( 6 )
ثناء العلماء عليه رحمه الله
قال العلامة أحمد ابن إبراهيم الواسطي المعروف بـابن شيخ الخزامين ت711 هـ
"شيخنا السيد الإمام الهمام محيي السنة وقامع البدعة ناصر الحديث ومفتي الفرق الفاتق عن الحقائق ومؤصلها بالأصول الشرعية للطالب الذائق الجامع بين الظاهر والباطن فهو يقضي بالحق ظاهرا وقلبه في العلى قاطن أُنموذج الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين الذين غابت عن القلوب سيرهم ونسيت الأمة حذوهم وسبلهم فذكرهم بها الشيخ فكان في دارس نهجهم سالكا ولموات حذوهم محييا ولأعنة قواعدهم مالكا الشيخ الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية ……. والله ثم والله ثم والله لم أرى تحت أديم السماء مثله علما وعملا وحالا وخلقا واتباعا وكرما وحلما في حق نفسه وقياما في حق الله عند انتهاك حرماته .."اهـ
وقال الشيخ الحافظ أبو الحجاج : ما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه وما رأيت أحدا أعلم بكتاب الله وسنة رسوله ولا أتبع لهما منه.
وقال ابن الزملكاني :ماذا يقول الواصفون له وصفاته جلّت عن الحصر
هو حـجـة الله قـــاهــرة هو بيننا أُعجوبة الــدهـــر
هو آية في الخلق ظاهرة أنوارها أربت على الفجر
هذا الثناء السابق عندما كان عمره 30 سنة
وقال الإمام الحافظ أبوعبد الله شمس الدين الذهبي (ت 748) وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:
"كان آية في الذكاء وسرعة الإدراك رأساً في معرفة الكتاب والسنة، والاختلاف، بحراً في النقليات، هو في زمانه فريد عصره علماً وزهداً وشجاعة وسخاء وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر وكثرة التصانيف وقرأ وحصل وبرع في الحديث والفقه وتأهل للتدريس والفتوى وهو ابن سبع عشرة سنة وتقدم في علم الأصول وجميع علوم الإسلام: أصولها وفروعها، ودقها وجلها سوى علم القراءات فإن ذكر التفسير فهو حامل لوائه، وإن عد الفقهاء فهو مجتهدهم المطلق، وإن حضر الحفاظ نطق وخرسوا وسرد وأُبلسوا واستغنى وأفلسوا وإن سمي المتكلمون فهو فردهم، وإليه مرجعهم، وإن لاح ابن سيناء يقدم الفلاسفة فلَّهم وتيَّسهم وهتك أستارهم وكشف عوراهم وله يد طولى في معرفة العربية والصرف واللغة، وهو أعظم من أن يصفه كلمي أو ينبه على شأوه قلمي، فإن سيرته وعلومه ومعارفه ومحنه وتنقلاته تحتمل أن توضع في مجلدتين وهو بشر من البشر له ذنوب فالله يغفر له ويسكنه أعلى الجنة فإنه كان رباني الأمة فريد الزمان وحامل لواء الشريعة وصاحب معضلات المسلمين، وكان رأسا في العلم يبالغ في إطراء قيامه في الحق، والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبالغة ما رأيتها ولا شاهدتها من أحد، ولا لحظتها من فقيه.
وقال في مكان آخر: قلت: وله خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفة بفنون الحديث وبالعالي والنازل وبالصحيح وبالسقيم مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، فلا يبلغ أحد في العصر رتبته، ولا يقاربه وهو عجب في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند بحيث يصدق عليه أن يقال: "كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث" لكن الإحاطة لله غير أن يغترف من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي.
وأما التفسير فمسلم إليه، وله في استحضار الآيات من القرآن - وقت إقامة الدليل بها على المسألة - قوة عجيبة، وإذا رآه المقرئ تحير فيه، ولفرط إمامته في التفسير وعظم إطلاعه يبين خطأ كثير من أقوال المفسرين ويوهي أقوالاً عديدة وينصر قولاً واحدًا موافقاً لما دل عليه القرآن والحديث.ويكتب في اليوم والليلة من التفسير أو من الفقه أو من الأصلين أو من الرد على الفلاسفة والأوائل نحوًا من أربعة كراريس أو أزيد، وما أبعد أن تصانيفه الآن تبلغ خمسمائة مجلدة، وله في غير مسألة مصنف مفرد في مجلد.." اهـ
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله لابن تيمية لما رأى تلك العلوم منه : " ما أظن بقي يخلق مثلك" اهـ
قال أبو عبد الله محمد الصفي الحريري الأنصاري الحنفي :
" إن لم يكن ابن تيمية شيخ الإسلام فمن؟!!"
قال العلامة عبد القادر محمد النعيمي ت(927) في الدّارس في تاريخ المدارس :
" وكان كثير المحاسن فارغا عن شهوات المأكل والملبس والجماع لا لذه له في غير نشر العلم وتدوينه , عُرض عليه القضاة قبل التسعين وستة مئة وعمره دون الثلاثين , ومشيخة الشيوخ فلم يقبل شيئاً من ذلك .." اهـ
وقال ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد :
" سمعت شيخنا شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه ونور ضريحه يقول:
إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة وقال لي مرة :
ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنتي وبستاني في صدري أين رحت فهي معي لا تفارقني أنا حبسي خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة .
وكان في حبسه في القلعة يقول :
لو بذلت ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة أو قال : ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير أو نحو هذا..
وقال ابن القيم رحمه الله :
" وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط مع ما كان فيه من الحبس و التهديد والإرجاف وهو مع ذلك أطيب الناس عيشا وأشرحهم صدراً وأقواهم قلباً وأسرهم نفسا تلوح نضرة النعيم على وجهه وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت بنا الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب عنا ذلك كله وينقلب إنشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة فسبحان الله من أشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم أبوابها في دار العمل فأتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها ...." اهـ
أرجو عدم الرد حتى الإنتهاء