السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ زمن وأنا اخترعت شخصية جديدة ورسمت لها عدة رسوم لم أعرضها..
تعجبني الشخصية من عدة نواحي.. ما بذكرها حتى لا أحرق الأحداث..
سأغرضها على شكل مسلسل. بين فترة و أخرى فصل..
_____
البــ و لتـــ ر جايـــ شـت || ThE PoLteRgEisT
الفصل الأوّل: لحظة التحول.
كعادته. جلس أسامة في المكتبة بعد انتهاء وقت الحصص الدراسية و بدأ بكتابة فروضه.
كانت الشمس قد مالت و دقت الساعة الرّابعة . سمع أسامة صوت صياح الأولاد بالخارج وهم يلعبون في ساحة المأوى. تأفف وقام أغلق النّوافذ و الأبواب و أضاء المصابيح وجلس على المكتب ينهي فروضه.
كان يسمع صوتاً مكتوماً يحاول النّفوذ من النّافذة . وهو يتساءل في نفسه "ألا يكف هؤلاء الأغبياء عن الصياح".
ابتسم أسامة بفرح عندما توقّف صوت الصياح. لا بد أن إحدى المعلمات قد جعلتهم يتوقفون عن اللعب.
مرّت نصف ساعة. تنهد بعمق وهو يغلق دفتره وقد أنهى جميع فروضه. يمكنه الآن أن يطلب من المعلمة الجلوس على التلفاز قليلاً..
وقف وجمع أدواته ودفاتره و وضعها في حقيبته. رفع حقيبته على كتفه وتوجه إلى النّافذة وفتحها. كانت السّاحة فارغة من الأولاد. قال لنفسه "يبدو أنها السّيدة أوتري هي من خرجت إليهم. يالها من صارمة!"
توجّه إلى الباب و أدار القفل وخرج. وقف في الممر الطّويل الذي امتلأ بكتل الأسمنت المربعة باللونين الأبيض والأسود. ابتسم بفرح عندما رأى تاريخ اليوم من ساعة يده. الأوّل من ديسمبر. لقد بلغ 14 عاماً.
مشى بطول الممر توجّه إلى السلم وصعد أولى درجاته عندما سمع صوت صياح وبكاء. كان صوت رجل بالغ يصيح. و السيدة أوتري تبكي. وصوت أنين خائف من أطفال.
نزل أسامة. وأكمل طريقه عبر الممر. كان هناك باب مقفل. والصوت من خلفه. السيّدة أوتري تصيح " أرجوك دعهم. لا تقتلهم. أرجوك".
تسارعت دقّات قلبه وهو يدفع الباب قليلاً. وما إن نظر ما بالداخل حتى ارتفع صياح السيدة أوتري وصوت رصاصة تنطلق مخترقة صدرها ووقعت جثة هامدة على الأرض. صاح الجميع بالداخل. جاهد أسامة لكتم صيحته.
رجل في الأربعين من عمره يبدو عليه علامات السكر. يقف وهو يلوح بمسدسه بجنون. وفي يده زجاجة شراب يرشف منها. المعلمات الخمسة و جثة المديرة أوتري و الأطفال في الزاوية.
كان ذاك الرجل يحمل هاتفاً في يده وهو يصيح بكلمات متعثلمة " قلت لك أنني.. أنني.." أطلق ضحكة مجنونة قصيرة وأكمل "أمتلك رهائن.. رهائن! سـ.. ســأقتلهم.. نعم.. أريد نقودا."
استطاع أسامة سماع صوت العامل على الهاتف وهو يجيبه " سيدي. من فضلك دع الهاتف وتوجّه إلى سريرك. ولا تشرب. أنت الآن في حالة سكر وهذه أوهام. يجب علي أن أقفل الخط الآن."
رمى الرّجل الهاتف على الأرض وهو يصيح. وأخذ يصيح في الهاتف قائلاً "سأقتلهم. سأقتلهم!"
اندفع أسامة ملتصقاً بالحائط وذاك الرّجل يفرغ رصاص سلاحه على جميع من بالغرفة.
تسارعت دقّات قلبه وحبس أنفاسه للحظات و جثث الأطفال والمعلمات تقع على الأرض دون أدنى حركة. أنزل ذاك الرجل سلاحه وأخذ رشفة من زجاجة شرابه. التفت إلى باب الغرفة و أطلق شتيمة قذرة.
تنفس بسرعة وتسارعت دقّات قلبه. التفت وفتح باب غرفة المديرة خلفه وقبل أن يغلق الباب .. "أنت.. أيها الملعون !"
أغلق الباب بسرعة وركض مختبئاً خلف إحدى الخزائن.
سمع صوت الباب يفتح بقوة و رائحة السكير تقترب منه.
أخفض رأسه بين ركبتيه ورفع يديه فوق رأسه. شعر بالسكير بجانبه. أحس بيده ترتفع . أمسك أسامة رأسه بكل قوة. و انطلقت الرّصاصة من المسدس!
صمت قاتل. أطول صمت شعر به أسامة في حياته. شيء بارد يخترق رأسه. يخرج من الجهة الأخرى. وصوت الرّصاصة تستقر بالحائط كما لو انفجرت في أذن أسامة.
سمع صوت صياح الرّجل. صياحاً مجنوناً كما لو كان قد رأى شبحاً قبل لحظات.
رفع أسامة رأسه نظر إلى الحائط. الرّصاصة استقرت هناك. المكان الموازي لرأسه قبل لحظات.
التفت إلى الرّجل.. كان قد وقع على الأرض وهو يصيح ويراقب أسامة كما لو كان مخلوقاً من عالم آخر. كان المسدس على بعد خطوتين من أسامة.
نظر أسامة بعين باردة إلى الرّجل.. تقدم قليلاً وانحنى ملتقطاً المسدس. اعتدل. تذكّر كل ذكرياته عن المجرمين. موت والديه بعد دخول لص إلى المنزل. موت أخته على بعد أن دهسها سكير. موت خالته على يد زوجها المجرم.
ابتسم ببرود. شاهد بالتلفاز كيفية استخدام السّلاح. انزل مشط المسدس الذي كان فارغا من الرّصاص.
اقترب من الرّجل الذي أخذ يصيح يقوّة. انحنى سام ومد يده إلى جيب ذاك الرّجل. التقط عدداً من الرّصاص. صاح ذاك الرّجل بقوّة وأمسك بسكين من حزمه وأخرجها وهو يلوح بها على بطن أسامة. ولم يترك أي أثر فيه.
وقف أسامة. وضع الرصاص بالمشط. أزال الأمان عن المسدّس.
وقف الرّجل بجنون وهو يلوّح بسكينه على أسامة. و عندما أدرك أنه لا جدوى من ذلك. ركض نحو الباب.
ابتسم أسامة ببرود. رفع المسدس نحو ذاك الرّجل. وأطلق رصاصتين إلى قلبه مباشرة...
وقع الرّجل جثة هامدة. ورمى أسامة المسدس بجانبه. توجه نحو النافذة. نظر إلى الغروب. وابتسامة باردة على وجهه.
_____
أتمنى يعجبكم الفصل..
وشكراً..