العراق ما بعد استشهاد الرئيس صدام حسين ... ؟
بقلم المحامي أحمد عبد الهادي النجداوي
· اخطأ و يخطئ الذين يتوهمون بأن مجرد غياب الشهيد الرئيس صدام حسين عن
الساحة العراقية و العربية سوف يوفر استقرارا او ان ذلك قد يؤدي الى انتهاء الأزمة
التي خلقتها ادارة بوش بالتعاون مع الدوائر الصهيونية و بالتنسيق مع المعممين
الصفويين اتباع طهران و قم الذين جرى تهيئتهم و تدريبهم على ايدي اجهزة
المخابرات الأمريكية و البريطانية بذات الأسلوب الذي اتبعته تلك الاجهزة في
افغانستان ايام وجود الأتحاد السوفياتي و نقلتهم الى جانب جيوش غزو العراق و
سلمتهم مقاليد الأمور هناك بعد الغزو و اطلقت لهم العنان ليمارسوا أحقادهم العرقية
و الطائفية التاريخية الكامنة منذ قرون عديدة ضد عروبة العراق و اسلام العراق و
لكل طرف في ذلك اهدافه و سياسته في تلك التوجهات تحكمها اخر المطاف نظريات
مريضة خطط لها في دوائر صنع القرار الأمريكي التي يسيطر عليها نفر من الصهاينة
و اقرانهم ممن يطلق عليهم المسيحيون المجددون الذين يتبنون مبدأ (الفوضى
الخلاقة ) فكان من حصاد تلك السياسات بعد احتلال بغداد في 9 نيسان 2003 و الى
الأن شلالات من الدماء كل يوم و بلغت حصيلة القتلى من العراقيين قرابة المليون
انسان متزامنة مع اعتقال الالاف و الفضائح الوحشية التي صاحبت كل تلك المجازر و
الاعتقالات و كانت المقاومة و في سياق تلك المجازر و الأعتقالات التي التقت حولها
احقاد جورج بوش الابن و زبانيته مع احقاد العنصريين و الطائفيين جرى في معركة
انتقامية و بوشاية خيانية قتل الشهداء ابناء و حفيد الرئيس صدام حسين و التمثيل
بهم و بمثل تلك الوشاية جرى الأيقاع بالرئيس ذاته و بعد تخديره و لمحاولة تشويه
صورته و النيل من صموده اخرجوا مسرحية مزعومة و مكشوفة عن كيفية رصده
و القبض عليه في مكان ضيق قذر لا يتسع لجسم انسان عادي البنية و ليس لجسم
عملاق كجسم الرئيس الشهيد, و بدأوا بعد ذلك يعدون و يجرون له المحاكمة
الصورية و يعدلون في تشكيل المحكمة و قضاتها و قوانينها لاخراج الحكم السياسي
المطلوب باعدام الرئيس الشرعي للعراق و من ثم تسليمه على درجة السرعة بأمر
من الحاقد الأكبر بوش الى شراذم الحاقدين الأقزام في بغداد عبد العزيز الحكيم و
مقتدى الصدر و جواد المالكي و باقي العصابة لتنفيذ اعدامه على الصورة الوحشية
و الأجرامية التي شهدها العالم فتنفس بوش و زبانيته و عملاءه الصعداء و قد كانوا
يخشون ان تنتهي ولايته في رئاسة البيت الأسود الامريكي قبل ان يشفي غليلهم من
صدام حسين.
· و الأن هل يمكن للشعب العراقي و طلائعه الشريفة و مقاومته المتصاعدة ان تهدأ
او تتوقف ؟ ان ذلك هو اقرب الى حلم ابليس بدخول الجنة , ففي مرحلة ما بعد
الأحتلال تفجرت المقاومة العنيفة النموذج فورا و أعلنت استراتيجيتها لتحرير العراق
و اقامة نظام قومي تعددي ديمقراطي و استقطبت مختلف العناصر الوطنية
والعسكرية و على مدى ما يقارب اربع سنوات كان اعداؤها المتخاذلون يكابرون لعدم
الاعتراف بوجودها و سطوتها الى ان اضطروا مؤخرا و لو على استحياء لذلك
الأعتراف و بات امرا شبه مفروغ منه و تحت ضربات المقاومة البحث عن مخارج
للهرب و الانسحاب من العراق مع محاولة لحفظ ماء الوجه دون جدوى , و كان ذلك
الفشل و السقوط لبوش و حزبه الجمهوري في الأنتخابات النصفية الأخيرة ليواجه
الأكثرية الديمقراطية التي لا تتفق مع سياساته , فأخذ يحاول الالتفاف و التلون
الحربائي عندما استبدل وزير دفاعه المقهور رامسفيلد بوجه جديد و هو في جوهره
من ذات البطانة الحاقدة لكنه مع ذلك يركب رأسه في التمادي بذات الطريق الى ان
يتحطم رأسه على صخرة المقاومة العراقية .
· أما عصابات الصفويين الحاقدين الأذناب الذين افرزتهم سياسات بوش الصهيونية
للتسلط على العراق و النيل من وحدته و عروبته فهم الأن و بعد ما حققوه من اعدام
رئيس العراق الخالد و من تنمية النزاعات العنصرية الطائفية برعاية ايران باتوا
يواجهون مأزقا رهيبا حيث يعيشون الرعب وراء الحواجز و التحصينات بحماية 140
الف جندي امريكي يمكن ان يزيدهم بوش المتعنت المكابر الى 200 الف بالأضافة الى
قوات وزارة الداخلية و الجيش المصطنع و المليشيات الطائفية , و مع ذلك فهم لا
يستطيعون الخروج من التحصينات التي اقاموها او اقامها عليهم الغزاة الأمريكيون و
على وجه الخصوص فيما يسمى بالمنطقة الخضراء في بغداد , و فوق هذا و ذاك
تعاني البلاد من التدخل الأجنبي و الأيراني في السلب و النهب و الفساد و الأنهيار
الأقتصادي و خطف و قتل المواطنين غيلة على ايدي عصابات الموت المدعومة
طائفيا , وكانت عملية تنفيذ حكم الاعدام بالشهيد الرئيس صدام حسين وفي فجر عيد
الاضحى وبتلك الطريقة الوحشية القشة التي قصمت ظهر البعير و اغلقت امامهم و
بشكل نهائي سبل النجاة بجلودهم بعد ان تغادر قوات الأحتلال الأمريكي في يوم ات
قريبا تجر وراءها اذيال الخيبة و الهزيمة امام ضربات المقاومة العراقية .
· لا سبيل اذا امام الغزاة الخائبين و امام العصابات العنصرية و الطائفية التي جاءوا
بها الا مواجهة مصيرهم بانتصار المقاومة العراقية , و قد جاءت بالأمس تصريحات
المالكي من ان انه لا يرغب باستمرار فترة حكومته و انه يتمنى لو انه لم يشكل تلك
الحكومة او يشارك بها تعبيرا واضحا عن معاناته و اقرانه معه في تلك العصابات
بصرف النظر عن المكابرة و العنتريات المصطنعة من قبلهم .
· لقد حاول تحالف اعداء العراق في الداخل و الخارج و هم مستمرون في محاولاتهم
تقسيم العراق و زرع الفتن و الأحقاد بين اطياف الشعب العراقي و طوائفه و حاولوا
استغلال بعض القضايا الأجتماعية و الدينية بقتل رجال الدين أو تفجير المساجد و
الحسينيات و المقدسات لخلق و تعميق الشرخ بين تلك الأطياف و محاولة اثارة و
تأجيج حرب اهلية بينهم و لكن وعي القيادات الشعبية و العشائرية قد عملت جاهدة و
بمختلف اشكال التضحيات على احباط تلك المحاولات القذرة و قد نجحت في ذلك الى
مدى بعيد و قد جاءت رسالة الشهيد القائد صدام حسين و حتى في اخر كلماته و هو
على مشنقة العار تدعو الى الوحدة و رص الصفوف لمواجهة الغزاة الأمريكين
الصهاينة و اعوانهم الفرس الحاقدين في ايران , و هي رسالة استوعبها العراقيون
الشرفاء و عبروا عن ذلك بالمسيرات و السعي الى بيوت العزاء التي اقيمت للشهيد
في كافة المدن و القرى و الأرياف داخل العراق و خارجه فيما عصابات الحاقدين
الطائفين العملاء ينزوون في جحورهم او يلوذون بتحصينات اسيادهم هربا من غضب
و نقمة شعب العراق المعروف باقتداره و قدرته على تمزيق اشلائهم .
ان الطريق الوحيد امام الأمريكين و عملائهم للخروج من ازمتهم هي في التخلي عن
المكابرة و مؤامرة الغزو و الأنسحاب الكامل من ارض العراق و تركها لشعبها كردا و
عربا و سنة و شيعة و مسيحين و يزيدين و بقيادة طلائعه المقاومة يقررون مستقبل
وطنهم وفق استراتيجية التحرير و البناء و الوحدة التي دعا اليها و قضى من اجلها
الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله .
انتهى
_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-