سأبدأ أولا بآراء المقييمين باللعبة و من ثم تقييمي الشخصي.
و صفت Famitsu اليابانية أن مستوى الصعوبة باللعبة تحسن بشكل كبير من Ocarina Of Time. خاصية حفظ ملفات اللعب المحدودة, و كذلك الوقت المحدود لانهاء اللعبة كانت عوامل ساهمت في جعل اللعبة أكثر امتاعا.
قالت IGN أن "الامبراطورية قد عادت" للN64!!
انها نفس اللعبة, لكنها أكثر ذكاءا و مظلمة أكثر من قبل, و تسرد قصة أفضل بكثير.
وصفت GamePro اللعبة بأنها مثال حي على أنه الN64 لا يزال يحتفظ بسحره.
بناء على Electronic Gaming Monthly, حصلت اللعبة المركز السابع لأفضل الألعاب في تاريخ الفيديو جيمز, بينما حصلت الOcarina Of Time على المركز الثامن!!!
كعادتها, أعطت GameSpot اللعبة تقييما مخيبا 8.3, كونها ليست قابلة للعب من قبل الجميع و كون البعض سيراها تركز على المهام الفرعية أكثر من القصة الأساسية. الخلاصة: لعبة عظيمة, لكن ليست للجميع.
رأيي بتقييمهم:
أتفق معهم بأن اللعبة ليست للجميع بما تحمله من معان مخفية و رمزية كبيرة, لكن,اللعبة حازت على مجموع 9 في كل من الأصوات و القصة و 10 في الرسومات و 8 في اسلوب اللعب, أي معدل 9, لكن ما خفض التقييم هو عنوان اللعبة!!! عذر غريب للتقليل من درجة اللعبة النهائية.
أخيرا, قالت Game Revolution تحتاجون لوقت أطول للتندمجوا مع هذه الزيلدا,لكن, ستأتيكم لحظات, ستهزكم فيها اللعبة بروعتها و غموضها.
معدل تقييم المواقع
+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +
تقييمي الشخصي:
الرسومات
ماذا تتوقعون من لعبة احتوت على أفضل الرسومات و أدقها للعبة صدرت على جهاز الN64.
ابتداء من رسم الشخصيات الدقيق (و تشمل الأجناس المختلفة و الوحوش) و التطور الملحوظ في سلاسة المضلعات من نسختها السابقة أوكارينا, ليس هذا فحسب, بل الظلال التي أتت مناسبة لحركة الضوء.
ننتقل الآن إلى تصميم البيئات المحيطة من عوالم و معابد. من اللحظة الأولى التي وقعت أعيننا على هذه اللعبة, عرفنا أننا لم نعد نلعب زيلدا البهيجة التي تعودنا عليها. الألوان المستخدمه هنا قاتمة و مظلمة, مناسبة للجو الذي حملته لنا اللعبة, و مقصدها أن نشعر بأجواء الدمار القادم لذلك العالم, نهايته. فكانت تدفعنا للشعور بالاكتئاب و الانكسار جراء المأساة التي نحن بصدد أن نواجهها و نعيشها. ابتداءا من مدينة الساعة,مرورا بغابة الDeku, جبال الGorons, و بحار الZoras و أخيرا انتهاءا بوادي الInka's.
تصميم البيئات و المعابد كانت أعاجيبية لأبعد الحدود. عندما تطوف بأركان هذه الأماكن, تشعر بأن هذا المكان فعلا حقيقي. لقد أبدعت عقول منتجي هذه اللعبة بنقل هذه الأحاسيس, بفضل الدقة الكبيرة في تمصميم هذه البيئات, و العبقرية الكائنة وراء تصميم المعابد, ليس فقط من ناحية تصميم الألغاز, بل أيضا بالنقوش الموجودة على الجدران و الهندسة المعمارية لهذه المعابد, و التي تنقلكم لعالم من الأساطير المختلفة, عالم مليئ بالهيبة و الرهبة. تختلف المعابد هنا اختلافا كليا عن بعضها البعض. معبد الغابة يبدو كهرم كبير من أهرامات الإنكا الموجودة في أمريكا الجنوبية. بينما يعتمد معبد جبل الثلج على الكهوف الموجودة في الجبال كجزء من تصميمه الغريب. نأتي إلى معبد الماء, الذي أعده من أصعب المعابد الموجودة في سلسلة زيلدا. تصميمه الذي يشبه المصنع, و أنابيه المتداخلة مع بعضها البعض, تعطيكم شعورا بأن هذا المعبد صنع ليضيع الناس فيه.
أخيرا, نأتي إلى ما أعده أصعب المعابد في سلسلة زيلدا و أكثرها تعقيدا,معبد برج الصخر. يبدو هذا المعبد و كأنه في بعد آخر. تصميمه الغريب جدا و الذي يشبه تصميم القلاع في العصور الوسطى. المعبد معقد و كبير كما هو, فما بالكم لو عرفتم أن هذا المعبد ينقلب رأسا على عقب بعد الضغط على أحد المفاتيح!! من أين أتوا بهذه الفكرة الجهنمية, و هذا التصميم الخرافي!! كل ما أستطيع فعله هو التصفيق لهذه الموهبة الرائعة, في تصميم كل هذه المعابد.
سأنتقل الآن للحديث عن رسم الخلفيات و تفاعلها مع حركة الليل و النهار. بهذا الجزء, تم التركيز على كل شيء, من أقل التفاصيل عند طلوع الشمس و غروبها. عندما تظهر الشمس, ترى الناس يستيقظون و يذهبون لأداء أعمالهم. و ترى تسلسل مراحل بزوغ الشمس و وصولها للسماء. كل هذا و البيئات في تغير مناسب لحركة الشمس, فترى السماء تتغير من الظلمة الحالكة, الى اللون الأزرق الغامق المبشر لظهور الشمس,لتشعرك بنسمة ريح لطيفة, نفس الشعور الذي تشعر به عند رؤيتك لبزوغ الشمس. و في بداية طلوعها, ترى العالم قد تلون بلون ذهبي رائع, و ترى خيوطها قد لفت العالم, و ستشعر بالدفىء في هذه اللحظات. بعدها, ستتغير البيئات حسب حركة الشمس في السماء, وكذلك الظلال!! لتنتهي بمغيبها و ما يصاحبه من تغير السماء. حل الليل, فاختفت المخلوقات التي كنت تراها في النهار, لتظهر أخرى بديلة, كالأشباح و الذئاب. طبعا هذا في الغابات و الأماكن الغير مأهولة. أما الأماكن المأهولة, فترى معظم الناس قد اختفت و ذهبت لبيوتها, و أغلقت المحال أبوابها (باستثناء الحانات). تفاصيل دقيقة, لن أفلح بوصفها في عدة أسطر, بل عدة صفحات, و قد لا تفلح الكتب بوصف الرسم الموجود بهذه اللعبة.
أخيرا, البيئات الأخرى كالأشجار, الثلوج, الجبال, البراكين, المياه, الرمال, العواصف, الأمطار و غيرها , تم الإعتناء بها و إتقانها بأكمل وجه لتناسب اسم أسطورة زيلدا. و لا أنسى القمر الذي تستطيع النظر إليه من كافة الأماكن الموجودة, و تتغير زاوية النظر إليه باختلاف موقعك!! و لا أنسى أيضا أن موقع القمر في تغير مستمر, في كل لحظة تشعر بأنه يقترب من الأرض, إلى أن نصل لليوم الأخير, فترى الهزات الأرضية بدأت بالظهور معلنة عن الساعات الأخيرة لهذا العالم.
الأصوات:
أولا: الألحان
لن أخوض بتفاصيل مؤلفها المبدع Koji Kondo و الذي لا تكفيه عدة أسطر لوصف موهبته الفذة,بل سأترك لكم الباب مفتوحا للبحث عن سجله المليء و الحافل بالإنجازات و سأنتقل مباشرة لوصف الألحان هنا.
ما هي الحياة دون أصوات أو ألحان؟ خالية و فارغة
و كذلك هي الحال مع الرسوم هنا, لن تكون لها قيمة تذكر إن لم تناسبها ألحان تجاري قوتها و تنقل الإحساس التي حاولت الرسومات نقلها.
الألحان هنا تمزج بين ألحان سابقة استخدمت في الأجزاء القديمة مثل لحن حقل هايرول الشهير و لحن المحال التجارية, و ألحان جديدة خاصة باللعبة.
ابتداءا بأغاني الأوكارينا الجميلة, و انتهاءا بألحان المعابد, كانت جميعها مميزة و قوية, و ناسبت الأجواء تماما. فتكون هادئة و دافئة في الأجواء و اللحظات الهادئة, قوية و عاصفة في لحظات القتال, حزينة و مؤثرة في لقطات الحزن و اللقطات المؤثر, غامضة و مخيفة في لحظات الرعب و الخوف.
قد يعترض البعض من كون الأدوات المستخدمة هنا بدائية نوعا ما كالمزامير, لكنني أرها مؤثر و قوية بشكل غريب. و تعطي شعورا بقدم العصر الذي نعيشه في هذه اللعبة و الأهم من هذا, كونها خالدة و قريبة للقلب و لا تنسى على مر الزمن.
ثانيا: المؤثرات الصوتية
أيضا في أفضل صورها, أصوات الوحوش, خرير المياه, صوت الرياح سواءا كانت قارصة باردة محملة بالثلج, أم قوية عاصفة محملة بالأتربة أو الأمطار, أصوات العصافير و أخيرا,الهدوء الصارخ و صوت الصدى في الأماكن المهجورة. كلها كانت بأفضل حللها.
أما الأصوات الأخرى, مثل ضربات السيوف و فتح الأبواب غيرها من التي ستجدونها هنا كانت ممتازة, و لم أكن لأجد أفضل منها.
أصوات شدت انتباهي و خلقت الأجواء المناسبة لفكرة اللعبة:
بداية كل يوم, عندما يذكرونك بعدد الساعات المتبقية لك قبل دمار العالم, تشبه ضربة القاضي الذي يحكم و يقرر قرارا مصيريا مثل الإعدام.
بزوغ الشمس, و اللحن المشرق النشيط الذي تسمعه ليجعل الحياة تدب بك من جديد.
ألحان المعابد, والمت الرسومات تماما بل وأضافت لها الحياة. في بعد الغابة, نسمع دوي قرع الطبول الإفريقية, و صرخات إحدى القبائل البدائية, بلمسة من الصدى و الفراغ كون أن المعبد يشبه القاعة الكبيرة. أما في معبد الجبل فنرى صوت الريح القارصة, و التي تدل على الصقيع, بالإضافة إلى صوت الحمم البركانية في هذا المعبد, مزيج رائع بين الثلج و النار. و لا أنسى مسحة لحن خفيفة, تعطي شعورا بالغموض و الخوف. ننتقل الى معبد الماء, وصوت لحنه الذي سيدفعك للجنون!! ليس لأنه سيء, بل لأنه ألف ليكون لحنا متواصلا يناسب المتاهة المعقدة قي هذا المعبد, لأنك تجد نفسك في المكان نفسه مرة تلو الأخرى, و بوجود اللحن الذي لا تتغير نبرته, ستخلق جوا من اليأس و الضياع!! أخيرا, معبد جبل الصخرة, الذي يذكرني لحنه بعبة Golden Axe و أجوائها القديمة. سيحملك اللحن للعصور الوسطى و زمن المحاربين القدامى.
صرخة العمالقة, تبدو كصرخة حوت جريح, صرخة تقطع القلب و تحمل حزنا عميقا لا أفهم معناه.
لحن ظهور الماجوا, و الذي يدفع القشعريرة بجسمي, و كأن شيطانا قد ظهر! لسبب ما أشعر أن شعر جسمي يقف من القشعريرة بسبب هذا اللحن الغريب و المخيف.
أخيرا, اللحن الموجود في آخر خمس دقائق من عمر ذاك العالم. أي لحن هذا, لحن يشعرك بالخطر, اليأس, الألم و الإنكسار. لحن يشعرك بالهزيمة, الخوف و الاستسلام. لمسة حزن عميقة في هذا اللحن, لم أجد مثلها من قبل.
كلمة أخيرة لانهاء هذا القسم: نجحت نينتيندو في مزج و تكوين هذه الوصفة الرائعة. مزجت رسومها الرائعة بألحان و أصوات متوازنة ناسبت تماما جو اللعبة تماما, و خلقت لنا عالم لم نر ملثه من قبل.
+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +
الجيم بلاي أو أسلوب اللعب
سأحاول الاختصار هنا لأنني تكلمت بشكل مفصل عن أسلوب اللعب في القسم السابق.
تعود لنا زيدا الثلاثية الأبعاد مرة أخرى و بنفس أسلوب أوكارينا أوف تايم الرائعة. لم تتغير معظم الأسلحة و طريقة اللعب عن الجزء السابق, فمازلت الضربات نفسها موجودة, طريقة الحركة, الهجوم و القفز.
اذا ما الجديد في قناع ماجورا؟
أولا: إدخال خاصية الزمن و دورة الثلاثة أيام بشكل لم نره من قبل بهذه الصورة الدقيقة. إذ أنك ستصبح تحت ضغط الوقت لإنهاء مهامك و القيام بمغامرتك. و بسبب وجود هذه الخاصية, لم تعد الشخوص تتحرك بشكل عشوائي باللعبة, بل كل منها تتبع جدول زمني محدد عليك معرفته من خلال معايشتها, أي أن مفتاح البدء في مهمة جديدة, يكمن بمراقبتك المكثفة لهم.
ثانيا: الأقنعة. وجودها و خواصها أدت لإدخالك عالم جديد في زيلدا و فتح آفاقا جديدة لاستخدامهم و حل الألغاز بهم. و لا تخف من صعوبة التحكم بالهيئات الجديدة, فتحكمك بهم سهل مثل التحكم بLink و سلس. و يضفي تجربة جديدة كليا لم نعهدها و نرها بأي من الأجزاء السابقة.
ثالثا: الكثير من المهام الفرعية و التي تلعب دورا في فهم طبيعة الناس في هذا العالم. بوجود أكبر عدد من المهام الفرعية الموجودة بسلسلة زيلدا, لن تمل أبدا و سيكون لديك الكثير لتفعله!!
أخيرا, قصة رائعة و عميقة للغاية,ذات طابع سوداوي و مظلم على عكس أجزاء زيلدا الأخرى. ليس هذا فحسب, بل مكنتك اللعبة من التفاعل مع الشخصيات لمعرفة قصصهم و حياتهم بشكل عميق لم نختبره بالأجزاء السابقة, إذ نجد علاقة Link مع الشخصيات سابقا علاقة سطحية. و لا ننسى الرمزية الكبيرة التي احتوتها اللعبة. العديد من الرموز التي لم نفهمها, و العديد من الأسئلة التي يقيت مبهمة. كلها أسباب ستدفعك للعب اللعبة مرات عديدة على أمل أن تجد خيطا يقودك لحل بعض هذه الأحداث الغامضة.
+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + + +
الخلاصة:
توافر كل هذه العوامل بأبهى حلتها ستضمن لك أن تعيش تجربة فريدة لم تختبرها من قبل, سواءا أكانت بأجواء الدمار التي تشعر بها (و التي أعطت للاعبين حول العالم الشعور بما يسمونه بArmageddon أو يوم القيامة), أو بتفاعلك الكبير مع الشخصيات, أو بأسوب لعب لا يعلى عليه. و ستضمن لك اللعبة, اللعب المتواصل لساعات عديدة, و بإمكانك أن تخترع تحديات أثناء لعبك للعبة. مثلا, إنهاء اللعبة كاملة 100%, أو إنهاؤها بثلاثة قلوب فقط, أو أن تقوم بتجميع الجنيات باستخدام قناع الجنية الجاذب للجنيات,أو إنهاءها بعد استخدام أغنية تسريع الزمن!! وغيرها الكثير الأفكار و الخيارات المتوافرة لك.
أخيرا, لا أنسى أن الصور و الحركات تجري بشكل سلس تماما, و لا يوجد أي وقت للتحميل (Loading time), و الخيارات الموجودة سهلة الاستخدام , مثل اختيار الأسلحة و الأقنعة, و كذلك طريقة التقديم و الخطوط المستخدمة بالكتابة.
تقييمي النهائي:
بالتأكيد 10, لأن العبة و بكل بساطة Flawless, و أضافت الكثير لسلسلة زيلدا.
ملاحظة: أعتذر من عدم إدخال الكثير من الصور لأستشهد بها و أدعم ما أقول, لكني فعلت ذلك لسببين:
أولا مراعاة أصحاب الإنترنت البطيء.
ثانيا: مواقع الصور تملىء عالم الإنترنيت بالإضافة أن جوهر الموضوع بكلامه و ليس صوره.