السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
قصة كلها خيال غرائبي معقد.. و يمكننا تصنيفها تحت أدبيات الرعب..
ما يميزها هو الخيال الفيّاض، الواسع.. لدرجة أنه من المستحيل ربط مشاهدها بالواقع، أو حتى مقارنتها به..
هذا اللون له مميزاته و خصوصياته الفريدة.. كمنحه الحرية المطلقة للكاتب كي يطلق خيول ذهنه إلى ما وراء نطاق المعقول.. لكن، في نظري، أنه كلما ابتعدتَ عن المعقول و الملموس كلما ظلت مشاهد القصة مجرد صور بديعة أمام عين القارئ، في حين أن شيئا من الواقعية يقرب جو الحكاية إلى القارئ أكثر حتى ليلمسه بحواس ذهنه.. خصوصا في أدب الرعب..
على العموم، القصة ممتازة و الخيال جيد.. و إن بقيت بعض الأسئلة بلا إجابة.. ما مصير البطل في النهاية ؟.. هل انتقل إلى عالم الأموات أم عالم الأحلام أم إلى عالم غريب آخر ؟.. ما تفسير تلك المشاهد بأول القصة ؟.. القط المذبوح بالثلاجة ؟.. الأطفال الذين انفجرت رؤوسهم ؟.. الزهور التي انقضت على الفتاة بالحديقة ؟...
ألا ترى معي أنه لو أعطيت تفسيرات لهذه الألغاز لاكتملت القصة و لتمكن القارئ من استيعاب الفكرة جيدا.. هذا بالضبط كالروايات البوليسية لأجاثا كريستي، إذ تجد تفسيرا لكل دقيقة.. لا تقل لي أن تلك روايات واقعية، أنا أعلم ذلك.. لكن لا تنسى أن الإنسان مجبول على السؤال و على فضول معرفة المجهول، فلن يتقبل عقلك ببساطة سيلا من الأفكار الخيالية، الضبابية إذا ما سردتها عليك تباعا!..
ثم شيء آخر لفت انتباهي.. إنه إهمال الرعب النفسي للبطل، فأنت لم تصف الرعب المنطقي الذي كان ليعيشه البطل أمام كل تلك المشاهد العنيفة، و السبب في نظري هو أنك، أوليت كل اهتمامك و جمعت كل تركيزك على أحداث القصة و ترابطها و لم تلتفت كثيرا إلى الشخصية، و لم تضع نفسك مكانها.. الطريقة التي أنهجها دائما في قصص الرعب..
مثلا، جاء في القصة.. " انشقت الأرض من تحتي.. ونزلت إلى الدور الآخر.. في غرفة صغيرة.. "... هكذا بكل بساطة ؟.. لم يصرخ، لم يذعر، لم يصب أثناء السقوط ؟..
و أعتقد أن هناك تناقض في الجملة التالية..
- فقررت الذهاب إلى منزل عمي... وكان هناك جدي.. ؟
ثم هذه الجملة، وجدتُ أنه لم يكن هناك داع لذكرها..
- برج الجماجم يرتجف .. وكأنه خائف من شيء !..
أما هذه الجملة، فقد أعجبتني أيما إعجاب..
- و لكن.. خيّم الليل بسرعة.. وكأنه يحاول إخفاء شيء ما.. في هذا النهار
و أخيرا، أحييك و أنوه بعملك الجيد.. و كل ما أتمناه هو أن يكون نقدي قد أفادك و قدم لك الجديد، لكي ترتقي و نرتقي جميعا..
و السلام عليك و رحمة الله و بركاته..