-
:.:.: وللأنفلونزا وجه آخر :.:.:
-
-
مصاباً بالبرد أنا ..
لست في أحسن حالاتي طبعاً ..
وإن كان من الصعب تحديد أحسن حالاتي ..
فغالباً أقضي فصول الربيع والخريف والشتاء وأنا مصاباً بالأنفلونزا أو على وشك الإصابة أو في فترة النقاهة ..
أحياناً أفعلها في الصيف أيضاً !!
رغم كون هذا يضيف متعة بلا حدود ..
حيث يعطى سبب عبقري وحقيقي (نوعاً ما) للكسل والبقاء بالمنزل ..
يلزم هذا تغيير جزري في طقوس النوم ..
فلا تكتفي فقط بالغطاء العادي ولكنك تجمع كل أغطية المنزل ..
ولا مانع من إضافة غطاء السيارة الثقيل ..
ثم تتم عملية وضع كل هذه الأحمال فوقك ..
والتي تحتاج على الأقل رجلين مفتولي العضلات .. (من طراز مسابقات أقوى رجل في العالم)
وآخر ليصرخ بصوت جنائزي : أغلقوا التابوت !!
وعلى الفور تشعر بالفخر .. وهذا حقك .. فمثلك مثل (خوفو) .. هو فوقه هرم وأنت فوقك جبل ..
علاوة على أن التنفس أيضاً يصبح عسيراً بسبب الفيروس الظريف ..
فعليك بالتنفس من الفم .. لأن التنفس من الأنف أصبح حلماً مثل حلمك بأن تكون إمبراطور أنجلترا (على سن ورمح) ..
مما يجعله – الفم – مفتوحاً فترة لا بأس بها كفرس النهر وقت إلقاء غدائه في فمه ..
ولكنك تختلف عنه إذ تفتحه - فمك مجدداً - اليوم بأكمله .. أي كفرس نهر أيضاً لكنه لا يتبع حمية ..
متجاهلاً كل الأحاديث حول كيف أن الأنف تعمل على تنقية الهواء وتبريده .. وكونها (فلتر) filter طبيعي .. الخ الخ ..
فهناك إرباك مزعج للفم الذي لا يعرف وظيفته الآنية ..
وهل هي التنفس أم المضغ أم الحديث أم (العضّ) مثلاً ؟!
وربما يكون – بقصد أو بدون قصد – مصير حشرة مسكينة طائرة في فمك الرحب ..
وبما أنك في بيتك فاختياراتك لقضاء الوقت محدودة للغاية ..
القراءة مثلاً .. ولو أنها محاولة مريضة مثلك لإدعاء المثالية .. فمن يقرأ على أي حال ؟!
أو الحديث مع العائلة .. وهو لأمر صعب أيضاً فقد تكون في طريقك لفقد صوته مؤقتاً ..
وبهذا سيهنأ الجيران قليلاً بالراحة من صوتك الأوبرالي عندما كنتَ تغني في دورة المياه ..
وسيقولون أن (أندريه بوتشيللي) أنتقل إلى مسكن آخر .. (مع الاعتذار طبعاً للإيطالي للتشبيه)
أمامك أمر آخر وهو تصفح الشبكة ..
وهذا أيضاً عسير لأن تأثير شاشة الحاسوب تحدث دوار لطيف ..
هذا إن كنتُ طبعاً لا ترتدي عدسات و(سيبها) لله مثلي ..
وسيمتزج دوار الحاسوب مع الدوار الموجود منذ البداية أثر المرض ..
فتصبح رأسك مثل ملعب (اسكواش) يُلعب عليه نهائي بطولة الأساتذة ..
إذاً لا يوجد غيره .. الاختراع الملهم .. المارد الذي لا يشق له غبار .. جامع الكبار والصغار ..
التلفاز .. وما أدراك ما التلفاز ؟!
إن كان الهوائي مقصوراً على القنوات المحلية فسيقتلك الملل ..
بينما إن كان يتيح لك القنوات الفضائية فسيقتلك السأم ..
فغالباً ضحايا تلك القنوات عددهم يفوق بكثير ضحايا قناة السويس ..
وستجد أن هناك ثلاثة أصناف من البشر في تلك القنوات ..
1- من هو بالأصل غبي .. 2- ومن يدعي الغباء .. 3- ومن يريد منك أن تصبح غبي (إن لم تكُ أصبحت بعد) ..
لذا أتوقع منك أن تترك هذا كله وتفعل مثلي ..
تنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام .. (أين أنت ؟! لا تفعلها الآن)
لكن عندما تستيقظ لا تفعل مثلي .. إذ أشرع أنا في التخطيط للنوم من جديد ..
ولك الله وحده ليعينك على هذا الفيروس ..
لأنه لا يوجد بشري واحد سيساعدك ..
فكما تعرف مشكلة الفيروس أنه لا علاج له لأن العلماء لم يتمكنوا من دراسته بعد جيداً ..
قطعاً ليس بسبب انشغالهم في مداعبة قرود التجارب ..
ولكن لأنه – اللعين – منغلق على نفسه كما الصخرة .. (دراسة البيولوجي بتنفع برضه)
لكنهم على أي حال سيعطونك شيئاً ليساعد مناعتك ..
مناعتك التي لم تعد على أي حال مناعة .. بل أصبحت (فزاعة) ..
-
-
إهداء ..
إلى كل من يزكم الآن ..
-
-
ملحوظة على جانب : يعتبر هذا ثالث جزء من (...... وجه آخر) حيث سبقه (وللسعادة وجه آخر) ، (وللتفاؤل وجه آخر) .. ولكني لا أملك الروابط لسوء حظي وحسنه لديكم ..
-