وأن طارق بن زياد لأنه خدم الدولة الأموية "العربية وليست المسلمة وكفي بنظره" منسلخاً عن أمازيغيته وخائناً لها
الحمد لله علي نعمة الاسلام وكفي!
أنا أتفق معه في أمر واحد فقط قاله بنفسه وفي نفس مقاله وهو برأيي خير رد علي المتشدقين بطارق بن زياد وغيره كقائد أمازيغي لا كقائد مسلم مثلما نفخر به جميعاً من المحيط الي الخليج .. أتفق معه حينما قال" السؤال الذي يغيب عند هؤلاء المستشهدين بطارق "الأمازيغي" الذي وظف أمازيغيته لخدمة العروبة والإسلام، هو: هل كان طارق أمازييغا؟
وليس المقصود بهذا السؤال هو الأصل العرقي والإثني لطارق، والذي هو أصل أمازيغي لا غبار عليه، بل المقصود هو الانتماء الهوياتي، مع ما يصاحبه من وعي بهذا الانتماء والاعتزاز به .. فطارق "الأمازيغي"، على المستوى الهوياتي، لم يكن أمازيغيا أبدا، لأنه لم يكن أمازيغي الأمازيغيين، بل أمازيغي العرب، أي يتبنى هويتهم ولغتهم وإيديولوجيتهم رغم أن أصله الإثني يبقى أمازيغيا.
أن يكون المرء أمازيغيا أو فارسيا أو عربيا، ليس معناه أن يكون أصله العرقي أمازيغيا أو فارسيا أو عربيا وتكون لغته الأصلية هي العربية أو الفارسية أو العربية فحسب، بل أن يكون له الوعي بانتمائه الهوياتي واللغوي مع الدفاع عن هذا الانتماء ضد كل من يحاول النيل منه أو القضاء عليه .. لقد تنازل طارق "الأمازيغي" عن أمازيغيته واعتنق العروبة كهوية وانتماء وأصبح من أخلص خدامها والمدافعين عنها"
بالفعل طارق وضع نفسه وسيفه فداءاً للاسلام لا لأمازيغيته .. قد انسلخ عنها مثلما انسلخ المصريين عن قبطيتهم ومثلما انسلخ العرب عن قبليتهم ومثلما جمع الجميع في النهاية الوعاء المسلم .. سواء كانت الدولة عربية كالأموية أو تركية كالعثمانية أو فارسية كالعباسية
حينما يحب دعاة العودة الي الأمزيغية التشدق بها أمام مسلم يحسنوا في السرد علي القائد المسلم طارق بن زياد وحينما يتحدثوا الي الغربي المسيحي يحسنوا في السرد علي سان أغسطين الراهب المسيحي في القرن الرابع الميلادي وقد قال فيه الكاتب الشئ الشبيه لما قاله علي طارق ويعتبر أيضاً رد عليهم "
ماذا أعطى للهوية الأمازيغية والأرض الأمازيغية واللغة الأمازيغية حتى يفتخر به الأمازيغيون ويستحضروه كنموذج في الإبداع والفكر والعطاء الأمازيغي؟ لقد كرس حياته، مثل طارق من بعده ـ مع كل الاختلافات التي تفرق بينهما ـ لا لخدمة اللغة الأمازيغية والأرض الأمازيغية والإنسان الأمازيغي، بل لخدمة اللغة اللاتينية للمحتل الروماني ونشر المسيحية والبحث فيها والتنظير لها والتفاني في الدفاع عنها، حتى أصبح مرجعا مؤسسا للمسيحية التي كانت تفتقر آنذاك إلى فلسفة ومذهب فكري منسجم ومتماسك. لقد ألف سان أغسطين عشرات الكتب، لكن لا نجد بها أثرا للأمازيغية ولا لانتمائه إلى الأمازيغية، بل قد نستشف منها شعورا بالذنب لديه لكونه ولد أمازيغيا (انظر: "Lecomplexe d'Augustin dans les confessions de Saint Augustin" للأستاذ حسن بنعقية في "تاويزا"، العدد 105 وما تلاه). أبعد هذا نعتز ونفتخر بسان أغسطين ونقدمه كمفكر أمازيغي؟"
وفي ذلك ما أقول "ومن أقوالهم سلط عليهم"
ان طارق بن زياد أخي الحبيب شأنه شأن صلاح الدين الأيوبي شأنه شأن الكثيريين لا يحسبون علي أنهم مصريين أو أكراد أو رومان أو فرس أو برابرة
التاريخ الاسلامي الذي خرج عربياً بادئ الأمر أخي الطيب لا يوجد فيه ما يخجل المغربي منه ، بدأ عربياً ببداية الاسلام ثم سرعان ما سجل فيه الفرس والروم والمصريين والأكراد والبربر والأندلسيين أسمائهم من نور فيه بهوية المسلم لا بهوية سبقت اسلامه!
ألم تسمع بحديث رسول الله (ذلك الذي آمن كلانا فعلاً لا قولاً بما جاء به هدي وبشري للعالمين) "أبدعوي الجاهلية وأنا بين أظهركم؟"
تلك هي دعوي الجاهلية التي تريدها والتي حذرنا رسول الله منها .. ربما يهون عليك أني مصري لست متأكداً ان كان جدودي عرب أم فراعنة أم رومان وبطالمة ويونان وأن لي حضارة أعظم ألف مرة من حضارة الكاهنة ومع ذلك تجدني أخالفك باستماتة فيما تدعو اليه
وربما يهون عليك أن تجد أخر مثل أخونا "صقر المغرب" أمازيغي الأصل لكنه يرفض مثل تلك الدعوات
تعالي لنعيد النظر في الأمر بالنظر الي كتاب الله وسنة رسوله فيما نختلف به الأن
قال تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) (الأنعام: 153)
فدعك من السبل المؤدية للتفرق
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ مسلم بغير حق ليهريق دمه) (رواه البخاري)
وما نفعله اليوم هو ولاشك دعوات جاهلية .. يكمل ابن عباس قوله "ويندرج فيها كل جاهلية مطلقة أو مقيدة، أي في شخص دون شخص، كتابية، أو وثنية، أو غيرهما من كل مخالف لما جاء به المرسلون."
وفي الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه قال: يا معشر القراء استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا، فإن أخذتم يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا.
وعن الحارث الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آمركم بخمس، الله أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية فإنه من جثي جهنم) فقال رجل: يا رسول الله وإن صلى وصام قال: (وإن صلى وصام فادعوا الله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله ) رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح.
وفي الصحيح: (من فارق الجماعة شبرا فميتته جاهلية) وفيه: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) قال أبو العباس: كل ما يخرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية، بل لما اختصم مهاجري وأنصاري قال المهاجري: يا للمهاجرين! وقال الأنصاري: يا للأنصار! قال صلى الله عليه وسلم (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟) وغضب لذلك غضبا شديداً . انتهى كلامه.
ورواه أيضاً من حديث معاوية عند أحمد وأبي داود وفيه: (إنه سيخرج من أمتي قوم تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله) وتقدم قوله: (ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية) .
وعن أبي هريرة مرفوعاً: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء) رواه مسلم ورواه أحمد من حديث ابن مسعود فيه: من الغرباء؟ قال: (النزاع من القبائل والذين يصلحون إذ فسد الناس)
(يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)
انتهي كلامي وأعتذر عن الاطالة في السرد لكن كل ما وضعته كان واجب وضروري
وعليه أستحلفك بالله وبمحبة المسلم للمسلم أن تقرأ ما وضعته مرة واثنان وثلاثة بتمعن
خاصة أقوالالله ورسوله في نهاية ردي