قبل أسبوعين تقريباً وأثناء انعقاد الاجتماع غير العادي للجمعية العمومية لاتحاد الكرة، أشار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى أن دورينا يليق بالإمارات قبل ثلاثين عاماً ولا يليق بالإمارات في وضعها الحالي. وقبل أيام ومن خلال الحديث الذي أدلى به لـ «البيان الرياضي» وصف مدرب منتخبنا الوطني برونو ميتسو دورينا بأنه ضعيف ولم يحدث له أي تطور في السنوات الثلاث الماضية وانعكاساته السلبية على المنتخب واضحة ولا تحتاج إلى توضيح.
* ما بين رأي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في دورينا ورأي المدير الفني لمنتخبنا، نجد أن هناك اتفاقاً واضحاً في الرأي والفكر معاً. ودون مبالغة أو تحيز أو أي انفعال دفاعاً عن دورينا الذي يعتبره البعض أنه لا يستحق ذلك الوصف الذي يمثل تقليلاً من مكانته بين الدوريات الأخرى.
إلا أننا ومن خلال نظرة موضوعية خالية من العواطف نجد أن دورينا لا يوازي أبداً طموحاتنا وطموحات قيادتنا التي وعلى الرغم من كل الدعم الذي تقدمه لكرة الإمارات متمثلة في الاتحاد والأندية، إلا أن كل ما تحقق لايزال بعيداً جداً عن مستوى الطموح باستثناء الفوز بكأس الخليج الأخيرة.
* وحتى نكون أقرب للواقع، وبعيداً عن الأحكام التي قد يصفنا بها البعض ممن قد يتهمنا بالتحامل على دورينا.. لنتساءل فيما بيننا ولنتصارح ولنواجه بعضنا البعض.. دورينا بصورته الحالية كم مباراة قدمها لنا تليق بنا وبطموحاتنا؟ وكم هو عدد اللاعبين أو المواهب الذين أفرزتهم المسابقة الأم التي تقع عليها مسؤولية بناء منتخب قوي قادر على تحمل المسؤولية والدفاع عن شعار الإمارات.. لنتوقف عند جزئيتي هذين السؤالين ومن ثم نفتح المجال لأنفسنا لإطلاق الأحكام.
* عندما يقول سمو الشيخ عبدالله بن زايد إن دورينا لا يليق بوضعنا الحالي في الإمارات، فإنه بذلك لا يقصد التقليل من وضعية دورينا، ولكنه بذلك يريد إيصال رسالة واضحة لأنديتنا بضرورة العمل والارتقاء بمستوى الفرق حتى تصل للمستوى الذي يشرفنا كإماراتيين نجحنا وتفوقنا في مختلف المجالات والمناشط بينما لانزال متأخرين جداً في كرة القدم.
وعندما يصف ميتسو دورينا على أنه ضعيف، فإن المدرب يهدف من وراء ذلك إلى لفت الانتباه إلى واقع قد نكون في غفلة عنه، فجميع أنديتنا مشغولة بالمنافسة، وبعض الفرق غارقة في مشاكلها وأخرى متورطة في نتائجها، أي أن الكل يجري على همّه، والكل يسعى نحو أهدافه دون أن يكون ذلك الجري تجاه الهدف الأهم والأسمى من المسابقة، وهو الارتقاء بالمستوى وبناء منتخب قوي قادر على تحقيق الطموحات.
* دورينا ضعيف.. نعم، ولكن ليس سيئاً أو متخلفاً بالدرجة المخيفة، ولكن هذا في حد ذاته لا يمنعنا من التفكير والعمل بجدية من أجل الارتقاء بالمسابقة بحيث تكون قادرة على تحقيق طموحاتنا وأن تجاري الطفرة التي تعيشها إماراتنا.. ورياضتنا وكرتنا ليست بمنأى عنها لأنها جزء من واقعنا الذي نعيشه على هذه الأرض ونفتخر به أمام العالم.
كلمة أخيرة
* كلمات سمو الشيخ عبدالله بن زايد بخصوص دورينا، تكشف مدى ما تتطلع إليه قيادتنا تجاه كرتنا التي يجب أن تكون مسايرة لنهضتنا وتطورنا، وهذا ما يجب أن يضعه كل من يعنيه الأمر في حساباته عندما نتحدث عن أمر يتعلق بالإمارات.