وشركة عسكرية خاصة هامة اخرى, هي »داين كورب الدولية« التي تعرف نفسها »مقاولة عالمية متعددة الفروع«. وما من احد يشك في ذلك خاصة اذ ما علم ان عدد موظفيها يصل الى عشرات الالاف من المتخصصين. وهي تعمل على وجه الخصوص في منطقة الشرق الاوسط. ودول البلقان, وفي امريكا اللاتينية, وذلك لحساب البنتاغون, السي. اي . ايه , الاف بي آي ووزارة الخارجية. فهي تشتغل في عُمان, البحرين, وقطر على سبيل المثال, في مجال »الاحتياطي الحربي المتقدم, العائد لسلاح الجو الامريكي, كما انها متخصصة بتكنولوجيا المعلومات, بحيث ان البنتاغون, السي.آي.ايه والاف. بي.آي, قد اوكلت لها ادارة ارشيفاتها المعلوماتية.
ولقد تنامت اهمية الشركة وقت ان آلت ملكيتها في عام 2003 للشركة الكاليفورنية »علوم الكمبيوتر« المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات, وهي المتمكنة داخل البنتاغون الى حد كبير, وهكذا تمارس داين كورب مهمتها القائمة على مساعدة »حكومة الولايات المتحدة على تأسيس الاستقرار الاجتماعي من خلال نمط حكومي ديمقراطي«. وكانت قد نشرت صورة رمزية في شهر آب الماضي, ظهر من خلالها الزعيم الافغاني حامد قرضاي بينما كان يلقي خطابه بمناسبة يوم الاستقلال الافغاني. وهو محاط بالحراس الشخصيين التابعين لشركة داين كورب, وهم في كامل قيافتهم, مسلحين بالمدافع الرشاشة الثقيلة.
ولكن هناك قطاع اخر, ليس مشهورا بما فيه الكفاية, حيث تتفوق داين كورب. ذلك الخاص بالعمليات السرية التي عهد بها البنتاغون لها, ووكالات فيديرالية اخرى, فهي تشارك في كل من كولومبيا, بوليفيا, والبيرو, بالعمليات العسكرية الموجهة شكلا ضد تجار المخدرات, انه الميدان الذي مكن شركة الحرب المجهولة من اثراء خبرتها, منذ ان قامت في اعوام الثمانينات بمساعدة اوليفر نورث, لحساب السي آي ايه, على تزويد الكونتراس بالسلاح. ولحساب السي.آي. ايه. على الدوام, قامت باعوام التسعينيات بتدريب وتسليح قوات UCK في الكوسوفو. كما ان من الواضح اليوم ان داين كورب, مثلها مثل بلاك ووتر والاخريات, تعمل في العراق وافغانستان على ادارة عمليات سرية, ويكون من الممكن في حقيقة الامر التحدث عن ادارة الحرب وفقا لخطتين متوازيتين: واحدة في وضح النهار, تحت اشعة الشمس الساطعة عبر عمليات القصف الجوي, واعمال التمشيط التي تنفذها قوات الولايات المتحدة والحلفاء, وخطة سرية بعمليات ينفذها جيش الظل التابع للمتعاقدين, بمشاركة القوات الخاصة.
هذا الجيش الذي يستخدم في العراق للمساعدة في تنفيذ »استراتيجية خروج« تعود بالنفع على المصالح الامريكية: اي تقسيم البلاد الى ثلاثة اقاليم »شيعية, كردية, وسنية« او بالاحرى لتقسيم اكثر, وبالرغم من ان البيت الابيض يعمد الى نكران مثل هذه الاستراتيجية, التي سبق وان طبقت بمنطقة البلقان, الا انه يتم النظر لها باستمرار من قبل واشنطن كبديل وحيد, يمكن الولايات المتحدة من خلال عقد اتفاقيات منفردة مع الزعماء المحليين, من احكام سيطرتها على المنطقة, ومواردها النفطية بوجه خاص, وتتمثل الطريقة الانجع لتقسيم العراق في العمل على تغذية الصدام ما بين الفصائل الداخلية, فحين يتم تفجير قنبلة في احد الاسواق, يكون من غير المستبعد وجود يد احد العمال المجهولين, المجندين بموجب عقد
http://www.arabvoice.com/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=3724&mode=thread&order=0&thold=0