
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبدالرحمن
السلام عليكم
للأسف الشديد .. تجد العنصرية بشدة في الخليج وخاصة في السعودية .
أنا أقمت في الخليج طول عمري تقريبًا .. وتحديدًا بالكويت .. ولا أنكر أنني تعرفت على أناس لايمكن إلا أن تضعهم فوق رأسك .. لكن الغالبية تحكم للأسف .. فدائمًا تتجه إليك نظرة الوافد الأجنبي الذي جاء لينهب خير البلد .. وتجد النظرة الدونية لك في معظم تعاملاتك سواء الاجتماعية أو الحكومية .
أما في السعودية .. فيكفي أنك إذا أردت أن تقصد بيت الله الحرام .. ولم تكن خليجيًا .. فياويلاه .
تاشيرة العمرة تطلع بشق الأنفس .. والحج يستحيل دون حملة مرخصة .. وإذا تحايلت ودخلت البلد بتأشيرة مرور .. فإنهم يذلونك إلى أقصى درجة .. وكم من عائلة سمعت عنها بقيت على الحدود وقت الشتاء والبرد تنتظر الفرج من ربها .. وفي النهاية تدفع الغرامة الكبيرة .. لا والعسكري يحتقرك أيضًا .
أما أبناء الخليج .. فإنهم متى ما شاءوا يعتمرون ومتى ما أرادوا يحجون .. وكأنما جُعل البيت الحرام ملكهم وحدهم .. وهذا ما أراه ( قمة العنصرية ) وخاصة في ركن من أركان الإسلام ما كان ينبغي لهم أن يتحكموا به متى شاءوا .
العنصرية طبيعية نعم .. لكن أن تُمنع من أداء شعائر ربك بحرية فلا .
كما أن العينة التي تتحدث عنها ليست صغيرة بالمرة .. بل إنها الأغلبية .
ومع هذا لا أنكر بوجود الأخيار الكثر في بلاد الحرمين .. فالعلماء والمجاهدين وأهل الدين لا ننكر دورهم .. ولكن كما قلت الغالبية تحكم هنا .
أما عن أهل الشام الذين يكرهون أهل السعودية .. فلم يكرهونهم لأنهم سعوديون .. بل لأنهم يعلمون أن الكثير ممن جاء ـ وخاصة الشباب ـ قد جاء للعربدة والبحث عن المتعة الحرام .. فلذلك ترى الناس يستحقرونهم لأنهم حقراء .. أما من جاء باحترامه فلا يجد إلا الاحترام والتقدير .
كما أنه ـ إذا وجدت ـ العنصرية كما تقول ، فأين أنت من العراقيين الذي جاءوا إلى سورية والأردن ؟ ألا تعلم أن مليونين منهم قد جاء إلى سورية وحدها ، وتسببوا في غلاء الأسعار .. ورفع الإيجارات وأسعار السكن .. وأدوا إلى الاستهلاك الكبير للكهرباء مما أدى إلى قطعها صيفًا باستمرار ، ومع ذلك لم نسمع أو نجد ممن يحاربونهم أو يدعو إلى طردهم ، بل إننا نحس بالفخر لأن بلدنا أصبحت مصدر جذب لمن وجد فيها الأمان ، ولم يجدوا إلا الترحيب والإكرام .. ثم تأتي وتقول أن العنصرية موجودة كما بالسعودية !!
بل ، وآتيك بما هو أشد ، فاللبنانيون معظمهم أنفسهم قبل وقوع الحرب الأخيرة ، كانوا يهتمون باسم الموت لسورية ، وذلك حين أخرجوا جيشها ، ومع ذلك حين وقعت الحرب وجدوا سورية الحضن الدافئ لهم ، ووُفرت لهم العناية الكاملة وذلك من الحدود حتى العاصمة ، وكانت النية أن يتأخر موعد بدء المدارس التي قطنها كثير منهم .
فيا سبحان الله !!