف فيجد المارّة يتلاهثون مثله و قد انتظموا في طابور طويل طويل ؛ يتساكتون مبتسمين و يرفعون أكفّهم لاشعوريا في تحيّة تنضح منها رائحة التذلّل و التودّد كجنود منضبطين أمام قائد جبّار شديد البطش .

      يتنهّد عبد القوي تنهيدة النجاة و يزفر زفرة الخلاص ثمّ يبتسم ابتسامة القويّ القادر و يشرع يُدقّق في بطاقاتهم التموينية فيُفاجأ بأنّ أسماءهم تُشبه اسمه ؛ فيضحك في سرّه قائلا : كـلـّنا عبيد للقويّ .


    2. #2
      الصورة الرمزية رفعت خالد
      رفعت خالد غير متصل عضو قدير ومراقب سابق
      قصصي متميز
      متهم يرجو العفو من الملك
      التسجيل
      22-12-2004
      الدولة
      المغرب
      المشاركات
      966
      المواضيع
      135
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: زمن العبيد

      بسم الله الرحمان الرحيم..


      قصة فلسفية معبرة.. ملؤها الغرابة و الجنون، و شعارها الاستسلام و المجون..

      أسلوبها مباشر و بسيط.. تجبر القارئ على التفكير في حل لعقدتها و إن كانت مستعصية و ليست جلية كليتها..

      فهل يقصد الكاتب مثلا أزمة الأمة العربية و مرضها العضال أمام الدكتاتور الأمريكي، المستبد و بالتالي فكلمة القوي تعود إليه عن جدارة و استحقاق... أم أن هناك علاقة ما بالمحنة الفلسطينية ؟؟..

      ثم هناك ملاحظة بسيطة بشأن التصغير من شأن (الحمدلة) !..

      أتراهم يسيرون في شارع ( الحمدلة ) ؟ و إلى أين يمضون ؟..

      لعمري إن أجمل و أفضل و أرقى و أنقى ما يمكن للمرء أن يتلفظ به وسط المحن و البلايا هو (الحمد لله)..

      و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..




    3. #3
      التسجيل
      28-03-2001
      الدولة
      الجمهورية التونسية
      المشاركات
      4,242
      المواضيع
      386
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: زمن العبيد

      قصة معقده او بالاحرى تدعو الى التفكير

      جعلتني اقراها اكتر من مرة و افك ابتعادي عن المنتدى
      شكرا لك اخي

      ان كنت ابقى اشعر بحيرة منها
      منتدى المنتدى . . . اول منتدى عرفته في تاريخ اللإنترنيت


    4. #4
      التسجيل
      10-03-2007
      المشاركات
      17
      المواضيع
      3
      شكر / اعجاب مشاركة

      رد: زمن العبيد

      قصة غريبة ومحتاجه تفكير


    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •