بسم الله الرحمن الرحيم
كلما أوغلت الفهوم في معرفة الخالق فشاهدت عظمتهولطفه ورفعته تاهت في محبته فخرجت عن حد الثبوت. وقد كان خلق من الناس غلبت عليهممحبته ، فلم يقدروا على مخالطة الخلق. ومنهم من لم يقدر على السكوت عن الذكر، وفيهممن لم ينم إلا غلبة ، وفيهم من هام في البراري ، وفيهم من احترق في بدنه. فيا حسنمخمورهم ما ألذ سكره ، ويا عيش قلقهم ما أحسن وجده. وكان أبو عبيد الخواص قد غلبه الوجد فكان يمشي فيالسوق يقول : واشوقاه إلى من يراني ولا اراه. وكان فتح بن سخرف يقول : التبذل فيهسبحانه أحسن من التجمل في غيره
هل رأيت قط عراة أحسن من المحرومين .....هل رايت للمتزينين برياش الدنيا سمتا كأثوابالصالحين .....هل رأيت خمارا أحسن من نعاسالمتهجدين ......هل رأيت سكرا أحسن من صعقالواجدين ......هل شاهدت ماء صافيا أصفى من دموعالمتأسفين ......هل رأيت رؤوسا مائلة كرؤوسالمنكسرين ......هل لصق بالأرض شيء أحسن من جباهالمصلين ... هل حرك نسيم السحار أوراق الأشجار فبلغ مبلغ تحريكه أذيال المتهجدين ..... هل ارتفعت أكف وانبسطت ايد فضاهت أكف الراغبين ...... هل حرك القلوب صوتترجيع لحن أو رنة وتر كما حرك حنين المشتاقين

صيد الخاطر ..... ابن الجوزي
موقع المأوى