كم خجلت من نفسي حين طالعتها..
حينما دخل الصليبيون القدس خرج المستنفرون من المسلمين الي بغداد فدخلوها في رمضان بكائين شكائين منتحبين من هول ما لاقوه يقصوا علي خليفة المسلمين ما حدث من تنكيل وتدنيس واسالة لدماء المسلمين واستحلالاً لمحارمهم في القدس وما جاورها من بلاد الشام.
حتي اجتمع لهم أهل بغداد في الجوامع وأطعموهم فأفطروا في نهار رمضان من هول ما لاقوه .
اهتز العالم الاسلامي حينها هزاً شديداً ونقم علي ملوكه ورؤسائه حتي قال الأبيوردي ضمن من قالوا
مزجنا دماء بالدموع السواجم
ولم يبقي منا عرضة للمحارم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه
اذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فايها بني الاسلام ان وراءكم
وقائع يلحقن الذري بالمناسم
أتهويه في ظل أمن وغبطة
وعيش كنوار الخميلة ناعم
وكيف تنام العين ملء جفونها
علي هفوات أيقظت كل نائم
واخوانكم بالشام يضحي مقيلهم
ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الروم الهوان، وأنتم
تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
أري أمتي لا يشرعون الي العدي
رماحهم، والدين واهي الدعائم
ويجتنبون النار خوفاً من الردي
ولا يحسبون العار ضربة لازم
أتري صناديد الأعراب بالأذي
ويغضي علي ذل كماة الأعاجم؟
فليتهم اذ لم يزودوا حمية
عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وان زهدوا في الأجر حمس الوغي
فهلاً أتوه رغبة في الغنائم؟
دعوناكم والحروب ترنو ملحة
الينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارة عربية
تطيل عليها الروم عض الأباهم
فان أنتم لم تغضبوا بعد هذه
رمينا الي أعدائنا بالجرائم
فماذا نقول نحن اليوم لكلا الاثنين
أهالي القدس وبغداد؟